رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 12:41
المحور:
الادب والفن
رواية مخطوطة بن إسحاق
مدينة الموتى
حسن الجندي
في هذه الرواية نجد قدرة السارد على السيطرة على الأحدث، فهو يأسر القارئ ويجعله في حالة ترقب ومتابعة لما يجري من احداث، وإذا ما اضفنا إلى ذلك فكرة الرواية التي تقترب من حكايات ألف ليلية وليلة، يمكننا القول أن السارد أحسن وأجاد استخدام تقنية الرواية من خلال (كسر) سلاسة السرد وتدخله مباشرة قاطعا على القارئ التماهي مع الأحداث: "من الآن سأروي كل ما حدث في اللحظات القادمة ولكن سأرويها من منظور كل شخص من الجالسين على المنضدة ... وفي النهاية سأروي من منظور يوسف نفسه" ص163، من هنا يمكننا القول أننا أمام رواية عربية جديدة في موضوعها.
الفكرة الاساسية تتحدث عن عالم (أسطوري/خرافي) يتحدث عن عالم الجن و(عودة) الموتى إلى الحياة، وكيف يؤثرون ويقمون بأعمال، فهناك مخطوطة "بن إسحاق يشتريها "يوسف" من عجوز في سوق الازبكية، لكنه يتفاجأ أن هذا الرجل قد مات منذ سبعة عشر عاما، وأن المخطوطة ما هي إلا طريقة استخدمها الجن ليتحرروا من الحبس الذي هم فيه، لكن هناك الكارثة اصابة أربعة اشخاص عندما يروا كابوسا واحدا وفي نفس الوقت، وهذا الكابوس يخبارهم بأنهم سيموتون، وهذا ما كان.
لا شك أن الرواية فنيا تستحق التوقف عندها، فقد امتعتنا وأعادتنا إلى لغة ألف ليلة وليلة، ولكن هل نحن الآن بحاجة إلى هذا النوع من المواضيع؟، أم أننا بحاجة إلى أدب يجمع بين التقنية والفكرة؟، اترك الاجابة للقارئ، الذي من حقه أن يحكم ويقرر أي نوع من الأدب يريد.
الرواية من جروب عصير الكتب.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟