ملهم جديد
الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 20:45
المحور:
الادب والفن
بعد أن أصبح ما بقي على رأسه من الشعر ، لا يستأهل المبلغ الزهيد الذي يدفعه للحلاق كل شهر ، و بعد أن أصبح محيط خصر زوجته أعرض من أن يستطيع إحاطته بذراعيه ، انتبه ، إلى أن آخر قرار اتخذه بملئ إرادته كان قرار الزواج ، بعدها ، و بمرارة أخذت بالتصاعد كلما أوغل في التذكر ، أقرّ لنفسه بأن كل "قراراته" خلال الزواج لم تكن سوى قيام بالواجب حينا ، أو تفاديا لغضب زوجته في أحيان أخرى . و حسب تجربته الشخصية مع الأفكار الكئيبة التي تعلم مواجهتها بالتجاهل ، كان يمكن لهذا الأمر أن ينتهي إلى النسيان ، لولا أن هذه الفكرة كانت أكثر عنادا من غيرها ، بحيث ما أن يرميها خلف ظهره حتى تعاود الظهور مرة أخرى ، ثم ما لبثت أن تحولت إلى وسواس دائم ، فعقد العزم على اتخاذ قرار حر آخر " و لتذهب العبودية إلى الجحيم " .
الآن و بعد سنوات طويلة على الطلاق ، يجلس في غرفته وحيدا ، مرتديا بيجامته التي بهت لونها ، و أمامه صحن سلطة كان الدكتور قد نصحه بأن لا يتناول غيره في المساء بعد الجلطة الأخيرة التي كادت أن تودي به ، تارة ينظر إلى صورة عائلية قديمة تجمعه مع أولاده و زوجته السابقة ، و تارة يتأمل ماضيه بحسرة ، و يقاوم الإعتراف بأن أغبى قرارين اتخذهما في حياته هما القراران اللذان اتخذهما بملئ إرادته ، الزواج و الطلاق !
#ملهم_جديد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟