عزيز مشواط
الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 07:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لماذا يأتي بوتفليقة للعلاج عند مستعمريه"صفعة وجهها زعيم اليمين الفرنسي المتطرف على أعمدة الصحف الفرنسية لكل حاكم عربي يبقي على محركات طائرته مشغلة حتى اذا أحس بأدنى وخز في جانبه الأيمن هرع على جناح الخوف الى الأعداء/الأصدقاء طلبا للعلاج ...
قد أكون غبيا ...حقودا ...لئيما ..ومع ذلك فليس في صفعة لوبين التي واجه بها رحلة بوتفليقة العلاجية الى باريس طعم عنصري كريه ..لماذا ؟..لأن عواصف التنمية وسيول التقدم و الخطب الرنانة انكشفت ..و امتطى الحاكم مصيره وطار..طار الى المستشفيات الباريسية أو اللندنية ليتملى بطلعة ممرضات شقروات و يحظى بعلاج في حجم و جاهة السيد المصون ..فيما الشعب يتكأ على فصول الجحيم ...
قذائف التنمية وبالونات التقدم انفجرت من تحت أول وجع رأس يصاب به الحاكم فبدا البؤس متعجرفا ..أما جيوب الحاكم الملتهبة باشتعال أسعار النفط وماطاب ولذ من خيرات الأوطان فلم تنفع ،ليفر مهووسا بعلم الغرب و أطباء الغرب و تقدمه الطبي..سحقا للمال المستباح ان لم يوفر أطباء من بني الجلدة يبعثون في روحه الربيع و الحياة.. ومستشفى بحجم ألمعية الخطب الرنانة في مناسبة أو بدونها ..
في البدء كانت الشعارات ..روح النماء..تقرير الشعوب لمصيرها ..و استفاقت الامة على نسج الرمال ..لهاث الجائعين يصم الأذان..الأغلال تخنق الأنفاس..و حليب الأمهات تجمد في الأثداءخوفا من لصوص النهار قبل الليل ...اشباح تتنفس .
يصاب الحاكم بوجع في الرأس يهرع لأقرب مستشفى غربي ..ينسى كل ماتعلمه من فنون لوك الكلام..مجرد حفنة من المال و أشفى من آلامي فلما يشبع الشعب و لما التطبيب ولما المستشفيات .. لا شئ غير العسكر..ومهرجانات السلاسل و العصي..وعلى امتداد خريطة الوطن يبقي الحاكم على محركات الطائرة مشغلة ...سحقا لهؤلاء الرعاع ..مالي و ما للمرضى و الحزانى و المهمشين ..لي ملايين الدولارات تنتظر هناك على الضفة الأخرى..فلما الانشغال بهذه المدن المحروقة..
أشبع..أحتقر..أسب..اعتقل..الأكيدأني لست أبا لهؤلاء الجياع..مستشفيات باريس ولندن ونييورك أفسح..فلماذانضيع مزيدا من الوقت و المال..لما نزرع في هاته الجهات الطحلبية من العالم ونترك كيمياء الاستثمار تنضج في البعد الأخر..
لئيم أنا... ممكن..غبي أنا ..ممكن..حقودأنا..ممكن.. لكن ثوار الجزائر و المليون شهيد..وكل الذين سقطوا دفاعا عن الشرف يثقلون ضميري بالآهات ..آهات من حلموا بالربيع و الحياة فطافت بهم الأشباح...وصار الشعب في كفيه ماء ..يخيط الحلم ويرقع السماء..و انسحب الحاكم طلبا للموت على ارائك الشقروات وبين أنامل أطباء المستعمرين.. ساء المصير
#عزيز_مشواط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟