يوميات أخرى

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 11:38
المحور: الادب والفن
    

اهرقت سنواتي مثل دورق قديم
بأنتظار شرارة الوعي في الرؤوس
علها تزهر البلاد مرجا ومواسم
لكني وجدت ان دعاة الوعي انفسهم
كشفوا عن لاوعيهم المليء بأمراض العقيدة والخرافة
وهم يكرسون طقوس النكوص .. لا طقوس الحداثة
*
قبل ان اعود الى هناك اخرة الصيف كنت اخاف ان يتسرب العمر
مثل قبضة رمل بين الأصابع دون ان اعود ،
وفي تجوالي الطويل بين المدن اكتشفت ان الخواء الكوني قائم ٌفي كل مكان
وعرفت لماذا اخترتُ العودة الى هذا الساحل البسيط على بحر البلطيق
مثل زورق قديم بمجذافين يشبهان ضلعين يحرسان قلبي الوحيد
وكلما تأخرتِ في المجيء ياحبيبتي احسسثُ بألم في المجذافين
وكأن الضلعان سيطبقان على قلبي الى النهاية .. قبل ان تأتي.
*
زهرة النفط انت ،
تحرقين ايامنا وتحترقين
انني لأشفق عليك
انت العتمة والضوء ..
تغتالين بلعنتك مواعيدنا
وهوانا
*
في توهج الربيع
كلما حاولت ان اقول لك شيئا
سبقتني ازهار النرجس في عينيك
وهي تروي مالايقال بالكلمات
انني اتساءل كل مرة ياحبيبتي
كيف تحول الصمت بيننا الى فردوس من المعاني
بينما تنطق الجبال بالورد والحب والظلال
فنتحد نحن ُ في وشوشات اصابعا وانفاسنا وثيابنا ..
عشقا اخضر
*
لم نعد انا وحبيبتي العراقية نحكي عن ورد النرجس و الرازقي
ولم نعد انا وحبيبتي الشامية نحكي عن الياسمين
ولم نعد انا وحبيبتي اليمانية نحكي عن الورد اليماني
ولم نعد انا وحبيبتي التونسية نحكي عن المشموم
لقد تسممنا بالدخان ورائحة الموت والبارود
*
القلب ابيض
كلمات دفتر الحب بيضاء
ثمة افق ابيض وفتاة بيضاء ..
وحواشي ثوبها بيضاء
محاولة لأستعادة فلم الحب الأول
بالأسود والأبيض في فضاء زمن اسود
*
ينبوع ايامنا ينبجس من قلب الحجر
كلغة تملأ فضاء المعنى
تصير شكل الهواء وشكل الكلام
يتفجّر على كف السكوت
كقطعة زجاج تنعكس عليها السنوات
وعلى واجهة فضائنا الموحش
يتوهج المعنى كوميض مجهول
*
نازنين
كانت تحمل
نرجسا وياسمين
تعلّم الجبل كيف يزهر
برغم النار
ذهب الجحيم
وبقي الجبل
افقا للطيور
تدفع صخوره الينابيع
ويزهر النرجس
*
لست يائسا لكني انتظر تلك اللحظة الحالمة
وذلك البهاء الواعد الذي يخرج من الفكرة التي اثقلت الرؤوس
ليصبح العالم اكثر إلفة واقترابا وسلاما
*
نفهم حريتنا ياحبيبتي
ولذلك ينبغي ان نفهم معنى حرية العشاق جميعا
*
سأنتظر اكثر
واحلم اكثر
واحكي لعمر تبعثر
بأن غد سوف يأتي
وتزهر فينا المواعيد اكثر

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات