روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 15 - 22:24
المحور:
الادب والفن
لا تبحثي عني بعد اليوم
قبل قليل ..
كان آذان العشق
ولم اتوضأ
الإمام صرخ في الجميع
حي على الصلاة
وأنا كنت خارجا للتو
من صلاة الخوف
لا تبحثي عني
فأنا .. مراهق
حين يمتطي دراجته
ويجوب الشوارع
يحسب وكأن الهواء هو العشق
لا تبحثي عني في الحدائق
في القصائد
بين شعاب الوله
ولا تسألي عن النبض في صدري
مذ أزهرت الورود في عينيك
لم أتذوق رائحة الزهور
لم يحل الربيع ضيفا على مائدتي
ربيعي ..
رائحة تفوح منك
ياسمين ترقص على شفتيك
عصافير تطير بجناحيها من رموشك
وأنت .. تحاورين الأساطير
من عبق النسيان
لا تسألي عني في المحافل
في المضافات
بين كراسي الكرنفالات
منذ زمن ..
منذ اليوم الأول من قراءة آيات الجمال
بين جفنيك
قارعت هوس الانخراط
في لجة النقاشات
ودعت طلاسم الشأن العام
لم تعد بيانات الساسة توقظني
الكل يشكو صمتي ..
انفعالات التذمر من ايحاءاتي
أبادل زاوية منسية .. زفرات الشجن
وأشكو للريح
رقصة الحرباء على حبال صوتك
لا تسألي المارة عن أثار أقدامي
فأنا ..
أمشي حافي القلب على الأشواك
مذ علمت .. متأخرا
أن جدتي ..
كانت تكذب في سرد الروايات
على خيال الفتيات
في سهرات نتف بذور القطن
ولعبة المخرز فوق التنانير
روايات جدتي .. تقص
أن الأنثى لا تجيد من الجنس .. سوى
غسل السراويل ..
في أواخر الليل
ونثر بذور الخصوبة ..
في وضح النهار
من جماح غضب الزوج
لا تقرأي ما نشرته اليوم
على حائط الوسن
إن قرأتي ..
توخي الحذر من التخيل
فهو .. ليس عنك
آخر مرة .. حين سكرت بين يديك
من خوف الغوص في تدفق شلال التهيج
سمعت الصراخ من وجنتيك ..
يهمس خجلا
ابتعد عني .. اقترب من حفر المقابر
فأنت من سورة الأنفال
وأنا ..
كلما قرأت أناشيد الغزل
استوقفتني قبلاتك المدماة
وخزائن الموت في جعبة وطني
١٤/٤/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟