أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شنان كريم - اليسار والمثقفين وحكومات الاسلام السياسي














المزيد.....

اليسار والمثقفين وحكومات الاسلام السياسي


محمد شنان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6160 - 2019 / 3 / 1 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليسار والمثقفين وحكومات الاسلام السياسي
يتحدث الكثير على ان نجاح العملية السياسية, ونجاح الديمقراطية, مرتبط بالوعي . لذا فأن وجود النخب في النظام الديمقراطي, امراً واجباً, حيث ان مفاهيم الديمقراطية لا تتجذر في وعي الجماهير, او ان هذه الجماهير من الصعوبة عليها تقبل هذا الوعي السياسي الجديد, وبالتالي يجب على هذه النخب حماية هذه المفاهيم ! وكأن الامر صراع اخلاقي وفكري وليس صراع من اجل مصالح طبقة معينة, وهذا الفهم عند هذه القوى اللبرالية ومعهم جوقة المثقفين وبعض من قوى اليسار رسخ من بقاء وثبات قوى الاسلام السياسي وعزز من مكانتها.
ان حديث قوى الاسلام السياسي عن المضي بتشكيل حكومة تكنوقراط, او حكومة عابرة للطائفية, او حكومة نخب هو حديث يتكرر دائما, انها نغمة سيئة وقذرة يراد منها الاستمرار في الحكم والسيطرة, والا ما معنى ان هذه العصابة تقدم هذا الوزير وتلك العصابة تقدم ذاك، والكل يعلم ان الوزير او رئيسه ليست لديهم اي صلاحية باتخاذ اي قرار ذو اهمية، فوجودهم في اغلب الاحيان لتيسير وترتيب عمليات النهب والسرقة.الا ان ما يحبط حقيقة ويشكل خيبة امل ان قوى اليسار البرجوازي وجمع من المثقفين والليبراليين "الوطنيين" متفائلين كعادتهم بأن هذه الحكومة ستكون فاتحة خير كما تفاءلوا بحكومة العبادي وقبلها المالكي مهللين ومباركين لهم, واليوم يعاد نفس المشهد المأساوي، فغداة تكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الكابينة الوزارية، وهو القادم من نفس رحم العملية السياسية الفاسدة والمستلم لعدة مناصب في الحكومات السابقة وعليه الكثير من شبهات الفساد، رغم كل ذلك بدأ هؤلاء المثقفين واليسار يتغنون طربا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات التي تنشر هنا وهناك وخصوصا عندما تم الاعلان عن فتح موقع الكتروني للتقديم لشغل الحقائب الوزارية, المجتمع الذي يوصمونه بأنه جاهل ولا يستطيع تقبل المفاهيم الجديدة كان يسخر من هذه الفذلكة الجديدة من قبل عصابات الاسلام السياسي، فلا خدعة مثل هذه تنطوي على الجماهير، وبالفعل فالترشيحات للوزراء حصرا من هذه العصابات.
لقد تناسواهؤلاء اليسارويين والمثقفين الحكومات الاسلامية والقومية السابقة والتي رفعت شعارات رنانة مثل حكومة البناء والتطوير, وحكومة محاربة الفساد والضرب بيد من حديد, وتشكيل هيئات عليا لمحاربة الفساد وغيرها من الشعارات الزائفة، تناسوا ان جميع هذه الحكومات ومنذ2003 والى الان, لديها برنامج ورؤية اقتصادية واحدة وحسب الليبرالية الجديدة هو تحرير الاقتصاد وفتح الاسواق وخصخصة المعامل والشركات وجميع القطاعات الخدمية وهذا ما تم التعبير عن محتواه بأجلى صوره في حكومة عادل عبد المهدي عندما تم اقرار المادة الرابعة عشر من الموازنة والتي تتيح اعادة هيكلة الشركات العامة المملوكة للدولة او بيعها، وبين هلالين سرقتها لأنها حسب ما يذكر بعض الاقتصاديين فأن قيمة موجوداتها ((قدرت بمايزيد على ٦٠٠ تريليون دينار لأكثر من ١٢٠ شركة عامة اغلبها ضمن القطاع الصناعي الحكومي لتستحق ان تكون صندوق ثروة سيادية جديد للعراق))http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618918 فهل يا ترى ستترك عصابات الاسلام السياسي هذه الثروة؟ الكل يعلم الجواب بأنها تحوم عليها مسعورة وبكل الطرق لنهبها الا المثقفين واللبراليين وبعدهم قوى اليسار القديم الجديد لا تريد ان تصدق بل وتدافع عن هذه العصابات بمقولتهم الفجة والضحلة ((اعطو لرئيس الوزراء مهلة)).
ان الفكرة التي تقول او هي "لسان حال المثقفين" بأن الجماهير غير واعية او وعيها مشوه وعليه فأنهم مهتمون او مبادرون بنقل الوعي لهم من الخارج ! هي فكرة غير صحيحة وخاطئة بالمرة، بل انها تخفي مصالح هؤلاء المثقفين الضيقي الافق،تأتي هذه النخب لتروج عن توهماتها هي في تحالفات مشبوهة(سائرون) ,تحالفات سياسية فوقية معزولة عن نضالات الملايين من العمال والكادحين والفقراء , وتحث الجماهير على ان التغيير الوحيد لتحقيق الاصلاح هو الانتخابات , انتخابات اقل ما يقال عليها انها لعبة قذرة, لعبة فهمتها الجماهير ولم تشارك بها, لعبة لتعيد شرعية برلمان فاسد مبني على المحاصصة ومتفق مسبقا على من سيأتي. لكن ستبقى هذه الجماهير هي السباقة بالتصدي عن طريق التظاهرات الشعبية والاحتجاجات العمالية لنظام فاسد عاجز عن تلبية ابسط الخدمات والحقوق للفقراء والمحرومين وسوف لن تسمح هذه الجماهير ان تأتي هذه "النخب" المتملقة للسلطة و"المثقفين الانتهازيين" واليسار الأصولي, مرة اخرى لركوبها وتسويف مطالبها , تظاهرات واحتجاجات لم تتوقف منذ2011والتي تم فيها حرق مقرات الاحزاب الاسلامية, ورفع فيها شعارات "بأسم الدين باكونه الحرامية".
ان الرد الحقيقي على جميع هؤلاء"المثقفين" ومن يتبعهم والذين هم المكملين والمبررين لوجود النظام الطائفي والقومي, والمتكون من عصابات الاسلام السياسي والقوميين الشوفينيين،هوعن طريق تقوية نضالات العمال والجماهير المضطهدة, وتبني قضايا المجتمع, وايجاد السبل الكفيلة بديمومة الصراع وتطوير تنظيماتها الثورية.

محمد شنان كريم



#محمد_شنان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين شرعية التظاهرات ولا شرعية حكومات الإسلام السياسي
- عمالة الاطفال ....العبودية الصغيرة
- توضيحات حول الاستقالة من الحزب الشيوعي العمالي العراقي


المزيد.....




- كيف تحوّل حلم كندا بامتلاك طائرة مقاتلة اعتراضية إلى كابوس و ...
- الإمارات ضمن قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر التنافسية الع ...
- -بلومبرغ بيزنيس ويك-: ماذا يعني فوز ترامب بولاية ثانية للأمر ...
- تركيا وسوريا: معضلة المعارضة السورية والنفوذ التركي
- تجهيز أكبر معسكر منذ الحرب العالمية الثانية.. هكذا تستعد بار ...
- جنوب لبنان ـ تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء الاستدعاء والاحتفاظ للضباط ولصف الض ...
- نصرالله يجدد التأكيد: جبهتنا في لبنان لن تتوقف ما دام العدوا ...
- بكين: نعارض ذكر الصين في الحملات الانتخابية الأمريكية
- زاخاروفا: الغرب يجس نبض روسيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شنان كريم - اليسار والمثقفين وحكومات الاسلام السياسي