أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 103)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 103)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 23:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و بهذا الشكل فانتهى فعل الترجمة ، بعدما لم يبق شيء للترجمة، و ليس تحت ضغوطات رجال الدين و لم يكن توقفه بسبب دعم السلطة العباسية لذلك، في الوقت ان الفرضية ذاتها الاقل اعتيادية هي تبسيط كبير لعملية الترجمة، عدم رؤية تلك الخمول و الضعف الكبير لجمع الخطابات العقلانية الاسلامية تحت الضغوطات التي وقعت فيها و التي ادت في النتيجة الى انتهاءعملية الترجمة، و ليس بسبب ما يُدعى بان المترجمين هم الذين انهوا اعمالهم، و انما لكون الترجمة كجزء من فعل النشاط العقلي و الاحساس بالحاجة الى تلقي النتاجات العقلانية للامم الاخرى ( كما تحدث عنه الكندي في بداية الولوج في عملية الترجة) و التي واجهت جدار العقيدة الدوغمائية الدينية، لذا فابتدا قتل الفلسفة في الحقيقة في البداية بقتل الترجمة و في الوقت نفسه بسيطرة اهل الحديث، و بالاخص عن طريق برنامج عمل عقيدة الخليفة قادر، ان ( البغدادي) وهو واحد من الحنبليين المتطرفين من اهل الحديث و من المؤيدين المستميتين للخليفة قادر و في نفس الوقت كان معاصره و كما يقول انه رآه لمرات عدة، وبعد ان يمدحه كثيرا و يقول انه كان يؤمن بعقيدة اهل الحديث نفسها، فيقول انه كان لمدة احدى واربعين سنة خليفة ( لم يبق احد لهذة المدة في السلطة). و من ثم يروي حديث عن النبي و يعتزم بان النبي قائله؛ لم تفني هذه الامة حتى لم تكن لها اثني عشر خليفة، و يعمل جميعهم للدين الاسلامي، احدهم من حفاد النبي و يعيش اربعين عاما ( 26).
و على الرغم من ان البغدادي لم يقل شيئا عن علاقة الاعوام الاربعين للحديث مع الاعوام الاربعين للسلطة القادرية، و لكن على الاقل انه محاولة ليقرب القاريء لتلك الصورة التي من المفروض ان تكون تلك المقولة و الحديث للنبي و ما كان يقصده هو هذه الخليفة. هذا في الوقت الذي اعتبر العباسيين انهم اهل النبي و احفاده، و كان البغدادي من المهتمين المعتبرين بالحديث في عصره، وبالشكل ذاته تكلم عن المتوكل الخليفة و يعرّفه على انه من اهل الجنة و صاحب مقام الالهي، انه ينقل الحديث الذي قيل بان هناك ثلاث خلفاء عظماء في الاسلام، احدهم ابو بكر لانه حارب المرتدين و في النتيجة حافظ على الاسلام، و الثاني عمر بن عبدالعزيز الذي ابعد طغيان و قمع الامويين، و الثالث هو المتوكل الذي انهى البدعة و انتصر السنة ( 27). كان مقصده من البدعة التي انهاها هذه الخليفة هي جمع الحركات العقلانية و نتاجاتهم الفكرية، مع تقاليدهم التعايش و الحوار الحر في المجتمع الاسلامي، وفي نفس القسم من كتابه يروي العديد من احلام الرجال الفضلاء و المحسنين من اهل الحديث، الذين جميعهم رئوا الحقيقة ذاتها في احلامهم و هو ان الله عفى عن المتوكل و اخبرهم على انه بسبب دفاع المتوكل عن اهل الحديث وحركة الكتابة و جمع الحديث فدخله اهجم الجنة. في الوقت الذي امتلئت الكتب التاريخية القديمة من حكايات اشرار و رذيلة و فسق و الليالي الحمراء لهذه الخليفة، والتي كانت صاحب ثلاثة الاف جارية و تواطا بهم و سرى معهم، و حتى في تلك الليلة التي قتل فيها كان منشغلا في حفلة الجنس و اللهو و شرب الخمر، المؤرخ الطبري الذي كان في عمر الثالث و العشرين عند مقتل المتوكل اي في وقت حادث القتل، كان في عز شبابه و نشاطه الديني، تحدث بشكل مسهب عن حادث مقتل الخليفة المتوكل في ليلة لهوه، وانه بسبب سكره لم يكن قادرا على الدفاع عن نفسه، لانه كان شاربا لاربع عشرة جرعة من الخمر ( 28). و لكن بسبب دفاع المتوكل عن اهل النقل و عداوته لاهل الكلام والفلسفة، فاهل النقل و في ادبياتهم صوروه على انه مثال و رمز للانسان الفاضل و العفيف وهو المسلم في الجنة الخلد.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 102 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 101)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 100)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 99)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (98)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 97)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 96)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 95)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 94)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 93)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 92)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (91)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (90)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (89)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 88)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 86)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (85 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (84)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (83)


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 103)