أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - عالم آخر














المزيد.....

عالم آخر


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 21:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عالم آخر

حيدر محمد الوائلي
[email protected]

يبدو أن زماننا ولّى.
ما هذه الرائحة الجديدة مصاحبةً هذا الطعم الغريب.
عالمٌ جديدٌ يتنكر لقديم الذكريات، يبصقها كارهاً رائحتها القديمة وطعمها الكريه.

نعيش استرجاع ذكريات ماضينا.
نتسلى بمواقفٍ وحكاياتٍ وقفشاتٍ لننسى همّ حاضرنا وبؤس مستقبلنا.
ماضينا لم يكن عديم بؤسٍ ولا قليل همٍ لكنه مسلٍ لدى تذكره.
أن تولد في ساعة حربٍ.
زهرة الصبا أوردت أيام قصفٍ ودمار.
بركان مراهقتك إنفجر في زمن حصارٍ من البؤس، وفقرٍ دقّ العظم.
نهضة الشباب قامت ايّام حكمٍ ظالمٍ، إمتدت سلاسله أفاعيَ قيدت الجسم النحيف. إلتفت حول رقبته تحنيها لئلا تشرق في عينيه شمس الصباح.
تزحف سنين الأوجاع في صحراء الحياة بطيئة جداً. فجأءة لاح في الأفق البعيد نور.
علّ النور سراب؟!
فركت بمخشوشن راحتيّ لتحمرّ عينيّ علها تنظر من خلف مغرورق الدموع حقيقة جديدة لا سراب كالسرابات القديمة.
فبان الفجر في الأفق حرب ونار.
دبت الدبابات في شوارع المدينة دباً، وأرعدت الطائرات في سمائها رعداً. أُسقِط شاهق التماثيل مثلما تساقطت الكثير من الضمائر وتلوثت بالنفاق السرائر من قبل ومن بعد.
تشتعل الفتن والفساد والارهاب ناراً وقودها الناس قاطعة الأعناق والأرزاق والأخلاق.
قاطعةً معها مافي الشباب من حيويةٍ وألق.
قاطعة ما بقي من حلمٍ ورديٍ تلبد بسخام حرائق التفجير.
قاطعة الحلم لدى زيارة المسؤول صاحب الهيبة الذي كان معدوماً من قبل، تدفع حمايته بي بعيداً بعد أن خرج من مكتبه المكيّف لسيارته المكيفة.
خده وردياً لمعت الشمس فيه، أيعقل أن تصافح يده الوردية الناعمة يدي السمراء المخشوشنة من حر شمس الأنتظار خارج مكتبه.
هل يعقل أن تمسح رائحة العرق في يدي ما في يده من عطرٍ خليجي جيء به له خصيصاَ.
هل يعقل أن يتذكر أنه كان لا شيء واليوم جعلت منه دواهي الدهر شيئاً كبير.

مواقف قطعت الحلم الوردي غبار ينهال بعيني المحمرتين مما أثارته سياراته من غبار.
فركتها من جديد علّه كابوس أو سراب اخر.
لكن بعد الفرك الشديد لا زالت عيني ترى.
تباع أشياء ما كان يصح أن تباع وتشترى.
قاطعة الأمل ترجعه الى طابور الصبر الطويل.
حام الذباب حوله فخرّبه و(خَرِئ) به.
حسبناه نحلاً.
يُخرج عسلاً فيه حلاوة لنفوس ضاقت المرّ.
حسبناه نحلاً لمّا طال بنا السير في صحراء الفرج.
تبين أن النحل ذباب.
عشعش في أكوام القمامة الخضراء المتعفنة.
تفوح رائحتها المقرفة لتخنق شعباً بأكمله.

هو التحدي يا صاحبي.
تحدي العيش في عمرٍ تمضي سنينه مسرعةً جداً.
لا يتوقف جري السنين رغم الإشارات الحمر التي تلاقيها.
لا بسطوع أحمر ضوئها تقف ولا بتوهج أصفرها الباهت تنتظر.
يصبغ الشيب ليل أمواج الشعر المتساقط تصيّر حالك ظلامه رمادياً كرماد الروح جمراً تتهافت تلاله هباءاً يريد الانطفاء.
تداعبه نسمة هواءٍ باردةٍ تنعشه.
تخرج منه ناراً خافتة من تحت تل الرماد أوشكت أن تضيء.
ذكّرته أن بركان القلب يريد الثوران.
لهيبٌ خافت.
غطاه انهيار الرماد عليه.
لم يُبقي منه سوى دخان يتراقص في الهواء.
يتلاشى ومن ثم ينتهي.

حديث الأصدقاء وما ينشرون شعراً ونثراً، مرحاً وحزناً، فكراً وغباء، حكماً وخزعبلات، نسخاً ولصقاً من صورٍ وفيديوهات وكتابات وبغض النظر عن زورها وكذبها وصدقها ومرحها وتفاهتها لكنها تخرج ما في الضمير من طريقة تفكير ومن حنينٍ أن حياتنا تمنيناها أجمل بكثير مما عشناها وَمِمَّا هي عليه الان.

ايّام الطفولة الحالمة ولعب الشارع الجميل رغم فقر الحال وشدة الفاقة.
ما سر تلك الضحكات تنبع من القلب.
تتفجر كركراتٍ على شفاهٍ لم تذق اكثر الطعام.
ما لطعام اليوم الكثير لا يسر طعمه اللذيذ النفس.
يحسدني من لا يعرفني.
ومن يعرفني يُشفقه حالي.
أبدو وحيداً.
لا يفهمني من يعرفني.
ليس زماني.

أيا عمري.
أناديك يا عمري الصغير عد لي.
دع فكري الصغير واحلام يقظتي البسيطة على حالها فحالها جميل.
أناديك يا عمري.
لم كبرت فصُدِمت بخداع الناس وزيف الأخلاق وكفر الإيمان ووهم الأمل.
ألم يك جميلاً عالمك الخيالي يا فتى.
لمّ قدّمته لعالم الواقع البائس.
واقعٌ جديد يحتال على حيلنا القديمة البريئة فيضحك على خيبتنا وعلى ما كان مخططاً أن يكون ضحكاً عليه.

يقول بعض علماء النفس أن جيلاً واحداً لا يحتمل أكثر من هزيمة واحدة!
فأي جلد سميك يغطي هذا الجسد؟!
هزائم تترى ولا زال العود صلباً، ينحني ويضعف ولكنه لم ينكسر.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات فرصة للخير والشر
- دعايات إنتخابية
- لا يجعل الفوز بالانتخابات الباطل حق
- تنتخب أو لا تنتخب
- لا تفكر... فقط أعد النشر
- مين فينا الحرامي
- المتدينون وقنينة الغاز
- جرأة في علي
- قصة وفاة الحاج جابر
- بينك وبين الله
- قصة السجين ولويس الرابع عشر
- البرلمان وقصة الطاولة الكبيرة
- الافكار للكبار فقط
- عيب وألاعيب
- حينما يعبث من بالأرض يِلعبون بدماء من عند ربهم يُرزقون
- لا تعود
- راية الله
- عِلم أن لا تعلم
- لعنة أن تعلم
- خواطر في ليلة جمعة


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - عالم آخر