ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 20:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حاجتنا الى حزب يساري يربط بين القضتين السياسية والاقتصادية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كم كنت سعيدا ، وانا اتابع - بشغف - الحوار الذي أجراه الصديق الاعلامي الاستاذ عامر ابراهيم ، وضمن برنامجه ( طبعة بغداد ) مع المفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان حول اليسار في العالم والعراق .
ومما شدني الى الحوار ان الدكتور عبد الحسين شعبان ، وهو الشيوعي السابق ينتقد الحزب الشيوعي العراقي ويعيب على قيادته عند وقوع الاحتلال الاميركي للعراق في 2003 مشاركته في مجلس الحكم ، وهو يرى انه كان على الحزب الشيوعي ان يصطف مع الشعب العراقي ، ويعبر عن مبدأيته في مقاومة الاحتلال الاجنبي لكن للاسف وقع الحزب الشيوعي في خطأ التحالف مع من إحتل بلده .
ان هذا الموقف يقودني الى متابعة شأن اليسار العراقي . وانا أعد نفسي عروبيا يساريا وسبق لي ان كتبت مقالا منشورا في موقعي الفرعي في موقع ( الحوار المتمدن ) وقلت فيه انه ليس الشيوعيين هم وحدهم من يمثل اليسار ، والان اقول اننا بحاجة اليوم في العراق اكثر من أي وقت مضى الى حزب يساري يجعل الدعوة الى العدالة الاجتماعية ، طريقا لحل مشاكل العراق ، وضمن المشاركة الديمواقراطية ؛ فالديموقراطية الحقيقية لايمكن ان تكون بدون الطريق الديموقراطي ، وحتى لينين نفسه كان يدعو الى ذلك .
الديموقراطية كنظام حكم ، وكفلسفة سياسية هي الاسلوب الذي يمكن ان نلجأ اليه لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس ، وايضا لتحقيق رفاهيتهم ورضاهم في ان يحكموا انفسهم بأنفسهم ولكن بعد ان تتوفر لديهم في بلدهم قاعدة اقتصادية وقوة اقتصادية وبنية اقتصادية ، تضمن تحقيق الرفاهية الاجتماعية وإحترام آراء الناس ، وتلبية متطلبات حقوقهم في ممارسة حقهم في الحياة ، والكرامة ، والعيش الانساني الجيد .
الديموقراطية بدون العدالة الاجتماعية لايمكن ان تحقق اي فائدة للناس ، وعندما يكون الناخب ( جائعا ) و( مضطهدا ) ومسلوب الارادة ) و(ليس لديه مصدر رزق) ، لايمكن ان يختار بدقة من يمثله ، ولابد ان يكون عكس ذلك ليعطي رأيه ، ويؤسس مؤسساته الديموقراطية من مجالس وانتخابات ونحوذلك .
أنا أرى ان الضرورة تقتضي منا كعراقيين ان نؤسس حزبا يساريا يربط بين القضيتين السياسية والاقتصادية ، ووفق أهداف ورؤى تضمن تحرر الانسان ، وتحرر الاقتصاد وتحرر البلد ، وهكذا نتخلص من أُحادية الافكار التي لاتزال عليها بعض احزابنا وتكتلاتنا التي لاتربط بين السياسة والاقتصاد ، بين الادارة والاقتصاد ، بين الايديولوجية السياسية والثورة الاقتصادية التي تجعل الانسان نعم الانسان هدفها الاول وهدفها الاخير .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟