أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - رسالة لم تصل بعد!














المزيد.....

رسالة لم تصل بعد!


ندى مصطفى رستم

الحوار المتمدن-العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 14:28
المحور: الادب والفن
    



لا تحاسبني على فعلتي فأنا لست مجرمة، تتهمني فقط لأنني أدخلتك قلبي، أتذكر كم حاولت إبعادك ومخاتلة عواطفك؟! فدخول عالمي ليس سهلاّ، لذلك كنت أحذّرك من الولوج إليه فقلبي النقي لا يتحمّل أي جرح. إلا أن إصرارك جعلني ألتفت إليك علّك تكون مختلفاً عنهم، كل ما أخشاه أن يكون اهتمامك بي فقط لأني أنثى على أمل أن أرضي غرائزك. أتعلم يا هذا، أنا حرّة بنت حرّ وحرّة رغم القيود التي تلتفّ حول عنقي وأعناق كل أنثى وُلدت في هذا المجتمع الذكوري. للأسف بدأت أولى القيود لحظة صرختنا الأولى كوننا وُلدنا إناثاً وتراكمت القيود قيداً تلوَ الآخر حتى باتت حركتنا وعقولنا مشلولتين. توهّمتُ أن وجودك معي سيكسر تلك الأقفال حين زعمتَ أنّك تمتلك مفاتيح قيودي كما ادّعيت! أردتُ الحرية ولم أكن أعلم أنّ هذا جرمٌ أقترفه ويجب أن أعاقب عليه وأنت القاضي والجلاد معاً. لذا قرارك بالرحيل لن يعيق مسعاي. بماذا تفسّر قرارك غير المفهوم؟ سأقول لك صراحةً ، نحن الإناث لسنا عبيداً لمنطقكم وسلوككم الذكوري المشوّه للرجولة.. أمهلني قليلاً علّني أتمكّن من طردك بهدوء وأعود لسلاسل قيد الأعراف ، إنما دون أن أُراكم عليها قيودك، فهذا أفضل من أن أكون أمَتك، رغم أنك تتباهى بذريّتك مني ! أليس هذا تناقض تعيشه كل لحظة وأنت لا تجيد فن تربية العبيد ، فهل أنت من أمّة عبدة ..؟..!! كان عليك أن تدافع عن أمك عبر زوجتك كي تحرر نفسك من قيود العبودية وأنت المسكون بقيد الذكورية المستعبِدة والمستعبَدة، ورغم أنه قيل إن الجنة تحت أقدام الأمهات ولم يقل تحت أقدام العبيد ! أعتقد أن هذا لم يقل جزافاً كون الأمهات مصنع إلهي لخلق البشر وبث الروح فيهم فجعلنا مكان تجلياته في عملية الخلق ! فأين أنت من هذا ؟ فمن منا العبد يا ترى؟! كنتُ دوماً حالمة بالحرية التي تتحرك ضمن الضرورة التي كانت سبباً في استمرارية النسل الذي يمجّد اسم الله. أنا أمّ (عبد الله)، وأنت كنت كمعتوه ترمي بقاياك في أقرب حاوية. كيف تفكّر وأنت تتكلم ساعات وأياماً كعبد تبيع الكلام لفتاة من أجل ان تغتصب الفوز بدقائق فمن منا العبد يا ترى ! فالزبد الذي يتجمع على بيادر فمك كنتاج ذكورتك وأنت لا تدري ! زبدك أبيض وماؤك أبيض ؟ فمك أداة ذكوريتك في نهاية المطاف ، وإن لم تفز بتلك الدقائق فلن تتوانى عن قتلها ورميها ويمكن بعدها أن تعاشر الموتى ! يا له من منظر مرعب لعبد تتحكم فيه وتقوده رغبة آنية ! الحياة طرفان أنت وأنا، أو أنا وأنت ؟ عملية حسابية ضرورية لعقل تقتضي الضرورة أن يركن إلى معادلات صحيحة ، لا تحاسبني على أقوالي فأنا لا أجيد استخدام المفردات التي ترضيك، تتهمني ( لأن رغبتك هكذا تريد) إلى حدّ الإجرام بحق نفسي وأني قاسية على ذاتي . سأعترف ، نعم وبكل صدق أنني قسوتُ ولكن في سبيل أن أحمي الذي أمامي ! كون النساء مسكونات بحب الأمومة التي تعتقد أن الإجرام بحقك هو الذي أزعج بها أنثى ما ؟ ورغم أن الأنثى متمسكة بحق ابنها عليها كان عليك أن تكون أكثر رأفة بها ! فهل ما تفعله المرأة خطيئة أم أنه من القيم الفضلى ؟ لا يهم ، المهم أن يكون بأمان هذا ما أفكر به ، كم كنت أرغب أن لا تنسحب وتثبت لي أنّك جدير بالدخول إلى قلبي الصغير ببراءته الطفولية، لكنه الكبير في تحمّل الأعباء ، فقلبي يفتقد الكثير وخاصة الثقة ، ما بك تفتح عيونك مستغربا ، صراحتي ربما تزعجك بعض الشيء ! أتريدني أن أتوقّف عن الكلام سأقول لك امراً مهماً قبل أن ترحل لا أخفي عنك ما كان يجول بداخلي، كنت تارة أحس بأنني الوحيدة في عالمك القاسي ، وتارة أحس كأني واحدة من بين العشرات ممن عبرن حياتك، رغم ليس لدى الإناث اختلاف فيما بينهم لأنهن خلق الله لا اختلاف أو شيء ناقص في خلقه ! وإنما كل الاختلاف في نفسيتك المريضة ، أنت بحاجة إلى مصح عقلي ؟ ! فهل فهمت لماذا عليك أن ترحل ؟.



#ندى_مصطفى_رستم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبقي الوشاح
- لحد عاشق!
- آه يا ثلج
- الوضع السوري عامياً
- تساؤلات
- قراءة في كتاب -بوح-


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى مصطفى رستم - رسالة لم تصل بعد!