روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 15:26
المحور:
الادب والفن
مراراً ..
دفن رأسه بين الرمال
بحثاً عن ترياق
يخلع عنه طوق التذكر
ويدخله في غياهب النسيان
كلما تماثل للشفاء
مر بالقرب منه .. بدوي
يسأله عن سبيل
يروي ظمأ قهره
في الاستدراك .. يتذكرك
فالماء بعض من اسمك
حيناً ..
يتكور في داخله
كمنفردة بحجم رئتيه
يراقب حركة الزمن
من السوط إلى السوط
يسترسل في أغنيات بساط الريح
من صرخات الليل
يهرول نحو باب موصد
كبوابات وطنه
وكلما لاح في الأفق نور
انفرجت أساريره .. وتذكرك
فالنور بعض من اسمك
في الهزيع الأخير من لياليه
يتمدد على أشواك التنبوء
يكتب بقلم مرصوص
كأضلعه بين مبردة الشوق
ينهض من قماط العفة
ينتعل حذاء أبيه
في تتبع خطوط الفجر
كفلاح .. ينتظره رائحة الحقل
ومع انبلاج خطوط ضياء
على قرص الفجر .. يتذكرك
فالضوء بعض من اسمك
في الصيف
يغزوه حكة الهارب من قدره
لجرب أصاب معدته
وهي تلعي من مواسير زنزانة
كتبت على جدرانها .. بالدم
العشق .. خلود العظماء
يسري في أوصالة خدر .. تنميل
من لعبة الخازوق
فهو .. من تجرأ على المشيئة
بقصائد الحب
وكلما أدار الجلاد مفتاح العنة
في ثقب الخطيئة
كانت بشائر الحرية .. ويتذكرك
فالحرية بعض من هيامك
في الشتاء
يراقب الغيوم تهرب من حمولتها
صوب الفراغ
في الشارع .. معمعة
الجميلات يفرن بمظلات مزركشة
إلى قيودهن
الخوف ..
من لطخة الأوحال
من انزلاق أحمر الشفاه
من تصادم بين الأقدام
في الرجفة الأولى من سعار البرد .. يتذكرك
فالدفء بعض من وجودك
في رحلته إلى قوس قزح
انبلج من عيون
لم تبتسم إلا بين ذراعيه
تدافعت الجوقة إليها
من ملاجئ .. محكمة الإغلاق
الكل يبحث عن طاقة الفرار
الكل يهذي من رائحة النابالم
صرخات في رحم الموت
تبحث عن أوكسجين النجاة
يقف بالقرب من تابوته .. ويتذكرك
تراقصين الندى على شفتيه
فالأوكسجين بعض من لمساتك
يقص حكايته .. ثائراً
في جلسة سمر
عن انتكاسات ثورة
أرخت للحرية دما ..
ومقابر بلا شواهد
يرخي حبل الذاكرة
يستدعي مشاهد من أشلاء الأطفال
تحت حمم البركان
يخرج من جيبه صورة .. لحبيبة ثائر
أهدته ليلة الغزو
بفستان النوم ..
بصدر يستدعيه إلى حفلة الالتحام
يسافر بين الدموع في جمالها .. ويتذكرك
فالجمال بعض حضورك
٣٠/٣/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟