سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 09:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قضيت الفترة الاخيره فى كتابة مكثفة استنزفت الكثيرمن طاقتى.فقد كنت اشتغل على كتابين فى الوقت نفسه واحد بالعربيه و الاخر بالانكليزيه .و حين ارتاح اكتب الشعر للمجموعه الشعرية التى انوى اصدارها .كتابة المسرحيات و الشعر و العزف البدائى على العود هى الامكنة الذى الجا اليها عادة حين اريد ان ارتاح من الكتابه التى تعتمد تشغيل العقل الموضوعى باعلى نسبة ممكنة.
اكبرمهمة للكاتب حسب ظنى هى فى قدرته على تجديد الافاق و هز المتعارف عليه و طرح الاسئلة.و لذا فان مهمته ليست طرح الامور التى يقولها الناس بل طرح الاشكاليات من خلال ضح دماء جديد للعمل الفكرى.
و انا باتظار طباعة كتاب المراجعات الذى يفترض ان ينشر خلال ايام .و الذى تفضل الصديق العزيز الاستاذ عصام مخول بكتابة مقدمة رائعه له لا شك انها اغنت الكتاب و ذلك عبر تكثيف الضوء على الاشكاليات المطروحة.
و الكتاب عبارة عن قسم من المحاضرات و الدراسات و المقالات التى كتبت فى مراحل سابقه و لكنها كونها تنتمى لطائفة الفكر تتجاوز الوقت الذى كتبت فيه.
يلاحظ كل الذين يتابعون كتاباتى تركيزى الاساسى على العامل الذاتى.و يجب ان اعترف انى تاثرت بهذا بعدد من المفكرين العرب اولهم الجزائرى مالك بن نبى و المفكر محمد عبده الجايرى
اهم فكرة تعلمتها من بن نبى هو اقتحام العامل الذاتى بدون ان يعمينا معرفه العوامل الخارجيه.
الامر الذى اوصلنى لقناعة مفادها ان التخلف هو المشكلة الاكبر و سبب كل العلل .لولا التخلف لما فقدنا فلسطين و لولا التخلف لما كانت شوارع بلادنا قذرة و لولا التخلف لما كنا نذبح بعضنا البعض فى حروب تدمر بلادنا و لا تبقى لنا و لا لاولادنا اى مستقبل.و لذا انا من دعاة تحرير العقل قبل اى شىء اخر .لا تقدم بلا تحرير للعقل من ثقافة الاساطير و الخرافات و ثقافة الملكيه الحصريه للحقيقه .و لا تقدم بدون عقلنة حقيقيه لكل حياتنا السياسية و الاقتصاديه الخ.
و اذا ما كنت قد ركزت فى كتاب الطريق الى بغداد على اهميه الاستماع لللاخر و قبول الاخر كما هو يعرف نفسه , فان كتاب المراجعات فى الفكر و الثقافة هى امتداد و ان باسلوب اخر لذات النهج الفكرى الذى اتبناه .الا و هو اهميه توجيه ضربات حقيقة للثقافة المنتجه للعنف و التعصب و الانغلاق.و هو الامر الذى لا يتم بدون فكر حداثوى يتجاوز الحداثه الشكليه و يوسع من افاق عمل العقل و يطلق العنان لكل قوى الابداع فى المجتمع فى المساهمة فى صناعة مستقبل البلاد .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟