محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 01:37
المحور:
الادب والفن
زمن اينشتاين
محمد هالي
و أنا أسافر في الماضي،
أركب زمن اينشتاين،
أرى جحافل السيوف تقطع الرؤوس،
حجاج الثقفي يشيد مجزرة بشرية،
على شاكلة سجن أبي غريب،
أرى عنترة يبني بحوافر جواده قلب عبلة،
قاتل من أجل عطف امرأة،
أرى هناك من لا تاريخ له..
لا زمن اينشتاين رفعه،
و لا ذرات ديموقريطس جمعته،
تاريخ العرب كوته الرمال،
دحرجته الرياح..
حتى بلح النخيل، تيقن أن سم الأفاعي رحيمة،
أسافر في دهاليز الموتى..
و المقصيين من التاريخ..
مخلفات اللغة،
نحتت بعض القصائد،
الفرزدق..
و جرير..
حتى المتنبي،
أنشد في حضرة الأمراء،
لازال شدو الطاعة من هناك،
يسير..
يمشي على قوافل الرعاة،
و قراصنة دفعت دعاة الوحدة،
من أجل تحصين الولائم..
أنا رفعتُ منظار ساعتي الى الخلف،
أشاهد رؤوسا كثيرة تقطعت..
أجساد صُلبتْ
كما أشاهد الآن في ساحات الزيديين..
و بعض ضواحي اليمن،
وغرقى دجلة..
و سواقي الفرات..
حتى النيل لم يسلم من بعض الجثث...
آهات الماضي لا زالت تلاحق مسامعي،
رغم دعوات اليا أبي ماضي للتفاؤل..
فأنا المتفائل في زمن الموت هذا!
لم يرفعني زمن اينشتاين..
الى تداخل الأمكنة،
و مرض الدعوات الأليمة ..
فحرب السيف،
لا تشبه حرب الطائرات!
تشبهني في الرثاء،
و حزن الصراعات المستمرة،
منذ زمن الأجداد،
الى زمن اينشتاين.
محمد هالي
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟