أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - حلكة الموت عند المستبد














المزيد.....


حلكة الموت عند المستبد


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن ألاعيب السياسة ورهاناتها ، بوتفليقة يستحق الشفقة لأنه رهينة بين أيدي العصابة المستفيدة من الحكم حاليا وهو يجتاز أصعب مرحلة يواجهها الإنسان مهما كان ,
وفي نفس الوقت يستقبل "روحيا" هدير شعب غاضب وثائر وخائف عن مصير بلده ,,,
بوتفليقة سواء كان يصارع الآن الموت في أقسى الظروف وأحطها ,أو "مات فعلا "
يعيش كجثة أو ككائن نصف ميت " أسوأ ما قد يواجه "إنسان " وهو ألا يتركونك تلفظ "روحك بسلام",
لاشك أن السكينة تغدو في هذه الظروف مطلبا "عزيز المنال ولا أظنها صدفة أن يختار الحسن الثاني في أواخر عمره اسم "سكينة لأولى حفيداته لعله أدرك أهميتها ما بين ضجيج السلطة وأنين الضمير والجسد المتهالكين ,,,,
شخصيا أشفق على "بوتفليقة " من كل قلبي ، كما أشفق على كل من تحاصره مخالب السلطة وهو في أرذل العمر ،تتساقط أوراقه على ركح السياسة اللئيم الذي لا يعرف "الرحمة "بتاتا
لتصبح رهينة لتجاذبات تملؤها العدوانية والدسائس والخبث وهو لا حول له ولا قوة على الأقل في اللحظات عينها .
بالتأكيد أن أغلبيتنا لاترى في السلطة والحكم إلا تلك الصورة البراقة المحاطة ببريق "المجد " و"هبة "المتحكم في رقاب البلاد والعباد بكل عناصرها ,,,,المادية والمعنوية ,,
لكن ما بين تلك الدهاليز المظلمة عتمات أخلاقية من الحجم الكبير جدا جدا لايعرفها الناس العاديون ,مثلنا ,
الرسول محمد صلعم نفسه ،رغم مكانته المقدسة و ما قدمه لأهله وذويه من أمجاد لم تكن يوما منتظرة لدى صحراء العرب لم يرحم عند موته ,,,وتركت "جثته "بدون دفن ثلاثة أيام إلى أن تغير لونها نحو الزرقة كما ورد في كتابات الرواة لأنهم كانوا مشغولين بالبحث عن مآل للحكم وعن خليفة يضمن استمرار السلطة والقيادة لقريش ,

ولاشك أن الكثيرين من الحكام والمشاهير تحولت سلطتهم وشهرتهم وغناهم ومجدهم لنقمة تشوش على لحظاتهم الأخيرة أمام تلك التركة الرهيبة سواء كانت مادية أو معنوية ,
للسلطة والحكم تلك الوجوه البئيسة إنسانيا وأخلاقيا ،الكالحة السواد حتى وإن صبغت بكل المساحيق ,
هؤلاء الناس لايعيشون الحب كما نعيشه نحن لأن كل من يدعي حبهم هو في العمق يريد الاستفادة من فتات عطاياهم ,,,,هؤلاء الناس لايعرفون الدفء العائلي كما يعيشه البسطاء لأن حياتهم مقننة جدا جدا ولقاءاتهم العائلية تخضع لجداول زمنية محددة وإجراءات محددة ,,,,وبالتالي فالتماسك بينهم يغدو زائفا وسطحيا في أحسن الأحوال ,,,وليس صدفة أن العديد منهم غدر بأبيه أو عمه أو الزوجة تغدر بزوجا الخ
هؤلاء الناس محاطون في حياتهم وحتى مرضهم بجوقات من المنافقين تتصارع بكل الوسائل لأخذ ما يمكن أخذه قبل فوات الأوان ,,,,
هؤلاء الناس يعيشونفي العمق داخل هالات متعددة من "الزيف" ،
و"انعدام الأمان ,,,, لا يتحركون إلا بحراس يضمنون أمانهم الخارجي اما الأمان الداخلي فلاوجود له وقد يكون كبيت العنكبوت إذا ما توفر ,
لا يأكلون بتلقائية كما نفعل نحن لأنهم يستحضرون فرضية التسميم في كل لحظة وحين ,,,
هؤلاء الناس لا يتجولون في الأسواق وينعمون بجلبتها العادية خارج احتياطات أمنية رهيبة تحول كل حركة منهم إلى فعل مصطنع ومراقب ,,,,
مثلما يراقبون الناس عبر أجهزتهم الاستخباراتية المتعددة فهم أيضا مراقبون من مقربيهم أو ممن يجهلون من أشباح تحاصر كل سكناتهم ,,,, ،يعتصرهم شبح الخوف من اعتداء محتمل في كل لحظة وحين ,,,وقد يكون خوفهم من الشعب أكثر بكثير من خوف الشعب من جبروتهم ,,,,,
وطبعا تصبح هذه الأمور أكثر حضورا كلما اعتمد الحكم على الاستبداد والطغيان لتأبيد عمره المريض أطول مدة ممكنة ,
قد يغيرون الدساتير ،وقد تفلح جوقاتهم القانونية والسياسية والأمنية في إطالة أمد حكمهم لهذا الحد أو ذاك لكن هيهات
عاجلا أم آجلا تأتي الأمور التي لايستطيعون أمامها إلا الاستسلام لقانون الطبيعة ولجبروت القدر وحكم الواحد الجبار : إنه جبروت المرض و جبروت الموت ,,,,

لعل أخطر ما يواجهه الطغاة في أحلك فترات العمر "تيارات قوية كالرعد من "الطاقة السلبية "تبثها جيوش المظلومين بجبروتهم سجنا أو تفقيرا أو إهانات ,,,,,,,,تلك التيارات القوية من ذبذبات الغل والحقد والغضب والألم والمعاناة التي تسببت فيها سياساتهم تعود إليهم كي تنهال على أجسادهم المتهالكة أثقالا أثقالا ,,,,من الوجع الجسدي والنفسي وربما الفكري لأنهم قد يندمون حيث لاينفع الندم ,
يواجهون عذابات ضمير لا يمكن أن يموت نهائيا وهم على سرير المرض أو الموت لما اقترفوه أو ساعدوا بسلطتهم على اقترافه من "نهب للمال العام وسوء تدبير للموارد ومن حيف وأقصاء قد يكون طال هذه الفئات أم تلك ,,,,,,,
ليس سهلا أن تدير شؤون 40 مليون إنسان بالعدل والحكمة في غياب مؤسسات تساعد على ذلك وتضمن سلاسة السير العادي للشؤون العامة للبلاد والعباد ,,,,,قد تكون أغراءات
هذه الفراغات كبيرة لينحاز مالكو السلطة نحو التسلط بكل سهولة ويسكتون أفواه المنتقدين بالسجن والاضطهاد أو القتل أو الاغتيال حتى ,,كما يحدث ببلداننا العربية كلها بدون استثناء ,,,,لكنهم ينسون بأن وراء كل قوي من هو أقوى منه ,,,ينسون بأن عمر القوة البشرية قصير جدا حتى وإن لبست رداء الملك بكل بهاراته ،ينسون أن عند مواجهة جبروت المرض والموت سيتحولون بدورهم لمجرد فريسة قد يكثر مفترسوها بحجم ما تملك ,,,,,,ينهشون لحمها وعظامها حتى الفناء ,,,,,,إلى ان يأتي دورهم ذات زمن قريب ,,,,,
قد يسجل التاريخ الرسمي لهؤلاء "أمجادا" غير مستحقة أمام حجم الخرابات كما تعودنا سابقا لكن التاريخ الحالي له وسائل أخرى تتملكها الشعوب وقواها الحية وتوثق بدورها لما يحدث ,,,,,
تلكم بعض الوجوه الحالكة التي لاتظهرها بهارات السلطة وبريقها بتوقيع عربي يرتكز على الفساد والاستبداد ,,,,,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول الماء وأسراره الخفية
- عندما تتحول فريضة الحج للقب التباهي
- الطفلة صاحبة جائزة القراءة العربية والاحتفاء الرسمي ,
- بعض السمات النفسية لشخصية الحكام الطغاة :
- عندما يكون الحج بنكهة الإهانة والمعاناة ,
- كلنا المهدي الشفعي ومطالبه
- تأملات في تيمة الخوف .
- المقاطعة ومحاولات تملكها
- تأملات في حراك -المقاطعة -بالمغرب
- التيه منارة الحيارى
- علموا بناتكم فنون الحرب ضد التحرش
- قراءة في رواية نوميديا لطارق بكاري
- المنبر الجوال والواعظ الكامن فينا ,
- من تداعيات عيد الحب
- الراجلون وقانون السير بالمغرب
- أحتاجك أبي
- التبراع كشعر نسوي صحراوي
- موسم الاصفرار .
- وأنت تلامس أهداب الروح
- حصان جيداء


المزيد.....




- الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر ...
- الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع ...
- ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
- وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط ...
- عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري ...
- التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي ...
- -واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
- ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا ...
- الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
- البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - حلكة الموت عند المستبد