|
عندما تقع البقرة... تتكاثر سكاكين ذبحها...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 14:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت أسمع غالبا.. أيام فتوتي بمدينة مولدي.. اللاذقية السورية.. والتي كانت منذ أقدم أيام التاريخ.. قلب سوريا الثقافي والتجاري.. والهمهمات والاعتراضات بشتى المعاني المخبوءة غالبا.. ومنها هذا المثل الذي يتردد دائما بفم والدتي.. وأمثالها كانت ترافق أي حدث محلي او وطني.. أو حتى عالمي.. وأياما كانت تخترع آنيا مثلا.. لا يوجد بكتب الأمثال الشعبية المعتادة... وهذا المثل كانت تردده دائما.. كلما أفلس تاجر.. أو كثرت الثرثرة المفتعلة عن طلاق امرأة.. وأكثر استعمال هذا المثل.. كانت تردده كلما حدث انقلاب على رئيس سوري أو عربي... وما أكثر الانقلابات المشروعة وغير مشروعة.. التي رافقت أيام فتوتي وشبابي... واليوم أتذكر هذا المثل المحفور بذكرياتي.. ما يحدث بالجزائر... أيام فتوتي بالبلد الذي ولدت فيه.. سوريا... وبفرنسا البلد الذي اخترته وطنا منذ سنوات طويلة.. حينما قررت متابعة بوصلة حياتي.. وتطلبي الزائد لحريات حقيقية... كانت ممنوعة ومدانة كليا.. بالنسبة للاختيارات التي التزمت بها آنذاك... والجزائر اليوم.. من جشع جميع حكامها وسلطاتها المختلفة التي هيمنت على الحكم.. وحتى هذه الساعة.. منذ ما سمي استقلالها.. والذي لم يغير حياة الجزائريين ومصيرهم ومعيشتهم المتعبة.. والمجازر الطائفية التي تبعتها.. بالإضافة إلى غرقها بجهالات وعتمات التعصب الإسلامي الذي انتشر وهيمن فترة كحل بلا بديل.. وأعاد سيطرة كهول وتجار الاستقلال.. كحل واحد أحد.. لجميع مصائب هذا البلد.. والذي بمواده وثرواته الطبيعية.. كان بإمكانه ألا يحتاج شعبه وكوادره وعماله للهجرة لفرنسا وبقية الدول الأوروبية.. لأن سلطته وجنرالاته وحكوماته المحيطة برئيس سلطاته والحلقات الجنرالاتية والمافيات الانتهازية... كانت تمتص كل خيرات البلد لوحدها... تاركة شعوبها بفقر رهيب.. مثل كل حكومات المغرب.. والبلدان العربية كافة بلا أي استثناء... ومن الملاحظ اليوم أن رئيسها الحالي رغم غيابه الصحي.. واحتكاره للحكم من عشرين سنة.. كمومياء فرعونية... تحركه حلقاته العائلية والجنرالية.. كالجنرال فرانكو الإسباني.. الذي وقع تنفيذ حكم إعدام لعشرات من الشبان اليساريين الإسبانيين.. بأيام قليلة قبل مفارقته الحياة.. كماكينة روبوتية... ولا أي شيء آخر... والجزائر... الجزائر تتفجر اليوم... برغبات وحاجات مختلفة.. لأن شعبها بحاجات مختلفة.. أهمها الاستقرار وضمان المعيشة اليومية.. ولم أقل الحياة الطبيعية.. كغالب شعوب العالم... وما يحدث بالجزائر اليوم.. تتفجر نتائجه وتغيراته وأخطاره بفرنسا.. حيث يوجد ملايين من الجزائريين.. لا يعرف عددهم سوى السلطات الأمنية الخاصة... حيث الإحصائيات العنصرية.. تبقى تــابــو.. وغالبا ممنوعة بفرنسا... حيث تعتبر مدينة مرسيليا.. وهي أكبر مرفأ فرنسي.. وعندما يتكلم الفكاهيون عن هذه المدينة.. يقولون أنها أكبر مدينة جزائرية!!!... أتساءل لماذا "يتعربش" الرئيس عبد العزيز بو تفليقة بالسلطة.. وهو المريض منذ أكثر من عشرة سنوات.. ماضيا غالب وقته بكل هذه السنوات الأخيرة بالمستشفيات الأوروبية.. أكثر من الوقت الذي أمضاه بإدارة شؤون الجزائر وهموم أهلها.. وحاجاتهم لأبسط ضروريات المعيشة اليومية... علما أنه مع عائلته والجنرالات الذين يترقبون أنباء صحته.. أو تمديد صحته.. يوما بيوم.. وساعة بعد ساعة.. حسب حاجات شركاتهم ومؤسساتهم... لا ولاء لـه.. ولا ولاء لمصير الجزائر... إنما لمصير ملياراتهم المكدسة بالبنوك ألأوروبية والأمريكية.. أو الجزر التي تستبدل الجوازات الديبلوماسية.. بأرقام مشفرة على النت... ومما لا شك فيه أن الإنسان بوتفليقه وعائلته وحلقاتها... يملكون بهذه البنوك.. كل ما أنتجته خيرات الجزائر.. من بترول وغيره.. من يوم استقلال هذا البلد بالخامس من شهر تموز 1963... وحتى هذه الساعة... عيون السلطات الفرنسية ومناظيرها السرية والعلنية.. متجهة كليا نحو هذا البلد... ولكنها ملتحفة بصمت وحياد كاملين... لمراقبة كل ما يجري بهذا البلد... وشاحذي السكاكيين الانتهازيين ـ غالبا ـ بهذه الأحداث... لأن علاقة فــرنــســا بالــجــزائــر... كعلاقة زوجين افترقا بعد سنين صعبة طويلة... بذكرياتها ومصالحها وعسلها الــمــر......... *************** عــلــى الــهــامــش : ــ فلسطين؟؟؟... معرض اسمه : معرض لفلسطين... من يتحدث اليوم عن فلسطين؟؟؟... بعتمة اتصالات غالب الدول العربانية.. وحامية الإسلام.. مع دولة إسرائيل.. وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل... أخر رمز من الكرامة العربية المدفونة بالوحل والحياد والصمت.. كل هذه الدول.. من أولاها.. لآخـرتـها.. والتي تشبه اليوم مؤخرة مشمطة لعاهرة عتيقة.. من منها يتذكر فلسطين؟؟؟... لا أحد... لا أحــد... بينما موقع ميديابارت Mediapart اليساري الفرنسي.. وآخر من يتصف باليسار الحقيقي.. بتحقيقاته العالمية الشجاعة.. فتح البارحة صفحة كاملة عن المعرض الفني من لوحات حديثة جدا تضاهي أشهر لوحات الرسامين المعروفين بالقرن الماضي.. داخل جدران اليونيسكو UNESCO بإشراف سفير فلسطين لدى هذه المؤسسة الأممية السيد الياس صنبر.. لوحات متفرقة تشبه لوحات الفنان المعروف بالقرن الماضي Chagall... وتخطيطات عربية رائعة.. مكدسة على الأرض.. بمستودعات معهد العالم العربي في بــاريــس Institut du Monde Arabe .. 172 لوحة مكدسة مخزونة على الأرض.. حيث أقيم لها معرض كامل.. بمساعي الياس صنبر.. بالإضافة إلى دعاية ميديابارت الرائعة... والتي لم أر فيها أي تعليق أو تشجيع لهذه البادرة الفنية الفلسطينية.. من ممثلي الحكومات العربية أو مختلف الأنتليجنسيا.. أو مختلف الناشطين والتجار العرب.. والذين يملؤون عادة غالب فنادق باريس أو كبرى المدن الفرنسية ذات الخمسة نجوم!!!... وبعد فلسطين.. ماذا تبقى للبيع.. يا عــرب ؟؟؟!!!....... بــــالانــــتــــظــــار..... غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤل... وتساؤل آخر...
-
يعودون؟؟؟... أو لا يعودون؟؟؟...
-
عودة للتاريخ.. والتغيير...
-
تاريخ... تاريخ للاتعاظ وللإصلاح...
-
قوة الفتاوي... سلاح دمار شامل...
-
أدعوكم لقراءة فولتير... بالفرنسية...
-
ببساطة... هذا آخر رد...
-
شلة من الزعران يغتالون إرادة الشعب
-
مائة وثلاثون إرهابي فرنسي...
-
رد وتفسير وتذكير.. لوزير الإدارة المحلية السوري
-
رد لرئيس مجلس الشعب السوري
-
دفاعا عن رضا الباشا...
-
رسالة إلى صديق نادب شاكي...
-
كلمات صريحة...
-
عروبة؟؟؟... أية عروبة يا صديقي؟؟؟!!!...
-
أعياد... وأعياد...
-
وعن دار الافتاء... بالعراق.. وهامش عن أقباط مصر...
-
رد إلى صديق... على الرصيف المقابل...
-
زينب الغزوي
-
وعن سوريا... مرة أخرى ضرورية...
المزيد.....
-
استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب
...
-
شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو
...
-
الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
-
هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
-
المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
-
فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
-
مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله-
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ
...
-
الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|