أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حليم الخوري - شهادات














المزيد.....

شهادات


حليم الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- في لاعدالة إسرائيل:
في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر عام 2004، ذهلنا لدى سماعنا خبر استشهاد الطفلة الفلسطينية "إيمان الهمص" (13 عاماً) حين أفرغ ضابط إسرائيلي، وبكلّ دم بارد، رصاصات بندقيته العشرين في جسدها الغضّ، قرب أحد المواقع العسكرية في قطاع غزّة.

واليوم، وبعد انقضاء سنة ونصف تقريباً على هذه الجريمة الوحشية، وفي الوقت الذي كنّا ننتظر فيه أن يحاكم هذا الضابط على فعلته النكراء، إذا بنا نصعق من جديد بخبر تبرئة المحكمة العسكرية الإسرائيلية للضابط المذكور من تهمة قتله الطفلة المسكينة، وبمصادقتها على دفع تعويض له بقيمة عشرين ألف دولار أمريكي (ربّما ألف دولار عن كلّ رصاصة أطلقها)، وبموافقتها على ترقيته إلى رتبة تعلو رتبته الحالية، وذلك بدل التعويض على ذوي الطفلة الشهيدة "إيمان".
فيا لها من عدالة!

2- في لاإنسانية إسرائيل:
"إكبار زايد"،
شهيدة جديدة يضاف اسمها على سجل الشهادة المفتوح منذ أكثر من نصف قرن في فلسطين.
طفلة لم تتجاوز عامها الثامن بعد، سقطت برصاص الغدر الإسرائيلي الذي اخترق لحم جسدها الطريّ.
جريمة أخرى تشهد على همجية الاحتلال وتماديه المستمر في خرق أبسط قواعد حقوق الإنسان.
لم تكن إكبار حينها تحمل في يدها حجراً، ولم يكن خصرها مزنّراً بالمتفجرات، كما لم تكن بصدد تنفيذ عملية استشهادية في مكان ما داخل الأراضي المحتلّة.
بكلّ بساطة، كانت في طريقها، بصحبة عمّها، إلى إحدى العيادات القريبة من منزلها، لنزع قطب من ذقنها.
لكن يبدو أنّ عناصر الوحدة العسكرية الإسرائيلية التي كانت تنفّذ غارةً على قرية "يمّون"، مسقط رأس الطفلة الشهيدة، في ذلك اليوم المشؤوم، لم يكونوا مهتمّين بهدم المنازل وتحطيم السيارات واقتلاع أشجار الزيتون وفرض الحصار على السكان العزّل فقط، بل كانوا، كخفافيش الظلام، متعطّشين إلى الدماء، فأطلقوا النار من دون هوادة على السيارة التي كانت تقلّ "إكبار" وعمّها، فأصابت إحدى الطلقات الغادرة رأس الطفلة الصغير التي سالت منه دماء نقيّة، أشفت بطبيعة الحال غليل الجنود الصهاينة، لكنّها ومن دون أدنى شكّ، روت كغيرها من دماء الآلاف من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، أرض فلسطين الصامدة.






3- في الإرهاب الثقافي الإسرائيلي:
لم تكتف إسرائيل بقتل داعية السلام الأميركية المناصرة لحقوق الفلسطينيين "راشيل كوري"، حين سحقتها جنازير إحدى جرّافاتها فيما كانت تحاول اعتراض طريقها ومنعها من جرف أحد المنازل الفلسطينية في مدينة "رفح"، في السادس عشر من آذار/مارس عام 2003، إذ أتبعت جريمتها البشعة هذه، وبعد مرور ثلاث سنوات بالضبط على ارتكابها، بتصرّف غير حضاري تولّته هذه المرة أيضاً جاليتها المنتشرة بكثافة في الولايات المتحدة الأميركية، تمثّل بالضغط على أحد مسارح مدينة "نيويورك"، بهدف إلغاء عرض مسرحية بعنوان "اسمي راشيل كوري"، تتناول سيرة حياة الناشطة الأميركية الشابّة والأسباب التي دفعتها إلى ترك منزلها والتوجّه إلى فلسطين، وتفاعلها مع الشعب الفلسطيني وتأثّرها الشديد بمعاناته، إلى جانب دفاعها الشرس (حتى الموت) عن حقّه في مواجهة الخرق السافر للعدالة الذي يتعرّض له يومياً من قبل سلطات الاحتلال، من دون أن يحرّك أحد إزاءه ساكناً.

وبالفعل، فقد حقّق هذا الضغط مراده، وهذه المرّة بحجّة عدم ملاءمة الظرف السياسي الحالي الذي تشهده الأراضي المحتلّة لعرض مسرحية من هذا النوع، تماماً كما نجح ضغط مماثل مورس على "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية" في الخامس من شهر آذار/مارس الفائت، في منع حصول فيلم "الجنّة الآن" للمخرج الفلسطيني "هاني أبو أسعد" على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، بذريعة أنّه يمنح صفة "الإنسانية" للعمليات الفدائية التي ينفّذها الاستشهاديون الفلسطينيون.

بعد الإرهاب الجسدي والنفسي الذي مارسته إسرائيل، ولا تزال، على الشعب الفلسطيني منذ سبع وخمسين عاماً، تطالعنا الدولة العبرية اليوم بنوع آخر من الإرهاب، هو الإرهاب الثقافي، الذي بدأ يستهدف كلّ نشاط فنّي يعبّر عن اسم أو جنسية فلسطين في الخارج. فهل سيقف المثقّفون العرب مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع الجديد من الإرهاب الآخذ بالتمدّد على الساحة الثقافية الدولية، كما فعل قادتهم السياسيون من قبل في ما خصّ القضايا السياسية، أم أنّهم سيتصدّون له ويواجهونه؟
سوف ننتظر ونرى!
å



#حليم_الخوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة العالمي: نظرة إلى واقع المرأة العربية في ظلّ ن ...
- نحو ديمقراطية عربية حقيقية وواعدة
- الشباب اللبناني بين عقدة الطائفية وغياب دور الدولة
- أميركا وحريّة الرأي... اقتراح قصف الجزيرة نموذجاً
- الأقليّات العربية والإسلامية بين مطرقة الإرهاب الدولي وسندان ...
- الإخراج ضحية الإرهاب من جديد : من -ثيو فان كوخ- إلى -مصطفى ا ...
- -الفوضى الشاملة- : الاستراتيجية الأميركية الجديدة المعتمدة ح ...
- القضية الفلسطينية بين الغطرسة الإسرائيلية والمصالح الاستراتي ...
- عن... معارك حب
- الولايات المتحدة الأميركية، إسرائيل والعرب
- المطلوب : جيل عربي جديد
- ثقافة التلفزيون


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حليم الخوري - شهادات