شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 09:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القرار الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، بعيد عودته إلى بلاده بعد رحلة علاجه ، بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن عشر من ابريل / نيسان القادم ، وعدم ترشحه لولاية خامسة ، يأتي تلبية للمطالب الشعبية ونبض الشارع الجزائري ، وبفعل الضغط الشعبي والحراك الجماهيري السلمي الحضاري الراقي الواسع ، الذي عم ساحات وميادين الجزائر في الأيام الأخيرة ، بعد ان اعلان بوتفليقة عزمه ترشيح نفسه لعهدة خامسة ، وأيضًا نتيجة وضعه الصحي المتردي .
لقد شهدت الجزائر احتجاجات جماهيرية غاضبة قادتها قوى المعارضة والتغيير ، مطالبة بتنحي الرئيس الجزائري وعدم الترشح من جديد ، واصطف الجيش الجزائري الذي يوصف بأنه " حصن بوتفليقة "، إلى جانب الشعب المنتفض . كل ذلك شكل ضغطًا على بوتفليقة وجعله يعيد النظر في مسألة ترشحه وتأجيل موعد الانتخابات .
هذا وقد تباينت ردود الفعل في الداخل الجزائري حيال قرار بوتفليقة ، بين الترحيب والتأييد والتحفظ . فهنالك من رحب بالقرار وعزم الرئيس إجراء تعديلات لتكون ردًا مناسبًا على مطالب المتظاهرين والمحتجين ، وهناك من رأى أن القرار هو بمثابة مناورة والتفاف على مطالب الشعب الجزائري ، ويهدف إلى كسب الوقت وضمان استمرار حكم النظام واطالة عمر الحكومة الحالية .
ورغم ما يقال فان القرار يمثل انتصارًا للإرادة الشعبية ، ومن شأنه إعادة الهدوء للشارع الجزائري ، ويفسح المجال امام القوى السياسية والشعبية والوطنية والتقدمية والديمقراطية الجزائرية خوض الانتخابات الرئاسية ، وتحقيق الطموح المنشود المرتجى ، وإجراء التغييرات الديمقراطية المطلوبة ورسم ملامح الدولة الجزائرية في المستقبل .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟