أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور















المزيد.....

عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا على موعد مع الجلسة 23 من جلسات محاكمة صدام واعوانه المتهمون معه في ارتكاب مجزرة الدجيل التي طال اوان حسمها ،بين الإجراءات المتأنية المتبعة بهكذا قضية تضمنت في طياتها محاكمة لنظام غير شرعي حكم العراق عدة عقود ،ومحاكمة مؤسسة ارتكبت جرائم بعدد ضحايا ذلك النظام وحزبه من غير من استشهدوا من اهالي الدجيل بين محكوم بالاعدام من قبل محكمة (قرقوش البندر)او قتيل او متوفى بتوفر علاقة السببية بين فعل المتهمين (صدام وشركائه) والنتيجة التي آلت اليها اجراءاتها القسرية والوحشية، من خلال اجتياح مدينة الدجيل بواسطة المؤسسة الامنية والمخابراتية والحزبية الخاصة بذلك الطاغية ،او الموت صبرا في زنزانات ودهاليز المخابرات وصحراء السماوة او احكام الاعدام الجائرة التي اصدرها المجرم عواد البندر في (محكمة ) الثورة سيئة الصيت تلك التي صارت وصمة عار على القضاء العراقي العريق ،تلك اللجنة التي ادارها جلادون وامعات لايفقهون من العلم شيئا ،سوى تنفيذ ما رسم لهم من اسيادهم ،لاسيما وان حسمهم لقضية احيل فيها 148 معتقلا بعدة ايام على حد اعتراف جلادها الاول ،هي المثل الابشع في تأريخ القضاء العالمي ،والانكى من ذلك كله ان عدد كبير من المحالين في تلك القضية كانوا اطفالا ومنهم مقتولين اثناء التعذيب في غرف المخابرات ،التي حاول رئيسها بكل مايعنيه الجبن والذل من ابعاد دور المخابرت عن هذه القضية ،بعد ان وشت به مخاطباته التحريرية لصدام واقوال البندر وغير ذلك من اقوال الشهود بما في ذلك زلات لسانه،التي تقع من خلال مهاتراته الكلامية المستمرة التي تعكس مدى بذاءة وانحطاط تلك المؤسسة التي حكمت العراق بالدم واحرقت كل خيراته وامتهنت كرامته .
لقد اسس المتهمون ووكلاءهم الذين لايقل بعضهم عنهم غباءا وانحرافا،على الانكار التام لكل تهمة وكل دليل وكل فعل ارتكبوه ،وكأن العالم قد نسي تلك المقابر الجماعية وتلل المآسي المصورة والموثقة،وكأنهم حملان وديعة ،وبذلك فهم لا يختلفون عن أي متهم ضالع بجريمة ووثقت اعترافاته قضائيا عندما يساق الى محاكمنا العادية ،لايجد امامه سوى تلقين وكيله المحامي ،الذي يئس من براءته فاشار عليه بانكار اقواله والتذرع باكاذيب لا تنطلي على احد،وهؤلاء المحامين تسابقوا مع موكليهم في اهدار وقت المحكمة الثمين لانه وقت محسوب من تاريخ العراق والشعب العراقي، والذي لانريد ان يهدر كما العقود الخالية من عهد الظلم ،كما انهم تسابقوا ايضا في اطلاق المزيد من الاهانات والتهم للمحكمة وممثلي الادعاء العام(الحق العام)الذي لايمكن ان يكون محايدا ،فهو ليس مجرد هيئة شكلية ولا وكيل لمتهم هو بنظره مع ما متوفر لديه من ادلة مدان ينتظر من المحكمة اصدار اقصى العقوبات بحقه،وليس العكس ،أي السعي لتبرئته ،لكون ذلك المتهم قد ارتكب جرائم بحق النظام العام او المجتمع ونظامه السياسي ،وصدام وشركائه قد ارتكب جرائمه ضد المجتمع العراقي باكمله ناهيك عن ان جرائمه كانت انتهاكا للنظام السياسي الذي كان سائدا ،مادام استقر على قوانين وانظمة مشرعة او هو نفسه قد شرعها بشكل او بآخر ،فلو اقررنا جدلا بقانون محكمة الثورة ،فهل طبق ذلك القانون ونفذ على القضايا التي احيلت على تلك المحكمة؟!
المحكمة تشترط العلانية ،ولم يسمع أي من العراقيين بموعد جلسة من جلساتها واين تشكلت ومن هم قضائها وهل هم قضاة ممن يشترط قانون التنظيم القضائي اعتبارهم كذلك ،وما هي درجة رئيسها في سلم ترتيب القضاة المعروف؟
وهل حضر المتهمون فعلا ودققت هوياتهم واعمارهم ،واستمعت لافادات كل واحد منهم ومطابقة تلك الافادات مع الادلة المتوفرة لدى المحكمة ،وحتى لو كانت لديهم اعترافات فهل علم البندر ان الاعتراف لايكفي للادانة مالم يكن مقرونا بدليل قطعي ،وهل توكل عن كل متهم محام بوكالة عامة او خاصة ،وهل صدق البندر تلك الوكالات ،واستمع الى مناقشاتهم وطلباتهم واسانيدهم ومطالباتهم المتكررة والوقحة والمثيرة للاعصاب كما يفعل هو وزملاءه ووكلاء دفاعهم امام قضاة المحكمة الجنائية العليا هذه الايام،اكيد قرقوش البندر لم يدر بخلده يوما انه سوف يقف امام الشعب العراق وامام التأريخ كهذه الوقفة ،وليحاكم على احكامه الظالمة بحق اكثر من 148 بريئا لايمكن ان يسعهم قفص اتهام ولا قاعة محكمة اذا صدقنا جدلا اكاذيبه الوقحة بانه انتدب محامين للدفاع عنهم،فكم محام كان حاضرا اضافة للمتهمين؟!!ولاتكفي لحسم قضيتهم عدد من الاشهر ان لم تكن سنين فكيف تمكن من حسمها بستة عشر يوما!!!
ومن عجائب القضاء والقدر اعدام ميت ،حيث تبين فيما بعد قضية الدجيل بان عدد ممن حكم عليهم بالاعدام ،قد احيل الى المحكمة بعد قتله اما في التعذيب او اثناء اقتحام بلدة الدجيل ،والاعجب من ذلك كله هو اين جثث المعدومين المائة وثمانية واربعين؟!!
اكاذيب وادعاءات بلا ادلة كان يرد بها صدام وشركاءه،وفبركة كان يصطنعها محاموهم ،منها اختلاق اتهامات للمحكمة والادعاء العام ،واسخفها ان المحامي الرئيسي لصدام نسب الى السيد رئيس المحكمة قولا عجيبا ،يثير الرثاء على ذلك (الزميل)ادعى فيه بمنع المحامي القطري من ارتداء (غطّاس) الرأس!
وحين طالبته المحكمة بابراز الكتاب الذي وجه لهم بهذا الشأن تبين ان (غطّاس) الرأس هو غطاء الرأس!!
قاعدة البينة على من ادعى ،هي مبدا عام تسير عليه كل محاكم الارض وكل التشريعات ،وعلى المدعي يقع عبء الاثبات،لكن صدام ووكلاءه يطالبون بالعكس ،انهم يطلبون من الادعاء العام والمحكمة جلب الادلة لهم ،وقد فاتهم ان عدم تقديم الدليل يعد خسارة لادعائهم ،اما عدم قبولهم بخبراء الادلة الجنائية العراقيين،ومطالبتهم بخبراء دوليين لكي يقرروا مطابقة تواقيع المتهمين من عدمها لعدم قناعتهم بالخبير العراقي ،فهي سابقة سخيفة لان من رضي بالقاضي وبالمحكمة ،كيف به يرفض الخبير الذي هو محل قناعة تلك المحكمة ومتى استعانت المحاكم العراقية بخبراء اجانب طيلة تاريخها؟وقد فات هؤلاء المحامون ان المحكمة وحدها من يبني قناعاته بالادلة والوقائع ولها في سبيل ذلك الاستعانة بمن تشاء من خبراء او غيرهم.
اما ان لمحامي صدام آلآف الشهود الذين ينفون عن صدام التهم الموجهة ضده،فقد استقر القضاء على عدم سماع شهود النفي ،كما ان الملايين من ابناء شعبنا شهود اثبات على انه هو واتباعه مجرمون وقتلة مع سبق الاصرار والترصد،وهي شهادة اثبات كافية للحكم على المجرمين.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات السياسية بين التكتيك والاستراتيج
- مرثية لشاعر غريب لم يمت - الى الشاعر كمال سبتي
- دكتاتورية مع سبق الاصرار وعجائب قفص الاتهام!!
- عقيدة الخراب في فكر صدام وايتامه
- فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل
- مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث
- الزائف والحقيقي فيما يبطنه الآخرون
- تراجيديا الفرح العراقي


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور