أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)














المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 00:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الذين قالوا نؤمن بقدم الكلمة الى جانب قدم الله بذاته، و من جهة اخرى عندما قال التيار العقلاني الاسلامي حول العقيدة الاسلامية، قالوا ان قلنا ان الله يتكلم كما يتكلم الانسان فيجب ان نؤمن بان لله جسد لان الكلام يحتاج الى جسد و كل جسد في مكان و ليس في مكان، و في الزمان و التاريخ. و مادام الله لا يشبه شيء و ليس هناك شيء في خيال الانسان يشبه الله، اي ان الله لا يتكلم، و لكن كلام الله هو من خلق الله، هذا ان قلنا ان القرآن كلام الله الى الناس و هو كلام الله بذاته اي انه صفته، الصفة جزء لا يتجزا منه، و عليه انه قديم مثله، و القديم هو الله فقط و ليس هناك قديم غيره ( و نعني بالقديم هنا الابدي). هذا الاعتقاد هو البنى التحتية الفكرية مشابهة للمعتزلة في بداية القرن الثالث الهجري، و عرفوا به عند مجيء المامون الى السلطة، اي مسالة خلق القرآن. و من المنظور ذاته، عندما قرر مامون ثالث الخليفة العباسي ان يحكم من يقول ان القرآن صفة الله فهو يشبه المسيحيين الذين قالوا ان عيسى ابن الله، فصنعوا لله شريكا. و عليه قرر منع هذا الاعتقاد و حدد الحكم و العقوبة للناس الاذين يؤمنون بهذا.و من هنا فان الطبري لديه اقدم مصدر لفرض قرار المامون حول خلق القرآن و المععرف بالكتاب الثاني. عندما يروي الكتاب للسلطات التي كانت تحت امرته حول اثبات ان القرآن مخلوق، يقول: ان الذين يقولون انه غير مخلوق فان عقديتهم مشابهة للمسيحين حول عيسى ابن مريم, عندما قالوا : ليس بمخلوق لانه كلمة الله و يقول الله ( انا جعلناه قرآنا عربيا) (42) و نتمكن ربط عقائد المسلمين مع دفاعهم عن طريق هذه الوثيقة، حول كلمة ( الكلمة) للمسيحيين، و استنادا على تفسير و تحليل ( د. نصر حامد ابو زيد ) نتمكن ان نوضح توجه المعتزلة وفق منطقهم، و هم يعقتدون بان نزول القرآن يشبه ولادة المسيح كما جاء في القرآن ( انما المسيح عيسى ابن مريم رسولا لله و كلمته)، اي مسيح عيسى ابن مريم هو نبي و كلمة الله ايضا و كما قالت الملائكة لمريم (ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى) . و عليه، ان كان القرآن كلمة و ارسله الله الى النبي، فيكون عيسى كلمة و ارسله الله الى مريم، وكما يقول القرآن( القاه الى مريم و روح منه)، علاوة على ذلك، فان الشخص ذاته الذي امره اهمر باداء هذا الواجب هو الجبريل، و الذي كان عند حالة عيسى على شكل انسان صحي و سالم ( فتمثل لها بشرا سويا) و في حالة النبي ظهر مرة على شكل رجل بدوي و مرة بشكل اخر وكما تحدث عنه عشرات الاحاديث. و في الحالتين، فان كلمة الله تظهر بشكل مرئي و مجسّد، في المسيحية في جسد الانسان و في الاسلام عن طريق اللغة ( القرآن) . ان هذا التجسيد لكلمة الله عند عيسى و ظهور كلمة الله في جسد الانسان اوصل المسيحيين الى ان يؤمنوا بان عيسى ابن الله، اي اصيبوا بحالة ان يضعوا شريكا لله وفق اللغة الدينية و و المماثل وفق اللغة الانثروبولوجية. هذا و وفق العقيدة الاسلامية، ان هذه العقيدة المسيحية جاءت نتيجة جهل، لانه من الصحيح ان عيسى جاء من كلمة الله و لكن مصنوع من الطين ذاته كما صنع منه الناس الاخرون، عليه فانه محكوم بتلك القوانين التي يلتزم بها الناس الاخرون في الحياة و الموت، لو قورنت هذه العقيدة الاسلامية مع العقيدة المسيحية، فانها ستكون اكثر عقلانية و منطقية، و بالشكل ذاته انه من الصحيح ان القرآن كلمة الله، و لكنه صُنع في فضاء اللغة ذاتها التي يتكلم بها الانسان. اما عند المعتزلة؛ ان لم نقل ان القرآن من خلق الله كما يقول اي منا ان عيسى هو ابن الله، وبمعنى اخر، انهما شرك ولا فرق بينهما.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 35)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 34)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)
- افول الفلسفة قبل تجليها ( 32)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (31)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (30)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 29)
- افول الفلسفة االاسلامية قبل تجليها ( 28)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (27)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 26)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (25)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 23)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 22 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (21)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (20)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (19)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (18)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)