داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 15:50
المحور:
الادب والفن
كمجنون
اتسكع في شوارعكِ
وفي طرقكِ واسواقكِ
وازقتك الضيقة، وحدائقك الجميلة
يوم كانت جميلة
واليوم كأطلال، مدينة معطلة
كمزابل قديمة، تعبث فيها الفئران والجرذان
والكلاب السائبة
ظلام دامس تسرح فيه اللصوص
وتعشعش في زواياه القتلة والمجرمون
أتسكع كمجنون رث الثياب
متسخ الهندام
قبيح المنظر
كث الذقن، طويل الشعر
سُرق عقلي في وضح النهار
قذفوني في سط الشوارع
بعد أن سرقوا نقودي وممتلكاتي
سرقوا بسمتي
قذفوني كسمكة خارج النهر
محطّم الآمال
يهددني الموت في كل ساعة
في كل لحظة
مذ أن فارقت حضنك الدافئ
وأنا اعشق الارق
لا يُداعب جفني الوسن
اصبح الليل صديقي
أدمنت السكائر والشاي والقهوة
أدمنت الثرثرة
صرت اثرثر بكلام بذيء
اتلفّظ بكلام لا أفقه معناه
اصرخ كطفلٍ يتيم
ابصق احيانا على نفسي بلا سبب
صرت مجنون رسمي
احمل هوية المجانين
وعندما اخرج للتنزه في الطرقات
ترمقني المارة بنظرة ازدراء
تجري الاطفال حولي، تقذفني بالحجارة
تشتمني
فأفرُ من امامهم ككلبٍ عقور
اطلب النجدة
لا اجد من ينقذني
كل ذلك من اجلكِ
ولأجلك يا حبيبتي
حبيبتي يا بغداد.
2/ 4 / 2019
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟