ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 15:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة المحادية
منذ تأسيس الدولة العراقية في مارس عام 1921 ولغاية سنة 2003 شهد البلد تحولات ومتغيرات في أنظمة الحكم التي حكمت العراق ، ولكل نظام حكم كان معروف من الجميع بطبيعة حكمها وحكامها .لكنها سقطت وزالت بدون رجعة لأسباب عدة .
سنة 2003 شهد البلد سقوط نظام البعث، وبداية عهد جديد للعراق في ظل تجربة ديمقراطية جديدة ، وبحكم أحزاب سياسية منها الدينية والعلمانية والشيوعية وغيرها ، كانوا ومازالوا في خطاباتهم وشعاراتهم يدعون للتغيير وإصلاح واقع البلد المرير للغاية ، لكن الحقيقية المرة عكس ذلك تماما .
أسباب فشل التجربة الجديدة كثيرة جدا لحكام اليوم بين انعكاسات المراحل السابقة ،وما خلفت من اثأر سلبية على البلد في مختلف الجوانب والنواحي ، وبين تحديات المرحلة الراهنة ، بسبب ملف الخدمات والأمني والبطالة ،والقائمة تطول بفضل رجال البلد والمرحلة ،وحجم الصراع القائم بين في المنطقة بين الكبار ، وانعكاساتها على امن وتقدم واستقرار العراق ودول أخرى في المنطقة .
ويتحججون أو يتذرعون بحجة أخرى في فشلهم في إدارة الدولة ومؤسساتها ، بسبب دور أو النشاط الخفي الذي يكون وراء الكواليس أو في الغرف الظلمة بما يعرف بالدولة العميقة أو المحادية أو الدولة داخل دولة .
حقيقية كوضوح شمس أب وضع البلد العام منذ تأسيس الدولة العراقية ليومنا هذا بحاجة إلى ثورة إصلاحية كبرى في شتى المجالات ، وقد شهد في الفترات السابقة بعض المشاريع الإصلاحية ، لكنها لم تكون كافية للنهوض البلد أو لأسباب مختلفة ومنطقية في نفس الوقت ، وأيضا يصعب على إي طرف أو جهة العمل ضمن هذه الأوضاع المعقدة للغاية .
.
الدولة المحادية وغير من المفاهيم الأخرى هي الدولة (الأيادي الخارجية ) التي كانت في كل الأوقات السابقة والحالية السبب الأول والخيار لدمار بلدنا الغالي وقتل أهلنا المظلومين ، ومشاكلنا التي لا تعد ولا تحصى ، وهذا الدور سيستمر في المستقبل ،إلا إذ انفجار الشعب بثورة إصلاحية حقيقة .
ماهر ضياء محيي الدين
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟