أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الرسالة التي لم تُرْسَلْ بعد -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي18-















المزيد.....


الرسالة التي لم تُرْسَلْ بعد -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي18-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 22:51
المحور: الادب والفن
    


ما أكثر حقيقةً من الحقيقة نفسها؟
- القصة الكاملة.
“مثل يهودي”.

نسمع كثيراً من الحكايا كلّ يوم، يحوّلها صاحبها إلى قصص على قياسه، فيقص رأي هذا، و يخيط فم تلك.. بينما تبقى القصة الكاملة سيدة الحق، لا يحصل عليها إلّا من أوتي من النضج فوق العلم درجات…
الحكمة تقتضي أن تعرف نفسك، تدرك رسالتك التي لم ترسل بعد.. تعلم ما لكَ وما عليك...
يختلف البشر بأحلامهم، و أولوياتهم.. لهذا نختار الأصدقاء، الأحبة و الوطن، و لهذا نكتب الرسائل...

يشيع الخوفُ من السعادة بين ضحايا الرض النفسي في الطفولة ، فيلحقهم الحزن.. و يخافون من ذكر أي خير حولهم أو حول من يخصهم، يحاول لاوعيهم إخراج الموضوع من إطار الرض النفسي ل الأنا، فيحدثونك عن الخوف، الحاسة السادسة، العين و الحسد، الشائع” الله يجيرنا من هذه السعادة.. أو من الضحك”.. “ متأكد أنت أنك بخير، لمادا أحس أنك لست بخير”.. “ ابني لم يرسب قلت أنه رسب لأني أخاف العين”، و نتيجة كثير من هذي الأمثلة: صورة عامة بائسة.. و مزيد من الحزن...

الرسالة التي لم ترسل بعد، هي في لا وعيّ الشخص.. تحيط الرض النفسي في طفولته بالخوف.. بالبؤس و بالغيبيات.
**************


من حكاية هيلين:
“ هي تعتقد أنني أقول لها ما تفعل، أما أنا فلا أعني ذلك.. أريد مصلحتها لأنها صديقة عمري قبل أن تكون أختي.. كلّما تكلمت في موضوع قلبته حتى يصبح ذمّاً غير مباشر لها، و تبدأ المشاكل بيننا.. قالت لزوجها أنني نرجسيّة.. نسيت أن تقول له أنها كانت تشتكيه لي كلّ يوم، فأوجعت قلبي عليها.. قالت لي مراراً أنه نرجسي.. لو لم تكن أختي لتركتها، لكنني أخاف عليها.. هل صحيح دكتورة أنني نرجسيّة إن أردت مصلحة أختي؟ “

مما حكت شهد:
“ أجل أنا أغار منها، جداً جداً .. قرأت لك سابقاً أن الغيرة شعور إنساني طبيعي، فارتحت.. قلتِ أن ردود فعلنا عليها تميّزنا، و أنا ردات فعلي عنيفة ليس عليها، بل على أهل بيتي.. و منذ سن المراهقة: أغضب بسرعة.. أحياناً أكسر الأشياء أمامي في البيت.. حتى أحرق يديّ .. إحساس الألم يشعرني بوجودي.. بينما أحس أنني فارغة من الداخل.. لا أسامح بسهولة بينما أحب بغباء.. أحياناً أكون مكتئبة و أحياناً مجنونة أشتري الكثير من الأغراض، أهوس بالجنس و تشدني المغامرات.. محاولات الانتحار تشدني و لولا خوفي من الله لحاولت.. لم يحدث يوماً أن بقيت أياماً من دون نوم أو مع نوم قليل.. هذه النوبات دوماً تحدث بعد انفعال ما بعد خيبة.. بعد مشاجرة أو جدال مع زوجي .. المهم لا لم تحدث أبداً بلا سبب…”.


شكراً ل “ هيلين” و “شهد” .

هيلين: لا لستِ نرجسيّة، قصتك الكاملة -لم تذكر هنا- تظهر نضجك و إحساسك بالآخرين . لا يحق لي الكلام عن أختك لأنني لم أسمع القصة منها، لكن الواضح أن أختك تستخدم الإسقاط Projection: و هو ببساطة أن يحوّل الشخص مشاعره و صفاته إلى غيره، فبدل أن أقول أنيّ أكره فلاناً مثلاً.. أقول : فلانٌ يكرهني. و بدل أن أقول قصرت في حق فلان، أقول: فلانٌ قصر في حقي…
ببساطة الإسقاط هو دفاع أنا غير ناضج: و فيه تحاول الأنا إسقاط مشاعر صاحبها السلبيّة أو غير المرغوبة على شخص آخر.. من أكثر الشخصيّات التي تستخدم هذا الدفاع: الشخصيّة النرجسيّة، لكن يستخدم في حالات أخرى أيضاً.


شهد، في قصتك الكاملة تحدثت تفصيلاً عن اضطراب الشخصيّة الحديّ:

كلمة : "الحدّي" كانت لأنّ هذا الاضطراب على "الحد" بين العصاب و الذهان.
-مع إعادة أن العصاب هو خلل في الاتزان النفسي و اضطراب في الشخصيّة شائع بين الناس. الذهان: هو مرض نفسي خطير يؤثر على التفكير المنطقي و الإدراك الحسيّ-.

كلّ منّا يعرف شخصاً على الأقل مصاباً باضطراب الشخصية الحدّي، يشعر المصاب بالمشاعر النفسيّة بشكل أسهل وأعمق ولمدة أطول ممن حوله:
فنجده لا يقلق بل يهلع و يفزع.. لا يحزن بل يفجع و يحوّل الموضوع إلى مصيبة.. يشعر المصاب أيضاً بالعار والإذلال المهين بدل الحرج و الخجل، وبالغضب الانفجاري بدل الانزعاج…

نجد الشخص المصاب غالباً يذكر المشاعر الجامحة، التدمير الذاتي، والشعور بالنقص و الفراغ و التصرف تبعاً لذلك، الخوف من التهميش، والشعور بالتضحية، وتسمع من المصاب عن مقدار ما ضحى و فعل للناس الذين لم يقدروه.. و إن ذهبت لطفولة الشخص: تجد قصصاً استغلال جنسي، جسدي، عاطفي من قبل الأقارب في كثير من الحالات.. أي أن الشخص ضحية فعلاً منذ الطفولة، لم تبصر كونها في حاجة للمساعدة…

تجدون الأشخاص في العائلة يتحدثون عن انفعالية الشخص، عدم مرونته، سرعة غضبه.. حساسيته.. و بشكل أكثر تعقيداً يتقلقل الثبات الانفعالي عند الشخص بصورة مخيفة لمن حوله.. و أكثر ما ينفر الأشخاص حول المريض منه: هو سلوك التلاعب النفسي للحصول على الرعاية، فمثلاً تشاهد أمّاً تستخدم مرضها الجسدي لتجبر ابنها على مكالمتها يومياً، أو زوجة تجرح يدها لتمنع زوجها من مغادرة المنزل.. أو رجل يخترع قصة ليسيء لسمعة فتاة تركته.

يتحسن اضطراب الشخصيّة الحدي بتقدم العمر-مع ازدياد التجارب و الوعي الذاتي- لكن ما يحسنه فعلاً هو المعالجة النفسيّة و بشكل خاص ما نسميه:
العلاج السلوكي الجدلي ( DBT Dialectical behavior therapy):
علاج نفسي قائم على مساعدة المصاب في زيادة الثبات الانفعالي، من خلال زيادة المعرفة بالذات وبالأسباب الدفينة التي تسبب الغضب أو الهيوجيّة، ثم تطوير وسائل تأقلم، و خطط للتصرف الناضج و السليم.. في قول مبسط يساعد هذا العلاج على زيادة مرونة الشخص.


يتميّز البشر عن بعضهم بمرونتهم العقليّة، قدرة نفوسهم على التأقلم ..المرونة ملكة طريق الحكمة الطويل.. يستطيع الطب النفسي زيادة مرونتك و تحويل الصورة العامة إلى سعادة و نجاح، إن أنت وثقت به.
يلحق الفرح الحزن كشعورين طبيعيين بمن يتقبل الحياة كمرّ وحلو.. فيظهر النجاح و يظلّ أي فشل بمظلة الإرادة و المحاولة.. و النتيجة صورة عامة سعيدة.. و مزيداً من النجاح…

و الرسالة هنا كتبها الشخص بمرونة -بمساعدة الطب النفسي- حول لاوعي و رض قديم.. ثمَّ أرسلها إلى المستقبل الأفضل.
**************


بشكل مباشر، شديد البساطة و خفيف جداً، سأستمر في " حكايتي"...
طرح الحكاية قد يفيد صاحبها قليلاً، لكنه يساهم بشكل كبير في زيادة التوعية بالطب النفسي و محاربة الوصمة تجاه الأمراض النفسية.
في القرن الحادي و العشرين إن شاهدت من يقول لك، لم و لن ألجأ إلى الطب النفسي في حياتي.. اعرفْ أنك تتحدث مع شخص لا يعاني فقط من أعراض بسيطة، بل قد يطول علاجه لسنوات.

أنتَ كما تحلم أن تكون!

لا تنسوا أرسلوا حكايتكم إلى موقع الطب النفسي الاجتماعي: https://www.sociosomatics.com



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث حكايات من الزُهرة- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي17-
- أفضل الحلال الطلاق..بالثلاثة...
- سندريلات- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي16-
- دوبامين أم أنسولين- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي15-
- من المكان الذي تنتظر فيه الشياطين -عليّ السوريّ- الجزء الثان ...
- عناوين القمر والشمس-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي14-
- كيف يتنزّل القرآن على شعوب لا تفهم في الكنايّة؟-عليّ السوريّ ...
- من المكان الذي ينظر منه الله- عليّ السوريّ: الجزء الثاني 9-
- جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-
- مُسَلَّمَات: الطرف الثالث-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي12
- -اقرأنّ- الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 11
- سفاح المحارم النفسي -الاينمشمنت- : الطبّ النفسي الاجتماعي- ح ...
- اسرائيل و القضايا العالقة-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 8-
- جنون العَظَمَة- الطبّ النفسي الاجتماعي- حكايتي 9
- للرجال فقط -الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 8-
- وهم فرويد-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 7
- مرآتك -الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي6
- “ أنا ما قتلت” التي كشفت الكعبة!
- غاردي دبيّ-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 7-
- ليثيوم-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 5


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - الرسالة التي لم تُرْسَلْ بعد -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي18-