أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميثم محمد علي موسى - ماذا دهانا ؟














المزيد.....

ماذا دهانا ؟


ميثم محمد علي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    


ألشعوب العربية (والاخرى القاطنة معها) مولعة أما بالشتيمة الفضائحية التي تفوح غالبا بالمحضورعلى كل المستويات ، أو بالمديح اللامعقول والالقاب والبهرجة ! ولا نشذ نحن –العراقيين- عنهم .
كنا نتوقع أن نتخلص رويداً رويداً وألى ألابد من عقلية صنع الدكتاتور وتمجيد الاستبداد بعد أن سقط نظام ( هُبل) صدام ألى غير رجعة ، ولكن ألايام حبلى بما يدفعك ألى ألغثيان وألتقيؤ دون هوادة !
فأذا كنت يسارياً أوتميل ألى أليسار أو أللبرالية وتم تصنيفك بأذن واحد أحد حسب مقياس رختر ألذي لاعلاقة له بتقييم البشر، فانك سَتُشتم وتلعن حتى قطع ألنفس ، وهناك من سيحل دمك وأجدادك . وإن كنت يمينياً أو أتهمت باليمينية لأنك لاتمشي خلف رجال المراحل ، داستك السنابك ألجاهزة للدعس وألافواه ألمليئة بقيح ألكلام ، فأذا أنت كنت نفسك ، لاتميل حيث الهواء يميل ، ولا أنت مع أهل أليمين ، ولا من أحباب ألشمال ، فأنك متهم بالفهلوة و لاتملك ضمانة قدر أنملة أنك لن تُشتم ولن ( يلعن سلف سلفاك) وسترتب لك شتائم جاهزة في قواميس تحت الطبع وسيعلن انك كنت في الماضي عضواً في حزب مثلاً ، وكنت مهووساً بكتابة التقارير ، أو أنك كنت واشياً وفاحشاً وناهشاً وباهشاً...الخ ( والله يستر عندما تصل ألى ماهو أسوء !!)
أما أذا مَدحنا فزمرنا وطبلنا وقرعنا الطاس والاجراس ، ودخنا ودوخنا ألانس وألجنس بماضي الممدوح ، فماضيه معارك وتحدي و نضال ، وحاضره (تتكسر النصال على النصال) ومستقبله مستقبلنا وألكون كله، وفيه أملنا ، وبدونه لم وليس ولن !! وكل حروف الجر والعر ! وألكتّاب أو جوقة ( اللطّامة الكتبة) ستخلق من الممدوح ( سيد وسيادة وفخامة ودولة وسماحة وحجة و شيخ و رئيس وحبيب و دكتور وطبيب وقديس وقائد وأب وعم وخال و هلمجرا ..)
مع كل مثالب هذه ألشعوب (!) ففي لبنان يكتبون اسم الرئيس لحود مجرداً ، وحتى في مصر حيث هذا ألعجوز ألمترهل ألمتمسك بأذيال كعبة ألسلطة يكتب عنه ( حسني مبارك) . فماذا دهانا نحن؟؟ كنا نظن بأننا سنُسقط ( الصنم ) في داخلنا أيضاً ، مع سقوط صدام وأقطاب حكمه ، وكنا نظن ان الكاتب أول من سيزيح الاصنام عن منصاتها ، لكننا نكتشف ان في داخل كل منا دكتاتورا على شكل برعم ، قابل للنمو والتطور ، أو ان في داخل كل منا (دكة ) جاهزة لفخامة الدكتاتور ودولة الرؤساء ورؤساء الدولة! وليس مهماً أن يكون ألرئيس رئيساً للعشيرة ، أو ألحزب ، أو الجمهورية ، أو ألوزراء ، أو رئيس (زوجته وأولاده ) فمن لا دولة له ألله و دولته البيت !
ماذا دهانا ؟؟
ومتى نتخلص من مصيبة المانا
؟؟*Mana
المانا السياسية لا الدينية !
وألاغرب ، أن ظل مايثير ألاستغراب ، اننا نستطيع ان ننتقل من أقصى ألى أقصى ألنقيضين ، ولا يرف لنا جفن ، وكأن ألناس كلها قد ماتت أو أصيبت بمرض فقدان الذاكرة ، أو لديها مناعة من ( التذكر) !
فماذا تقول مثلاً في رجل كان يضرب زوجته ألاجنبية ضرباً مبرحاً ، حين كان يعيش ويعمل في أحدى ألدول ألعربية ، لأن زوجته لم يكن ممن يحميهم القانون والمجتمع هناك ، ولم تكن تستطيع ألدفاع عن نفسها ، وحين غادر ذلك ألبلد ألعربي وأنتقل ألى بلد أجنبي غير عربي ، ليكتب اليوم مقالاً رناناً وطناناً عن ألمرأة ألعراقية ، وفي ألدفاع عن حقوق ألمرأة ، وفي تمجيد بطولاتها ؟ فماذا دهانا؟؟
-قال جليس جحا في المقهى وهو ينظر ألى ألناس ، منهم من يذهب في أتجاه ومنهم في أتجاه معاكس تماماً : ترى لماذا يذهب الناس في اتجاهات متعاكسة؟ فقال له جحا: فكر يارجل ، ماالذي سيحصل لو تجمهر كل الناس في جهة واحدة من ألارض ، فهل ستثبت؟ بالتأكيد لا ، أنها ستفقد توازنها وتنقلب !!
ويبدو ان هذا هو بيت الحكمة فيما دهانا؟؟
------------------------------------------
* المانا ،نظرية في الاديان البدائية تعتقد ان قوة سحرية علوية غامضة كلية القدرة ومميزة وتتجلى في كل مظاهر الحياة والطبيعة . ويمكن ان تتجسد في الزعماء والقادة ..

24/04/2006



#ميثم_محمد_علي_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرائم بلا عقاب ! وجريمة سامراء منها !
- ابعاد ثورة الكاريكاتيرالذي هز ملياراً !
- عار العراق
- الإعلام العربي .. إلى اين ؟
- سخرية ألأقدار من ألدوري ، قبل وبعد موته !
- قصر لساجدة خير ألله طلفاح في لاهاي !!
- ملاحظات سريعة حول مداخلة د. سيار ألجميل
- درس في ألتواضع
- ألمسافة بين ألقتل وألعقل
- أكتب غاضباً..
- يوم أغتيال ألتأريخ / 8 شباط 1963
- إعادة حكم الإعدام في العراق /بين د.عبدالخالق حسين و ألأستاذ ...


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميثم محمد علي موسى - ماذا دهانا ؟