ناي هندي !!

محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)

الحوار المتمدن-العدد: 6193 - 2019 / 4 / 6 - 02:35
المحور: الادب والفن
    

ناي هندي !!
من الفنون المحببة لدي الناي والشبابة والمجوز والأرغول والعود .. لم يخل بيتي من ناي طوال عمري .. الناي رافقني منذ طفولتي وهو أول ما تعلمت العزف عليه .. تبعته بالمجوز .. ثم دخل الشعر على الخط .. ثم القصة . ثم الرواية . ثم الرسم ، ثم النقد الأدبي والفلسفة إضافة إلى عملي في الصحافة ولعب الشطرنج ، لأجد نفسي مشتتا بين مجموعة من الفنون والآداب والهوايات .. فرحت أقتل بعضها في نفسي، فلا يمكن أن أبدع بشكل جيد في هذه المسائل كلها .. وهكذا بدأت أركز على الرواية والرسم فقط ، لأبقي الفنون الأخرى في حالة بيات شبه أبدي ، ليستيقظ بعضها أحانأً ويحاصرني بلا رحمة ويطلب إلي أن ألبي رغبته ، كالشعر، فلا أجد مفرا ً من ذلك .. أكتب قصيدة أو أكثر إلى أن أتغلب على الحصار وأخرج منه .. منذ فترة والناي يحاصرني وأشعربه يحزً في خبيئة دخيلتي ناشدا الانعتاق ! ليس لدي ناي في تشردي في عمان .. بحثت في الأسواق فلم أجد إلا كمًّاً هائلا من نوع من النايات الهندية ذي الصفّيرة . صوته غير حنون بما يلبي رغباتي.. وثقوبه مدوزنة بشكل لا يناسب ألحاني .. هذا المساء داهمتني الحالة .. لا بد من تطويع هذا الناي البائس لرغباتي وإلا لن أرتاح .. عبثت به .. عزفت مجموعة ألحان إلى أن نجحت في تطويعه .. فرحت أنوح من أعماقي نادبا زمن الخراب الذي نمر فيه ... ويبدو أنني سأتمكن بعد هذا التنفيس من المتابعة في رواية ( زمن الخراب ) التي أقوم بكتابتها دون محبة لها ، عكس معظم رواياتي ! لأجد نفسي في صراع مع الشطرنج على الحاسوب.. وهذا الأخير الفكاك من حصاره مسألة تتطلب أسلحة دمار شامل !
محمود شاهين .

#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات