أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا














المزيد.....

مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة مكان

مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا



من يضيّع ماله في الصغر، على كبر، تتفتت أوصاله حزنا وكمدا.
ومن يستثمر ماله بالعلم ينشأ على ثراء العقل وميزات الروح النبيلة.

لم يصنع الفقراء في العصور الوسطى شيئا سوى البحث عن لقمة عيش مغمسة بالجهد والعبودية، وعسير الحال، لا يمكنه من نيل العلم ولا يمكنه أن يفكر بتطوير ذاته ومجتمعه، لذلك قبعت أوروبا في عتمة الجهل جيلا بعد جيل حتى ظهر شخص استطاع أن يرقى بالأمة وينهض بها فأشعل أول قنديل نحو العلم.
سأذهب بكم إلى فلورنسا - إيطاليا وتحديدا لنتعرف إلى عائلة آلـ ميديشي Medici التي تمتعت بنفوذ واسع فساهمت بحياة مزدهرة وهكذا انصبت مسؤولية النهوض بالأمة على عاتق أرباب المال وأصحاب النفوذ.
وكيف بدأت الحكاية؟
لقد ظهر تاجر صوف ومؤسس أول بنك تجاري في فلورنسا فيما بعد ويدعى جوفاني دي بيتشي دي ميديشي، في زمان كانت إيطاليا بحاجة ماسة لأمثاله، عصر تصارع فيه رجال الدين في روما على عرش البابوية، وقد لعبت عائلة ميدتشي الدور الأهم في تاريخ البلد من ناحية اقتصادية وسياسية وثقافية، وأصبحت فلورنسا المنافس الوحيد لروما التي قبعت تحت الحكم البابوي وذلك بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، من عام 1360م حتى عام 1743م، وخرج من هذه العائلة ملكتين وثلاثة بابوات.
قيل: أمران يجعلان الإنسان أكثر حكمة، الكتب التي يقرأها والأشخاص الذي يلتقي بهم.
لذلك سأقفز بكم إلى المكتبة التي أسستها العائلة المذكورة والتي ساهمت بتطوير الفكر والعلم وازدهار الحالة الثقافية في حينه، وبظهورها أغلق الباب على عصور الظلمات وفتحت أبواب جديدة نحو العلم بالطب والفنون والشعر ويدعى بعصر النهضة.
في فلورنسا، كلما أدرت وجهك تظهر قبة كاتدرائية (الدومو) التي بناها ألـ مديتشي وقد قاموا ببناء جميع النواحي، وكلما عبرت شارعا تجد نفسك أمام عمل ابداعي بيد الخالد مايكل أنجلو وغيره ممن تدربوا على يديه، وكلما تبحرت أكثر في شوارعها تدخل في متاهة وتحاصرك الفنون الخالدة الواقعة على نهر أرنو الساحر.
لقد توغلت بخطواتي الوئيدة وكاميرتي بيدي، وإذ بي أمام سور تاريخي بباب صدئ قديم مفتوح على حديقة مستديرة تتوسطها شجرة برتقال تتوزع منها الخطوط المتوزاية بشكل هندسي رائع، وللبرتقال حكايات أخرى تخص هذا العصر الثري منه بدأ تقدم الإنسان.
تكمن العظمة داخل مكتبة مصنوعة من الخشب بتصميم ونحت وتخطيط الفنان والنحات مايكل أنجلو أرضا وسقفا ومكتبات ومجالس، وقام أيضا بتخطيط الأرضية أو الممشى التي يسير فيه طالبي العلم، وتحتفظ المكتبة حتى الآن بالكتب القديمة بمواضيع لا يتخيلها العقل حيث أثارتني التسؤولات عن نوعية المواضيع المطروحة آنذاك أمثال: الفلسفة الأغريقية، مؤلفات باتريس اللاتيني، قواعد اللغة اليونانية، المصادر الطبية للطبيب لورنسيانا، مصادر آل بروني للتواصل الاجتماعي، علم الفلك اللاتيني، علم القواعد اللاتيني، علم الفلك باللغة اليونانية، التاريخ باللاتينية، الشعر الأيطالي الخ من موضوعات غير مطروحة في يومنا هذا.
تعتبر مكتبة مديتشي أو مكتبة العمدان أقدم المكتبات في العالم، وإن أردنا أن نأتي على ذكر المكتبات التاريخية القديمة لا يمكننا ألا نذكر مكتبة الاسكندرية القديمة التي تأسست من (285 ـ 247) ق .م، ولهذا المكان قصة حقيقية يعود تاريخها إلى عام ‏48‏ ق‏.‏م عندما قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة رست على شاطئ البحر المتوسط بعدما حاصره بطليموس الصغير، شقيق كليوباترا، حيث أحس أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت النيران التي أحرقت السفن إلى مكتبة الإسكندرية فأحرقتها.
ويقال أنه ومنذ ذلك العصر تاه البشر في طريق النزاعات والحروبات التي أوصلته إلى طريق العتمة فتتالت السنوات على الإنسان الذي اتصف سلوكه بالوحشية، حتى ظهور آلـ مديتشي الذين حولوا الحياة إلى عصر النور أو عصر الانتقال الفكري ومد الجسور نحو المستقبل، وهو ما يسمى بعصر النهضة الذي بدأ ينتشر في أنحاء أوروبا أيضا.
في العلم يتساوى الفقير بالثري، وبالعلم وحده يبني الإنسان عشه القائم على هندسة متينة تليق بالمدنية السريعة ليصبح العش عمارة مكونة من طوابق توازي طوابق العقل المتنور.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحاب الجنوب الأسترالي
- أظافر الموتى مولعة بالحياة
- احتفال بالروائية دينا سليم حنحن في بريزبن أستراليا
- مداخلة الشاعرة راغدة عساف زين الدين في أمسيتي
- شاهد على النكبة يحتفل بعيدة التسعين
- براكين الدهشة
- عمتي سلوى والعربة
- البُربارة في الحكايا الفلسطينية حكاية حقيقية
- الذكريات قرينة الحياة والممات
- بمناسبة مرور 100 سنة على توقف الحرب العالمية الأولى
- مستوطنات بريئة في الشمال الأسترالي
- بيكاسو والدير
- فراشات طائرة
- النادمون
- امرأة جميلة في حالة فصام
- إلى من أذلهم الحبيب
- في يوم ماطر
- مسايرة النفس المتألمة
- شموخ هو أن تسير في شوارع روما العتيقة
- لا بدائل للحزن


المزيد.....




- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا