عبدالله مهتدي
الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 17:48
المحور:
الادب والفن
التي كتبت رسائلها بنول الغياب
التي وقفت أمام المرآة
ورأت امرأة تشبهها قليلا
تغسل الماضي بالحنين
التي قرأت في كف الحياة
وتنبأت بموت العالم
برصاصة في الضمير
والتي فلحت الأرض بنشيجها
لينمو شجر الماء
والتي أنضجت بعرق السحاب خبز الكلمات
ويثدييها الرؤوفين
أرضعت طيور الأشعار
والتي صقلت من حجر الحلم
رغيف الصباح
مسدت عجين الأرض بكفيها الموشومتين
وصنعت تراتيل الأنين
من قصب الأحزان
بائعة الخبز في نتوءات الطرقات
والغجرية المتيمة بمرايا التيه
"ديقيا "الحسناء حارسة الأساطير
والعاملة التي كتبت رسائلها
بنول الغياب
وتوسدت سعال الآلات
والتي صنعت من جسدها منفضة
قسّطت لحمها للرجال
كي تبرئ أعطابهم
والتي أخرجت من قبعات الذكريات
أرانب الخيبات
وأطلقتها في حلبة الحياة
راكبة الترامواي
والتي لمّعت نحاس الريح
بجلد يديها العطوفتين
والعاشقة ذات العينين الحريريتين
التي طرزت مناديل الفقدان بأحزانها
وأشعلت قناديل الأسرار في الليل
والشاعرة التي مدحت فاكهة الحروف
ثم لوّحت إلى غيم أعزل
بغمازتيها
فصار مطرا أزرق
والعانس ذات الشامة السوداء
وصاحبة الخاتم المصقول
من جلد النعاس
والنادلة التي وزّعت كاسات الندم
محلاة بمزن النسيان
والراقصة ذات التنورة الحمراء
المنقّطّة بالرّغبات
راقصة الجاز
والتي قادت قطيع الغيم
إلى جبل الشمس
ومن ماء اليقين
أسكرت غربة الأشجار
#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟