أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار عودة الخطاط - كل شيء يغادر مكانه














المزيد.....

كل شيء يغادر مكانه


جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


كل شيء يتغير..  يغادر مكانه
أو يتحول الى شيء آخر
شجرة الصنوبر التي كانت قبالة بيتنا
لم تَعُد في مكانها
أين ذهبت؟
سألتْ النافذةُ!
صارت في أقصى الشارع
أجاب طائر:
وأحيانا تعود الى مكانها.. لكنها تتحول
الى أمرأة طاعنة بالسل
تحطُّ على رأسها وكتفيها العصافير
عجيبة هذه المرأة!
قلتها لصاحبي
أجابني مندهشاً وهو يشير اليها:
أنا لا أرى الا شجرة هرمة!
عمودا الكهرباء المتجاورين
في منتصف الشارع
صارا مشنقة
مشنقة للنور... و للناس الباحثة
عن ضوء في نهاية النفط
حصاني العجوز المربوط
في باب خيبتي
منذ الف واربعمئة حبل ونيّف
تحول الى عربة تك تك هندية الصنع
هب أنني تحولت قيس بن الملوح مثلا
أقول مثلاً
فهل أقصد مضارب ليلى العامرية
بتك تك تفوح منها رائحة بنزين مغشوش؟
وكيف سأخلص رأسي
من سيف مروان بن الحكم؟
إذا أتهمني بتلويث بيئة قريش
حتى في بيتي يوميا ألمس تغييرا مذهلا
فكثيرا ما تحول مرسمي
الذي تغطُّ أشياؤه في سبات عميق
الى غرفة نوم ملونة أغطيتها من تراب
و غرفة نومي تتحول الى مطبخ بارد
ومطبخي الى تنور
وتنوري الى بوق طيني عاطل
ينفخ فيه الرماد الحان الأمهات
اللآتي أبتلعتها التنك لوجيا
وأحيانا يتحول تنوري الى بوز مركبة فضائية
تسافر الى جوف التأريخ
فتعلق بالكثير
من التوابيت والتوابل واللحى المحنطة
و سريري الخشبي يتحول الى تابوت
أو الى طائرة من خشب
لاتطير الاّ في الأجواء العاصفة
ومكتبتي التي بعتُ أغلب كتبها
الى برّاد ساخنٍ من دون باب
وما تبقى من كتبي فيها
مكعبات ثلج بأحجام مختلفة
تلفازي يتحول كل مساء
الى (أوڤن) بشري يكتظ بالجثث المتفحمة
التي تشخر على وقع أنشودة:
"الأرض بتتكلم عبري
الأرض
الأرض"
قطتي كلما سمعت هذه الانشودة
تحولت فجأة الى فأر
تلاحقه قطط مرقطة
مرآتي هي الأخرى تتحول غالباً
الى ألبوم صور بالأسود والأبيض
وهي دائما تذكرني بصورة صاحبي القديم
(هلو حُب) تحيته المشاكسة!
لا أعرف أين ذهب الآن؟!
وقد أشتعل رأسه منفى
أما باب البيت
فياللعجب تحول الى  شيء سحري
لا أعرف ماهو..
ربما هو بوابة أفتح يا سم... سم
وأنا نعمانه البليد الذي لم أعد بديناً
كلما خرجت منه.. أقصد كلما دخلت فيه..
أرى أشياء  وكائنات غريبة حقا..
ربما هي من العالم الآخر
وليست من هذه الدنيا
المطعونة بآفة التغيير والتبدل..
جاري لعيبي تحول صباح اليوم ضبعاً
وزوجته تحولت الى سيارة سايبا!
تعاقب عليها سواق عدة
أيقنت أخيرا بأنني الثابت الوحيد
أقصد المتراجع الوحيد
الذي ربما ينتمي الى داروين والذي
كان يقرأ إسمَه والدي بإسلوب التجزئة
(دار) و (وين)؟!
نعم أنا الثابت الوحيد
في عالمي الذي يشبه حزام نقل الحقائب
في المطارات
وثباتي لا يمنع تقدمي طبعا
فها أنذا أتقدم.. أتقدم حتى صرت في الخمسين
ومذ ولدتني أمي كنت ولما أزل
في الخمسين من  فقري
وها أنذا  اتقدم في العمر كلما رأيت عصفوراً يتحول الى قذيفة هاون
وكلما رأيت عيّاراً بجلاجلهِ
يشوي  على ناره الهادئة أحلامنا المسلوخة
من جلدها
وكلما رأيت خنزيراً برياً
كان يعمل بعد الدوام جوالاً
لبيع المبادئ العتيقة
وقد تحول الى برلماني همام
وكلما رأيت يتيماً 
يعمل صباغاً لأحذية حماية ( السيد النائب)
أما سيادته فهو لا يصبغ أحذيته..
بل يبدلها بأخرى جديدة.. يغيرها كل يوم..
مثلما يغيرُ مبادءه إن كان ثمة مبادئ!
أو يغير مواقفه 
مثلما تغير الأشياء ألوانها وأشكالها
وتتحول سنخيتها من حولي كل يوم
وكل ساعة
لتغادر مكانها
أو تتحول الى شيء آخر..



#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواقيع٢
- نصوص
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص رقم ١£ ...
- نسخٌ مقتولةٌ مِنكَ
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص ١٢ ( ...
- مَن نحنُ؟
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص رقم ١£ ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص العاشر (ممنوعٌ م ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب النص التاسع: كسروا عكاز ...
- (خِلْص شباط) قصتي مع بطل التزاوج القططي في العالم!
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الثامن (راح علاء ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص السابع (إذا الشع ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص السادس (وطنٌ يسر ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الخامس (طفلٌ على ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الرابغ (لا تسأل ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الثالث (قناغٌ من ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الثاني (واحمل بج ...
- ١٣ قصيدة لروح علاء مشذوب / النص الأول (نيران صدي ...
- تواقيع
- ميلو دراما عراقية جدا


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار عودة الخطاط - كل شيء يغادر مكانه