كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالقانون الدولي ضم إسرائيل لهضبة الجولان باطل.
وبالقانون الدولي أيضاً اعتراف الولايات المتحدة بهذا الضم باطل، ويخالف القانون وقرارات الأمم المتحدة، بعدم جواز ضم أراض بالقوة.
لكن للأمر الواقع قوة واعتبار، لا يسع أحد تجاهله، ما لم يكن ممن يفضلون العيش محلقين في الأحلام، متحاشين التلوث بحقائق الواقع.
الجولان هضبة استراتيجية. . من يضع عليها مدفعاً، يطال مدناً في الجانبين السوري والإسرائيلي.
لو لم تهاجم سورياً إسرائيل عام 1967، ولو لم تفشل في إيجاد موطئ قدم فيها كما فعل المصريون في سيناء عام 1973، ولو لم تظل مصممة على العداء التاريخي اللدود لإسرائيل، وعلى ما سمته جبهة الممانعة، والشعارات الحنجورية ورفض السلام الذي أقدم عليه السادات، لولا كل هذا لما وجدت إسرائيل ضم الجولان ضرورة حيوية لأمنها ووجودها.
من يرفض السلام ويصر على الحرب، عليه الخضوع صاغراً لمنطق الحروب. . البقاء للأقوى.
سوريا لا تعترف بدولة إسرائيل، وتلقبها بالكيان الصهيوني، وتعتبر نفسها في حالة حرب وجود لا حدود معها.
رائع. .
من يتوقع هكذا أن تعيد إسرائيل الجولان لسوريا؟
من يتوقع هكذا ألا تلتهم إسرائيل من سوريا كل ما تستطيع التهامه؟
رجال مصر بالحرب والسلام استعادوا أرضهم.
والسوريون بالشعارات القومية والمذابح الداعشية خربوا بلادهم.
حكم العرب على السادات "بطل الحرب وبطل السلام" بالخيانة، وأصدروا عليه حكماً بالإعدام. حينها اعتُبر صدام حسين وحافظ الأسد زعماء العرب الأبطال.
فلينظر من لديهم ولو بعض القدرة على النظر للواقع، ليروا ماذا جلب على العرب أبطالهم وقادتهم الميامين. وماذا حقق "الخائن السادات" لبلاده!!
الشعوب على شاكلة السوريين لا تستطيع أن تقرر لنفسها شيئاً، طالما ظلت تحلق في سماوات أو ساقطة في حضيض الأحلام والتهريج والمتاجرة بالشعارات. تبقى دوماً "مفعولاً بها". ولا حول لها ولا قوة إلا "الشجب والتنديد" بما يفعله بها "الفاعلون".
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟