أنا لست عذراء

منال علي

الحوار المتمدن-العدد: 6193 - 2019 / 4 / 6 - 23:51
المحور: الادب والفن
    

أنا لست عذراء
أعرف .. أيها السيد أنك تريد
أرض عذراء
كي ترسم حدودها بنفسك
وتقرر أي المحاصيل ستزرع
وأي حصاد ستجني
لكني .. لست عذراء
فقد سبقك من وطأ ترابي
منذ أن كنت طفلة ..
حين فطمتني أمي
وزرعت فيّ حب الاعتماد على النفس ..
والسعي وراء رزقي ..
والحصول على طعامي من ضرع آخر غير ضرعها
أنا آسفة لن أستطيع الخضوع إليك لأنك تطعمني ..
فقد تعلمت كيف أطعم نفسي
أنت تريد أرض عذراء
لكني لست عذراء
فقد سبقك أبي حين علمني ..
كيف أقول " لا " لمن يريد أن يمحو إرادتي
أنا آسفة أيها السيد لن أستطيع أن أقول " نعم " دون اكتمال قناعتي
أنا لست عذراء
فقد تعلمت في المدرسة ..
كيف أُقلب ترابي ..
وتبتين أحواض سنابلي ..
واختيار البذور التي ستمد جذورها في رحمي
أنا لست عذراء
فقد دربتني فصول السنة الأربعة
على انتظار المطر وتحمل مواسم الجفاف
أنا آسفة أيها السيد .. لست بحاجة إليك
كي ترسم ملامح وجهي ..
أو تحدد هويتي
فقد تعلمت كيف أكون " أنا "
وأصبحت غير مضطرة إلى تقبل بذورك العلقم
أو الرضوخ تحت مخالب محاريثك الصلبة
أنا لست عذراء
وقد مهدت وسادتي ..
لاستقبال ..
فراشات الربيع .. ومواسم المطر

#منال_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات