أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - رباطة الانقاذ ودرك الجندرمة














المزيد.....


رباطة الانقاذ ودرك الجندرمة


فؤاد عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 23:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


رباطة الإنقاذ ودرك الجندرمة
الرباطي "ماسك طبنجة في إيدو.. القسوة جوا وريدو .. ماهو لازم يرضي سيدو .. يا ويلك لو مش هتفيدو ..الحقد في قلبه يزيدو.."
في الحقيقة لا أعرف من هو قائل هذا النص الشعري الشعبي العربي، الذي يوضح بجلاء علاقة رجل الأمن برجل الشارع العادي، تلك العلاقة القائمة على التعسف والتوجس وافتقاد الثقة والخوف، فرباطة الإنقاذ عندهم القدرة واليد الباطشة التي تمكنهم من ايقاف اي مواطن سوداني شريف والاستيلاء على ما يملكه دون أن يستطيع مواجهتهم.
لم أجد في التاريخ الإنساني كله "بطوله وعرضه" جهازا أمنيا واحدا يقف على "الخسة والندالة" في ذات المسافة التي يقف عليها جهاز أمن "رباطة المؤتمر الوطني" الإنقاذي غير قوات الدرك العثماني "الجندرمة" تلك القوات العثمانية التي ظلت طوال تاريخها عاجزة عن توفير الأمن للناس والدولة، بل كانت تستخدم نفوذها وقوتها وسلطتها و"غشمها" لقمع المواطن البسيط العادي تماما مثلما يفعل "رباطة الإنقاذ" الآن حتى أضحت صورة الرباطي الإنقاذي في ذهن المواطن السوداني هي صورة ذلك الرجل القاسي الفظ غليظ اليد واللسان، وبالتأكيد هذه الصورة لا تشجع على التعاون الايجابي يوما ما بين الطرفين. لأن أزلام الإنقاذ أشد قسوة وأكثر بطشا تجاه شرفاء السودان والسبب لأنهم "مرضى" أتوا من "قاع القرى والمدن" مقهورين ومستضعفين قبل دخولهم سلك الأمن الرباطي فتحولوا إلى مستبدين ومتسلطين بعد أن تنكروا لماضيهم وانتمائهم الأصلي. فصاروا انقاذيين أكثر من الإنقاذ نفسها فتحولوا من بشر إلى جراد يلتهم كل شيء حتى أنفسهم لذلك فهم لا يشعرون بوخزات الضمير وتأنيبه عندما يضربون ذلك المواطن الأعزل أو ذلك الطفل الصغير أو تلك الكنداكة الحلوة بأيديهم وكعوب بنادقهم وسياطهم وأحذيتهم حتى يبلله أو يبللها الدم. فالإنقاذ ورثت المواطن السوداني بأرضه ودوابه ودجاجه وشجره وأحلامه وأمانيه وتطلعاته وسمنه وعسله، وهم ورثوا منها الخسة والندالة والدناءة والإسلام السياسي. وهنا تكمن الكارثة لأنهم يعتبرون الأعمال التي يقومون بها قرابين يتقربون بها إلى الله "زلفى ومحبة" فهم يمارسون باسم الله القتل، والاغتصاب، والاعتقال، والتضييق على الحريات، ومراقبة الإنترنت، وخلاف ذلك من الانتهاكات. لذلك لا يتورعون في اطلاق النار على المتظاهرين العُزل، أو تعذيبهم بصورة ممنهجة ومحسوبة ومدروسة، فالكل عانوا الضرب، والتحرش، والإهانة، وسماع العبارات النابية. والمحزن أن الضبط عندهم قهري أو قمعي أوقاسي وكله تحت شعار "هي لله" والقانون الذي يمنح رباطة الأمن حصانة مطلقة، وصلاحيات واسعة تشمل الاعتقال لفترات تصل إلى نصف عام من دون محاكمة" هذه قبل طوارئ البشير، والآن اباحت الطوارئ للرباطي أن يقتل ويسفك الدماء دون أن تهتز له "سبيبة واحدة".
فؤاد عيد
[email protected]



#فؤاد_عيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤيد دهسته الانقاذ


المزيد.....




- حزب سارة فاغنكنيشت.. التذبذب بين أقصى اليسار وأقصى اليمين
- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- ئ?رک?کي د?ستب?ج?ي س?رج?م ئازاديخوازان، پوچ??کردن?و?ي سياس?تي ...
- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي في لندن وستوكهولم وجنوب السويد ...
- الرفيق ممدوح حبشي، القيادي بالتحالف الشعبي الاشتراكي المصري: ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغر ...
- رسالة من أوجلان إلى البارزاني وتوقعات بمصالحة كردية مع أنقرة ...
- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - رباطة الانقاذ ودرك الجندرمة