كريم عرفان
الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعانى الوطن الكبير الآن من غيبة " المثقفين المستقلين" الذين ينتجون مشاريع ثقافية وفكرية مستقلة تماما نابعة من ذواتهم وتجاربهم الشخصية ..تلك المشاريع التي لا تنتمى لأى تيار موجود أو فكر أيديولوجى سابق .
فالأصل في المثقف أن يكون مستقلا ..فالمستقل وحده هو الذى يجيد صناعة خطاب معاصر يلبى حاجات أمته ومجتمعه ؛ فأمتنا الآن بحاجة إلى حلول عاجلة وآنية تجيب على المحن التي تتعرض لها بشكل يومى وهذا أمر لا يستطيعه إلا المثقف المعاصر؛ والمستقل الذى تحرر من جميع القيود التي تربطه بأيديولوجيات سابقة إذا وجد أنها تكبله وتعوق حركته في تقديم النصح والتوجيه اللازم لمجتمعه أو على الأقل يتخفف من بعض بنودها إذا وجد أنها لا تحمل فائدة عملية .
وهذا هو دور المثقف الأصلى ..امتلاك النظرة الكلية التي تمكنه من انتاج مشاريع فكرية مستقلة وعصرية تجيب على أسئلة مجتمعه الملحة .
أما في حالة غياب المثقف المستقل فيمكننا اللجوء إلى الدور الثانوى البديل وهوذلك المثقف الذى يعيد إنتاج الأفكار الماضوية والأيديولوجيات السابقة فيعيد صياغتها ويعمل على تنقيحها بالحذف والإضافة بصفة مستمرة ودورية ليقدم ما هو نافع لمجتمعه .
ولكن الساحة الثقافية الآن مليئة بأنواع أخرى من المثقفين غير ما ذكرنا سابقا مثل :
(المثقف الأيديولوجى المتفهم) الذى يؤمن بأيديولوجية وعقيدة فكرية معينة فيدافع عنها بوعى وعلم ولكنه لا يضيف إليها ولا يحذف منها وهم أيضا قلة ؛وقد تركوا المساحة لينفرد بها (المثقف الأيديولوجى المتحمس) الذى تكون كتاباته وأقواله مجرد تعبير عن الحماس الذى يجيش بصدره والذى يدفعه لنصرة مذهبه وفكره الذى يتبناه ؛ وذلك إذا افترضنا حسن النية وإلا سنصبح أمام (المثقف النفعى) وهومثقف سطحى وقشرى للغاية لا يبحث إلا عن مصلحته حتى وإن كانت في خداع مجتمعه ولا يأخذ من الثقافة إلا كلمات ومفردات ظاهرة فلا ينفذ إلى باطنها ومعانيها المضمرة الخفية ولا يهمه إلا احراز شهرة أو مكسب مادى .
#كريم_عرفان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟