أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد التاوتي - عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.














المزيد.....


عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 10:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سأكون مختصرا نزولا عند طلب أصدقائي القراء.
ألخص في هذه الورقة محاذير ثلاثة. خديعة الإسلاميين، مكر الإدارة المركزية، و مقتل الهويات.
بالنسبة لخديعة الإسلاميين لا أقصد أبدا ثقافتنا الاجتماعية الدينية و لا تقاليدنا و لا التدين الاجتماعي الذي نعرفه.
ما أرمي إليه هو التنبيه من التنسيق التنظيمي في أي تمثيل مستقبلي للحراك – و حتى لانتخابات أو لجمعية تأسيسية - مع التنظيمات الإسلامية مهما بدت لنا نعومتها و إلا وقعنا في أول و أكبر خطأ للثورة السورية التي قبلت في صفوفها و في نشاطاتها التنظيمية عضوية الإسلاميين بنية أن الهدف واحد و هو إسقاط النظام. و لم تكن تشعر الثورة وقتذاك بأنها احتضنت في أحشائها بذورا أكثر رجعية من النظام الذي تقاومه. و حدث بعد ذلك أن طغت تلك الحركات الرجعية بما لها من نفوذ تاريخي اجتماعي بديهي في ضمائر المواطنين لكونهم مسلمون ابتداء، و ما لها من مرافق دينية تاريخية اجتماعية في كل بلدة على سائر التراب الوطني من إنجاز الدولة " العلمانية" كما ترددون و يحلو لكم الترديد، و ما لها من تمويل إرهابي معروفة دوله..، و ما لها من إيعاز غير مباشر لمايسترو الفوضى الخلاقة لا يعلم به إلا أمريكا و المؤمنون. ثم تمكنت من تحويل البلد إلى حرب أهلية في أقل من سنة، تتواصل إلى اليوم.

أما الإدارة فلا خوف على الحراك منها.. لأن الحراك سفور سياسي و الإدارة لم يعد لها وجها سياسيا. و لكن يبدأ نشاطها الاستعماري المشبوه عند منطلق أي توافق على أية خارطة طريق. لأنها لا تزال تملك وسائل التنفيذ. و لهذا السبب لا تزال الثورة تتوجس من البذاءات الأربع في تسيير مرحلة الشغور. و برأيي فإن مسيرات الجمعة لوحدها، إذا أبقت على سلميتها و نقاءها كفيلة بنسفهم. أما ما يسمى بالدولة العميقة فالعمل الثقافي وحده سيكون الكفيل، و هو يتطلب وقتا أكبر نسبيا.
بناء على حدس سياسي – حتى لا أزعم أنني أؤسس على معطيات موثقة- فإن هذه الإدارة المركزية تشجع الآن من وراء ستار كل الوقفات و المسيرات الفئوية و المهنية و القطاعية التي تجري خلال أيام الأسبوع من أجل تمييع المسيرة الرئيسية ليوم الجمعة بدعوى أنها تدعمها. و هذا من شأنه أن يسرّع في عملية اهتراء الجانب الاقتصادي/الاجتماعي للدولة.. و تعرفون جميعا ماذا يعني دوام ذلك بعد بضعة أسابيع فقط.
لا تطلب الثورة من النقابات و المنظمات القطاعية إلا أن تؤدي وظيفتها بحس مهني و بدافع وطني. خصوصا و أنها اليوم تتمتع بجميع ضمانات الشارع.
القاضي و الموظف و المهندس و العامل لهم إذا أرادوا الخروج في مسيرة الثورة فقط، يوم الجمعة، و باعتبارهم مواطنين و فقط. أما بسائر أيام الأسبوع، فعلى القاضي و الخبير و المهندس و الموظف أن يتفقدوا مجددا الملفات التي جمّدها الهاتف.. و ستكون هذه أكبر خدمة يمكن أن يدعموا بها جزائر المستقبل.

نأتي الآن إلى مقتل الهويات... و هنا أفضل أن أعود إلى سنوات الثورة الأولى في الخمسينيات.. كانت ثورة لتحرير المكان.. و نحن اليوم مع تحرير الإنسان.
ثورة نوفمبر المجيدة جمعت تحت جبهة واحدة كل الأطياف نحو هدف واحد هو تحرير البلد. هذا كلام دقيق. و لكن ما أراه غير دقيق هو أن كل الأطياف وافقت بإرادتها ابتداء على الإجماع. سنعود إلى التفصيل بهذه النقطة – إذا أراد القراء - في مقال مفرد، و هو تفصيل غير مهم . يكفي هنا أن نعلم بأنّ الوحدة على علاتها أثمرت نصرا.
في وضعنا الخاص، إذا كان تحرير المكان يقتضي توحيد الأطياف السياسية و الإيديولوجية.. فإن تحرير الإنسان يتطلّب القضاء على الأطياف السياسية و الإيديولوجية.
و أذكر لذلك سببا واحدا:
تعلقنا الغريب بالعصر الميتافيزيقي جعل من قناعاتنا و سياساتنا و إيديولوجياتنا، بل و حتى من ثقافاتنا الاجتماعية و خياراتنا البسيطة في الحياة عقائد.. نعم جعل من كل ذلك عقائد مع الأسف.
و العقائد في عرف جميع قراءات التاريخ، تتدافع و لا تتنافس... تتدافع كما في العصور الوسطى و لا تتنافس كما في أي ممارسة سياسية بمجتمع حديث.
و هذا سبب لوحده كفيل بأن يدمّر أي بناء تأسيسي لمجتمع مدني قانوني معاصر.



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي الساعة
- خصائص العبور الجزائري الجديد و كيف نحافظ عليه
- المثقف العربي بين النظام و بين بنية النظام
- حقوق العصر.. تحقيقات في جريمة ازدراء العقل و معاداة الإنسان
- علاقة داعش بالخلافة الأمريكية
- تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير


المزيد.....




- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد التاوتي - عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.