أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - مخمور في المسجد














المزيد.....

مخمور في المسجد


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


في ثمانينيات القرن الفائت كان هناك شاب في محلتنا يتسم بدماثة الخلق وحسن الحديث وحدة الذكاء الا انه لم يستطع اكمال دراسته الاعدادية بسبب تقرير رفعه احد الرفاق الحزبيين وقد اتهم فيه ماهر بالانتماء الى احد الاحزاب الدينية المحظورة انذاك فكان ان قضى صاحبنا بضعة اشهر داخل اقبية الأمن العامة افرج عنه بعد ذلك بعد ان جرب صنوف العذاب والوان الهوان والتنكيل.

خرج ماهر من السجن فوجد اقرانه قد التحقوا بمعاهدهم وكلياتهم فامتلىء قلبه غيظا وشحن صدره هما فكان ان اصابه الاحباط وآلم به الحزن فما كان منه الا ان ادمن شرب الخمور وسلك طريق اللهو لينفس بذلك عن همومه ويخفف عن الآمه .

.صادف يوما ان ماهر كان عائدا من احدى البارات في شارع السعدون يوم كان ذلك الشارع يزدان بمحال الشراب وحاناته التي تبقى ابوابها مشرعة حتى الصباح الباكر كان الوقت فجرا وقد اخذ المصلون يتوافدون على الجامع المطل على الشارع العام لاداء صلاة الفجر ترجل ماهر من سبارة الاجرة التي استقلها لينزل امام الجامع المطل على الشارع العام وسرعان ما اندس وسط صفوف المصلين فلما دخل اتجه صوب المذياع واخذه بقوه هناك شعر المصلون بان ذلك الشاب الغريب كان بغير وعيه فاجتمعوا حوله واخذوا يشبعونه ضربا وركلا بينما سارع امام الجامع واتصل بمركز الشرطة القريب من الجامع لم تمض سوى دقائق حتى حضر ضابط برتبة ملازم اول ومعه شرطيان وطلبوا من المصلين ان ينفرجوا عن ذلك الشاب ويكفوا عن ضربه ليستفهم منه الضابط عما يريد ويبحت رفع ماهر راسه وهو يستجمع قواه ويتصنع اتزانه
وقال : سيدي العزيزلا اريد سوى ان اشهد وبالمذياع ان عليا ولي الله
رد الضابط :لكنك مخمور وهذا بيت طاهر وشريف
رد ماهر :لو اني لو انتم اليوم
استغرب الحضور طلب الشاب المخمور فرفض البعض طلبه واستغرب البعض الاخر
بينما سمح الضابط لماهر ان يتشهد دون ان يعرف ان المذياع تم فصله عن التيار الكهربائي .
غادر ماهر الجامع وهو راض عن نفسه كل الرضا مسرور كمال السرور لانه نجح في ترجمه رغبة مكبوتة وغاية دفينة .

يتضح لنا من هكذا حكايات واقعية ان عقولنا الباطنة تختزن ما تختزنه من عبارات وثقافات وافكار وقناعات وآمال الا ان المجتمع المحيط بنا من نظام سياسي واعراف وتقاليد وموروثات هي من تحول بيننا وبين ما نريد قوله وما نتوق للبوح به فيبقى كل ذلك المخزون راكدا في اعماقنا راسبا في انفسنا حتى اذا ما سنحت الفرصة خرج ذلك المخزون للملأ ضاربا عرض الجدار كل ما يحيطنا من اسوار وتابوهات ومحرمات وثوابت دينية وسياسية وثقافية وعشائرية .
ترى كم عدد اولئك الذين يتوقون اليوم لقول كل ما يدور في اذهانهم ويمور في دواخلهم من خلال ساعة صفاء او غضب او طيش اوسكر او جنون او تهور



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام وامنيات
- سعودي
- المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .
- الحل بيد الاميركان حقيقة ام وهم ؟
- دهشة الشيخ
- الموت في قصائد الراحل (كاظم اسماعيل الكاطع)
- عقدة الجنس
- ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف ...
- الجنس في بلدي
- الحقيقة من وجهة نظري الشخصية
- السيد كمال الحيدري في مواجهة الجمهور
- اهم الاسباب التي تقف وراء تمدد بعض الجرائم السياسية وانحسار ...
- وحوش بشرية
- لا تذهبوا بالنصوص بعيدا
- السيد عادل عبدالمهدي ليس الها
- العراقيون يزورون تاريخهم السياسي القريب
- هل بكي الامام الحسين بن علي قاتليه يوم الطف ؟
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- شهد ودموع (قصة قصيرة)


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - مخمور في المسجد