فاطمة برجي
الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 15:47
المحور:
الادب والفن
غداً آخر الأيام
لن يصل
إلى أي مكان
الثلاثاء القادم .
الممرضة "تينا" تقف منذ عشرة أعوام
وزمن
في باحة المستشفى
تشير الى الأرواح الطائرة
بالهبوط.
" مارتا" عاملة المطبخ
تصيح بها من نافذة الطابق العاشر :
هذه ليست أرواح
إنها أطباق طائرة
وحقائب.
سيارات الإسعاف
تائهة
لا تعرف أين السبيل
خمسون عاماً
وهي تدور
وتدور
مداخل الطوارىء
تطلق صفارات إنذار
أشبه بالنحيب....
طبيب التخدير
دائخ في أروقة المستشفى
سبقه أخصائي
تصوير الأشعة
إلى السماء...
وزير التخطيط محمولاً على محفة
كلماته الأخيرة
الكنيسة أولاً
ثم
الكنيسة
ثم السجن
ثم المدينة
ثم
المقبرة.
وزير الطرقات البعيدة قال يودعه:
علينا أن نهدم جبل الرياح إذن!
جارتي الغابة قالت لجارتها البحيرة
جارتنا الشاعرة
تقول انها لم تكن يوماً شاعرة
بل مجرد ربة عائلة
وجدت نفسها ذات صباح
وحيدة في المصحة.
لن تمر بعد اليوم من هنا
قالت الطرقات الوعرة
لالأشجار
إذ تبكي من الوحشة
وهي تغلي القهوة
للوحيدين
في مطابخ الآلهة
بالحفيف كانت تحرك السكّر
أوراقها الخضراء
على شكل ملاعق
أوراقها الصفراء
بلون الهواء
أوراقها السوداء
بطعم الرماد
دخان أبيض
يتصاعد من رؤوس الأشجار
قالت الرياح للغابة
نعم
هي فعلاً وحيدة وعلينا أن نرافقها
من أول النفق
حتى آخر
عود ثقاب.
#فاطمة_برجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟