أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثاق بيات الضيفي - تكنولوجيا... روج الضفادع !!!















المزيد.....

تكنولوجيا... روج الضفادع !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 16:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تكنولوجيا... روج الضفادع

بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي
يرى المنظور السلمي أن الحرب شريرة تماما، وأنه لا يمكن أن تكون الحرب أخلاقية وإن أي محاولة لجعل الحرب أكثر قبولا هي ببساطة كوضع البروج الأحمر على شفاه الضفادع! والأسوأ من ذلك إن تم عبر التظاهر لجعل الضفدع أقل قبحا!! وبذلك يقلل من القضية الحقيقية والمتمحورة في أن الضفدع سيبقى دوما ضفدعا مهما أضفنا له مساحيق تجميل! مما يقلل كثيرا من عدد الجهات الفاعلة والمتمسكة بهذه المنظورات المنعدمة النقاء!!! وان التكنولوجيا الجديدة يمكن إن توفر مزايا حرجة وتخلق التقدم التكنولوجي والممارسة العسكرية والتغيير الاجتماعي المعقد، وفي الحالات المعقدة تقترن التكنولوجيا بالعديد من الوظائف الأخرى كالإدارة والخدمات اللوجستية والبيروقراطية والسياسية ولذا فإن التغيير الكبير فيها يمكن أن يؤدي إلى دوامة تطورية مشتركة فتتغير عبره حتى التغيرات المرتبطة عبر شبكات الأنظمة الاجتماعية والثقافية والمؤسسية والبنائية والطبيعية.
وان القواعد التي يحاول الناس من خلالها الحكم على الصراع تؤدي دوراً مهماً في إدارة التأثيرات المدمرة للتكنولوجيا ولذلك من الأهمية بمكان معرفة تحديات التطورات التكنولوجية وما يرتبط بها من تغيرات اجتماعية ومؤسسية ونفسية للقواعد، وبما أن التغيير الأساسي يظهر الآن بشكل لا يمكن التنبؤ به عبر الحدود التكنولوجية وبالوقت ذاته يحول الهيكل الجيوسياسي للصراع من الخطوط العريضة المحددة نسبيا إلى بيئة أكثر تعقيدا فإن تغييرات القواعد المطلوبة ليس من السهل تفسيرها أو معالجتها فلذا يتم استثمار العديد من الناس والمؤسسات في نجاح الأطر القائمة لتنظيم الحرب. وتمتلك التكنولوجيا والتغييرات الاجتماعية والسياسية إمكانية تقويض وزعزعة استقرار المؤسسات القانونية والثقافية والمدنية بسبب المعدلات الحديثة للتغير التكنولوجي وقد تكون هناك طرق لجعلها أكثر قابلية للتكيف بما يمكن أن يعني معدل وطبيعة هذا التغيير أنه في مرحلة ما يجب التخلي عن المؤسسات التقليدية لصالح المؤسسات الجديدة. وعند الحديث عن التكنولوجيا وقوانين الحرب يتكلم المرء عن أية مديات سيتكيف العالم عبرها مع الظروف السريعة التغير التي تجعل الافتراضات السابقة وأنظمة المعتقدات أكثر تعسفاً وجزاء وجبروتاً !!!
تتفاعل تقنيات الحرب وتتطور مع المؤسسات المدنية والثقافات بطرق غالبًا ما تكون غير متوقعة ومهمة ويمكن للتكنولوجيات التي تسمح بالتصميم المباشر للهيئات البشرية والإدراك أن تكون فعالة للغاية للمحاربين ولكن إن لم يكن من الممكن عكسها، وإنها يمكن أن تثير قضايا صعبة للاستقرار الاجتماعي كما ويمكن أن تكون فعالة للغاية للمحاربين ولكن إن لم يكن من الممكن عكسها، فلا تتطلب التكنولوجيا الجديدة مهارات مختلفة فحسب بل تغيرات جوهرية في الثقافة العسكرية والتنظيم العسكري أيضًا فالقادة الذين خرجوا من بيئات القتال التقليدية لن يكونوا بالضرورة لديهم نفس القيم أو يتصرفون بنفس الطريقة التي يتفوق بها القادة الذين يتفوقون في قدرتهم على لعب ألعاب الفيديو المتقدمة التي تحاكي الرسومات والعملية عن قرب العالم الحقيقي. وإن قوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي تواجه تحديات ليس فقط عبر التكنولوجيا بل أيضاً من عبر عواصف تامة من التغيير الثقافي والجيوسياسي وإن العديد من الافتراضات العاملة التي ظلت مستقرة وشكلت دعامة لا جدال لها ولكنها حاسمة للقوانين والمعايير القائمة لم تعد مستقرة، وعلى الرغم من أن الأسلحة ذات الاستقلالية العالية لا تشكل بالضرورة تحديًا أساسيًا لقوانين الحرب التي يمكن للتكنولوجيات العسكرية الأخرى القيام بها لكن من الواضح أن البشر لا يلتزمون دائمًا بمتطلبات التمييز في القانون الدولي الإنساني، وإذا كان هناك تغيير في قواعد اللعبة العسكرية فمن المحتمل أن تكون هنالك ثورة في الأسلحة السيبرانية لتثير العديد من المسائل القانونية والاجتماعية المتداخلة. ويشكل ذلك الاختلاط العالمي تحديات مثيرة للاهتمام لمجموعة من القوانين والممارسات التي نشأت في العالم المادي، ويبدو أن العديد من الدول تستخدم أطرافاً غير رسمية وغير وطنية لزيادة صراعاتها مع الآخرين فهل هذه الكيانات مسؤولة عن الامتثال للقانون الدولي الإنساني؟ أم أنها تخضع فقط للقانون المدني والجنائي المحلي؟؟ وما مدى فعالية ذلك؟؟؟
أن جوهر الحروب السيبرانية هو التوجس ولاسيما اختراق هوية الإنترنت وتحديد هوية المهاجمين لأن معظم مثل الهجمات تعتمد على خداع المعارضين لاستخدام البرمجيات الخبيثة وإنها قد تنتهك القانون الإنساني الدولي ضد الغدر، والأشكال التقليدية تعتبر الإحالة بها مشكلة خطيرة فيمكن لأمة أن تستجيب عند مهاجمتها مما يدفعنا للتركيز على المسائل القانونية التي تثيرها التقنيات العسكرية الناشئة والمدمرة وما يرتبط بها من تغيرات ثقافية وجيوسياسية في محاولة لمعالجة بعض القضايا القانونية ذات الصلة التي أثارتها الحروب السيبرانية ولكن العديد منها لا يزال من الصعب التعامل معه في القوانين ومن الصعب القول عندما يكون بلد ما قد تعرض للهجوم فعليًا إن ماهية المستوى المطلوب من إثبات هوية المهاجم تتم قبل اعتبار الاستجابة متوافقة مع قوانين الحرب، وعلى الرغم مما تقدم إلا أن الحدود التكنولوجية بأكملها تتحرك بحركة سريعة لا يمكن التنبؤ بها ويمكن حتى الطعن في القانون الدولي، وللتكنولوجيات العسكرية الجديدة آثار مؤسسية قصيرة الأجل وواضحة ولكن لديها أيضاً تأثيرات أطول أجلاً وأكثر أهمية على التنظيم والهيكل العسكريين، والآن لا يمكن للمرء أن ينظر إلى سرعة وحجم التغير التكنولوجي من دون أن يتساءل كيف سيؤثر ذلك ليس فقط على التنظيم العسكري ولكن على بنية المجتمع ذاته؟
من غير المحتمل إلى حد كبير أن تؤدي التأثيرات المأساوية للتكنولوجيات العسكرية الناشئة والسياقات المؤسسية والجيوسياسية المتغيرة لقوانين الحروب باعتبارها مجموعة من القوانين والمؤسسات والممارسات البالية غير أن التغييرات التكنولوجية الأساسية والواسعة الانتشار في جميع المجالات ستؤدي إلى زعزعة بعض الافتراضات الكامنة وراء قوانين الحرب لأن الحرب هي حركة حركية بطبيعتها وأن ساحة المعركة التي تحدث فيها واضحة ومحدودة فتظهر أيضًا على الأقل بعض التمزق لذا يبرز التساؤل حول هل يجب على المجتمع الدولي أن يكون عقائديا جدا؟ وافتراض أن الشرط الذي يدعى الحرب لا يزال منفصلا عن غيره وظروف متشابكة بشكل متزايد للصراع مثل الشرطة والعنف الإرهابي؟ وإن الاستخدام المتكامل لأنواع مختلفة جداً من المنظمات العسكرية والبوليسية والأستخبارية والمنظمات غير الحكومية، يجلب معايير مختلفة وهياكل قانونية مختلفة وينادي بوضوح الوضوح فيما يتعلق بما يمكن أن ينطبق والتي يحتاج إلى تحديث ليتناسب مع الظروف والوقائع. فلذا تشكل قوانين الحرب مجموعة من القوانين والأعراف والممارسات الرسمية وغير الرسمية التي تم تطويرها على مدى فترة طويلة مع التعليقات والمدخلات والثقافات، وستسمر الصراعات العسكرية التقليدية بين الدول وسيستمر معها الحكم عبر قوانين الحرب القائمة فما يبدو أنه مناسب لا يتمثل في رفض الجملة لقوانين الحرب ولا الافتراض المريح بأنه لا يلزم سوى إدخال تعديلات طفيفة عليها بل ينبغي إعادة النظر في هذه القوانين في حوار وطني ودولي متعمد ومركّز يشمل منظورات ثقافية ومؤسسية مختلفة، ليكون من المفيد إدراك أن فكرة الصراع المحدود جغرافيا مشكوك فيها في عالم من الإرهاب العالمي من غير الدول والشبكات السيبرانية العالمية التي من الواضح أنها ذات استخدام مزدوج، وان استراتيجيات الحرب غير المقيدة وأن المنظور الموجه نحو الدولة للقانون الإنساني الدولي الحالي غير كافٍ.
إن التحديات التي تواجه قوانين الحرب التي يفرضها التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية والجيوسياسية المرتبطة به هي ليست فريدة في هذا المجال، ولربما يتحدى علم الأعصاب قريبًا الافتراضات الإنسانية حول وجود أو عدمية وجود الإرادة الحرة، وربما يتزعزع الأستقرار بالأفكار المتعلقة بالمسؤولية القانونية والجنائية، ولربما يصبح الإنسان مساحة للتصميم بشكل متزايد وإن الحفاظ على الاستمرارية مع الاستجابة على نحو مسؤول وعقلاني وأخلاقي فذلك التغيير العميق وغير القابل للتنبؤ هو مهارة ولحد الآن لم يفلح البشر بأدراكها، فلذا يمكن النظر إلى تأثير التكنولوجيات الناشئة على قوانين الحرب كدراسة وفرصة تعلم للبشرية بينما هي وبذات الوقت تناضل من أجل التكيف مع التعقيد الذي تسببت به بالفعل !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة... لماذا نحتاجها ؟؟؟
- قشة خلاصنا !!!
- هشاشة العمر الديمقراطي
- الابداع... كيف يتبادر ؟؟؟
- اليأس المهستر !!!
- الشفق الأحمر
- أخبروني مما تخافوه... لاخبركم من أنتم؟؟؟
- تكتكة أخلاق السياسة
- المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية
- الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
- لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
- حكاية الشتات الحديث
- تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
- الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
- محاكمة الحوكمة
- الأمن الوطني والمواطن التكنولوجي الدكتور
- الأمن الدولي برستيج قديم في ستايلات جديدة
- إرهابية الفشل الإجتماعي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثاق بيات الضيفي - تكنولوجيا... روج الضفادع !!!