سلام عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:15
المحور:
الادب والفن
1
العهد الذي قطعناه على أنفسنا في غبش الطفولة
لم يزل قائما:
سنلتقي خلف منعطف النهر.
فاخلع ملابسك الهولندية عند جرف المنفى,
وعمّد جسدك الطيني بطلع النخيل,
كن عاريا كما ولدتك أمك,
كن عاريا من كل شيء, حتى من دمك,
فأنت تولد الآن ثانية من رحم الفجيعة.
2
ليو, صديقنا القديم, اشترى لك كسوة أبدية من سوق الناصرية,
فالبسها ويمم صوب البحر السماوي,
سر نحو نجمة البداية,
فاختة الهور تقود خطاك,
كن هديلها,
تُمسي مجوسيك الهادي, يا يسوع التائهين!
3
أنا أعرف أنك أضعت في طرقات المنفى خطواتك,
رغم هذا, أنت أفتى السائرين.
أنا أعرف أنك فقدت في طرقات الحرب جناحيك,
رغم هذا, تستطيع الانشاد عاليا, كأعذب المحلّقين.
وأنا أعرف أيضا أنك نضوت عنك, في طرقات الشعر, أحمال العمر كلها,
رغم هذا, أنت تجلس الآن بيننا, كعادتك,
مضطربا, مفتونا بقصيدتك الجديدة,
قصيدة الرحيل الأخير.
4
لا تتردد!
موعدنا منعطف النهر.
ولكن,
حذار, حذار أن تخذلني أنت أيضا,
كما خذلتنا من قبل قواربُ السومريين,
حينما كنا, معا, في غبش الطفولة,
نحمّلها بالجنون النبيل!
#سلام_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟