رافل خاشوق
الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 02:00
المحور:
الادب والفن
رسالة إلى الوطن العربي:
ـ الوطن العربي، صديقي المجنونُ الرائع، رفيقُ الدرب الضائع، إنّي مازلتُ على العهدْ، أتمنّى زوالَ النحسِ قريباً عن صدركَ ودوامَ السّعدْ، تحيةٌ طيبةٌ وبعدْ:
- بخصوصِ ما تداولتهُ وسائلُ الإعلامْ
عن ثورةٍ فكريةٍ في هذهِ الأيّامْ
تقودها عصابةٌ من المثقفّينَ
الهاربينَ من سجونِ الحقدِ و الظّلامْ
- سمعتُ يا صديقي أنهم مسلحونْ
بأحدثِ الأفكارِ والفنونْ
ينسِفونَ ما أمامهم وينصحونْ
بالسّير دائماً إلى الأمامْ
- وأعتقدْ، أنَّ لَهُم أصابعُ موجَّهةْ
نَحوَ الّذينَ يَحكمونَ فيكَ بإسم الآلهةْ
فَلا تفوتُ فَائِتَهْ، ولا تتوهُ تائِهَةْ
إلّا ويخضعونها للبحثِ بإهتمامْ
- وحسْبَ ما علمتُ من مصادرٍ مقرّبةْ
أنّ كل واحدٍ منهمْ لديهِ مكتبةْ
وقدرة على إدارة الحوار مُرعِبةْ
وفطنة وموهبة تزدادُ كل عامْ
- أما عن أحلامِهم، فإنها مُثيرةْ
تحرّضُ الخرفانَ وقد تعرّضُ الحظيرةْ
لثورةٍ تفكّكُ العمائِمَ الكَبيرةْ
وتُشهِدُ العقلَ على مذابحِ الأوهامْ
- ولا أخفيكَ أنَّ بعضهمْ على استعدادْ
أن ينام واقفاً لِتنهضَ البلادْ
ومن أراد صادقاً، ينالُ ما أرادْ
ومن له أذنانْ فليسمعِ الكلامْ
- فما أراهُ يا صديقي، بعدَ ما تَقَدَّمْ
وما جرىْ كما تَرىْ بِثوبِكَ المُخَرّمْ
أن ترتدي عباءةَ العِلْمِ وأنت تَعْلَمْ
ما تَفْعَلُ الألوانُ والرسومُ والأقلامْ
- علَّكَ بِهَذا تَهْتَدِيْ وتستريْحْ
ويَخرُجُ القَيْحُ الذي في قلبكَ الجَّريحْ
فَلَيْسَ في مُحَمَّدٍ لَكَ ولا المَسِيْحْ
شفاعةٌ ولا مناعةٌ ولا نظامْ
- لأنَّ العقل وحدهُ الدواء والطبيبْ
وقلةُ العقلِ مصيبةٌ فيا حَبيبْ
إذا تعانقَ الهلالُ فيكَ والصَّليبْ
اعلم بأن الأمر ليس ما على يرام
- فها أنا نَقَلتُ ما سَمِعْتُهُ إليكْ
وكل ما لدَّي، الآن صار في يديكْ
يَسْهُلُ الطريقْ إن فَعَلتَ ما عليكْ
وما على الصَّديقْ إلا النصحَ والسَّلام.
#رافل_خاشوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟