ثورة علال الخراز..

عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 22:58
المحور: الادب والفن
    

ثورة علال الخراز..

(حماقات مراكش..7...)

في كتاب سلوة الانفاس..وجدت هذا النص على ص256.الجزء الاول..وهو كتاب مناقبي ككتاب الاعلام ابراهيم التعارجي مخصص للحديث عن مناقب وشخصيات ادبية ودينية وسياسية في المغرب الاقصى..وجلها من النخبة السائدة..ولا سواها من الطبقات الاجتماعية الاخرى الا انه فيه انزلاقات لا ارادية من حين لاخر حين يعرج على ذكر بعض الاحداث الشعبية ..والشخصيات الهامشية التي يسكت عنها التاريخ الرسمي..تاريخ القصور الاعيان والملوك..ورجال الدين الكبار من فقهاء واولياء..وقضاة ووزراء..وغيرهم من اصحاب الوقت..اي الطبقة الحاكمة..ومن المؤكد ان هذه الكتب المخصصة لتراجم هؤلاء ..النخبة الدينية والسياسية هدفها لا يحيد عن ترسيخ الفكر الديني والصوفي والطرقي على الخصوص..والوفاء للسلطة السياسية والدينية...وتشجع ممارسة زيارة الصلحاء والاولياء.وشيوخ الزوايا والمجاديب والحض على التبرك بهم.والاقتداء بهم .وبالتالي سيادة الفكر الخرافي..بل تعميقه في عقول الناس..سواء كان هذا النشر عن طريق حشو الكراريس والكتب بالكرامات والبركات.والخرافات او.بواسطة اعادة نسخ تلك الكراسات التي لا يطلع عليها احد..او عرض قصائد في مدح..السلطان والاولياء..او الدعاء لقضاء الاغراض والمنافع الشخصية او لتجاوز الازمات والنكبات وما اكثرها والاوبئة والجفاف...ففي بعض التراجم لهؤلاء الاعيان ..تعترضنا بعض الوقائع والاحداث الفالتة الغريبة.....خلال الحديث عن شخصية..محمد الدويري..القاضي..يقول صاحب كتاب سلوة الانفاس..مايلي..:
وبقي في القضاء في دولة محمد بن عبد الرحمان العلوي..الى غاية عام 1289ه/ موافق 1887م..حين عزل وترك..(من التتريك..اي جرد من كل ممتلكاته..)..وولي مكانه عبد السلام الوزاني..والسبب في ذلك..دخوله مع اهل مراكش..في ثورة على عاملها..المسمى احمد بن داوود..في يوم الجمعة ثالث جمادى 2 من نفس السنة..لان هذا العامل كان يسير فيهم سيرة سيئة..وكان خليفته (صالح الافرع)..الذي استعمل صاحب الدور..اي الحانة...(احمد الباز)..وصل ان وظف عليها اداء مئة مثقال في اليوم ياخدها من البغايا....
فادى بهم الحال..انهم يرشون المرأة الحرة..بالخمر اذا كانت تمشي في الطريق..وينسبونها الى البغاء..ويودعونها في السجن..وينزعون منها حليها حتى انقطع خروج النساء ..بالمدينة..!
وتطور الامر بعد ذلكالى غير النساء..فياخدون العبد..ويقولون له انك كنت كع فلانة وسرقت منها كذا..وكذا..وبسبب ذلك قام..المسمى..علال الخراز(..علال بن الحسن المراكشي..)..وذهب مع جماعة من السكان..الى ضريح الشيخ بالعريف..قرب دار بن يوسف..واتفقوا فيما بينهم على رفع هذا المنكر..ولم يكن في قصدهم عزل العامل..ووجه لهم هذا الاخير..الشريف الهبيل..ويحسب بعض الناس ان معظم الشرفاء هبل..!!..(وسالم الجزع)..ليكفوهم..!..ثم احترموا بضريح ابي العباس السبتي..واجتمع معهم..اي انضم اليهم المحتسب..(احمد بن عامر)..والناظر..(الصبان)..وامثالهما..ةثم ذلك خفية من اعيان المدينة..وعضدوهم..!
وفي الغد..صاروا يغلقون الدكاكين (الحوانيت)..واجتمعوا واختاروا(علال الخراز..)..عاملا عليهم..مع نائبه (مولاي الغالي)..ووافقهم صاحب الترجمة القاضي..(محمد الدويري)...
ودام الامر على ذلك اربعة اشهر...!
وفيها استقامت الاحوال بالمدينة..ثم وجهوا وفدا منهم ليقدم شكاية سكان المدينة الى السلطان..ويوضح له..حقيقة الحالة في المدينة...!
وقدموا على السلطان..محمد بن عبد الرحمان..بتادلة..متنصلين مما فرط منهم..لكن السلطان اعرض عنهم..ولم يسمع منهم كلاما..ولا قبل منهم عذرا..بعد ان امر بارسالهم..(الوفد)..الى السجن..
فرجعوا مخفقين..فقام..(علال الخراز)..وامر (الشريف احمد بن الكبير..ان يكتب كتابا..على لسان السلطان ليقرأ على اهل المدينة..وفيه ان السلطان..انزلهم منزلة طيبة وفرح بهم..وقرأ الكتاب على الناس..السيد (احمد بوضربة)...وهدأ الناس....!!
لكن السلطان اسرع السير الى المدينة وتقدم اليها بمحلته..(المحلة..هي الحملة العسكرية..)..وهو غضبان..على اهلها وكانوا مظلومين....فلما شارف على المدينة يوم السبت فاتح شعبان من نفس السنة 1289ه..خرج السكان والعلماء والقرأء..وصبيان الكتاتيب..وتلقوا موكب السلطان بباب احمر..على العادة..متشفعين فلم يقف لهم..
وكان ابنه وخليفته الحسن..حاضرا يومئذ فتقدم الى اهل مراكش ورق لهم في الكلام..وقال لهم قولا جميلا..الا ان الوشاة من رجالات المخزن..اخبروا السلطان ان السكان ارادوا ان يضربوا .ابنه حسن..فترك السلطان المظل..لكن الراوي سكت عن ماجرى فيما بعد..لسكان المدينة مع السلطان..ولا مصير ممثليهم وعاملهم( علال الخراز)....واقتصر ت الرواية على ذكر.. نقل القاضي المؤيد للثورة.على عامل السلطان ..القاضي محمد الدويري..
الى مدينة ساحلية مجاورة هي ..
آسفي...!!..
________
بتصرف من كتاب
(سلوة الانفاس..ج1..ص.256)..
عبد الغني سهاد..
2010

#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات