دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 21:11
المحور:
الادب والفن
يُحكى، أن ملكاً أضاع طريقه في الغابة أثناء جولة صيد.
بينما كان وحيداً، يحاول العثور على حاشيته، إذا به يسمع صدى ضربات فأس من مكان ما بين الأشجار. وهوَ ذا حطابٌ مسنّ، يلتفت أيضاً إلى الناحية، التي ظهر منها الرجل الغريب. كون الملك في رحلة صيد، فإنه افترضَ أن هيئته لا توحي بحقيقة مقامه.
" أيها الرجل الطيب، لقد أضعتُ الدربَ في أثناء تعقبي لأحد الطرائد. وسأجزيك ذهباً، ما لو أعنتني على العودة إلى جماعتي "، خاطبَ الحطابَ عن قرب. تمعن المخاطَبُ في الرجل الغريب بعينيه الكليلتين، وما لبثَ أن أحنى رأسه متسائلاً: " لم لا تستريح قليلاً، يا مولاي، طالما أن حاشيتكم ستكون الآنَ منشغلة بالبحث عنكم؟ "
" وكيف عرفتَ أنني مولاك، برغم هيئتي البسيطة؟ "، تساءل الملك بدَوره. قبل أن يجيب، ناول الحطاب مليكه جرة فخارية صغيرة. شربَ هذا ثم بدأ يضع يده في حزامه، لإخراج صرة الدراهم الذهبية. لم يمد العجوز يده، وبدا متعففاً عن أخذ المال. تحت نظرات مولاه، فتحَ فمه أخيراً: " مثلما ترى يا ملك الزمان، فإن عجوزاً يعيش منعزلاً على طرف غابة هوَ في غنى عن الذهب. تماماً، كما أنك لم تفد من وجود حاشيتك عندما تاهت أقدامك في هذه الغابة الصغيرة! ".
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟