يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 13:01
المحور:
الادب والفن
على مرأى و مسمعٍ مني :
>
الحياة بدون مرونةٍ تبدو باردةً جداً ، و الموت يمد يده ، فتضطرب الروح في أزقة الجسد من المنغصات و الأرق و موجات الفزع من الاتي المبهم المجهول .
ما جدوى ان تسلط حزمة نورٍ مبدعٍ على عقلٍ منغلقٍ بهالةٍ من ظلامٍ غاسقٍ ، يتغذى بنصٍ مقدسٍ ملغومٍ بقنبلة الجهل المتوارث ، أُعدت بعنايةٍ فائقةٍ للإنفجار في وجه كل انفتاحٍ مسؤولٍ ؟
مالم يكن على مقاس الذوق العام ، أو لا يتطابق و الحياء الاجتماعيُّ التليد ، و الذائقة الجماعية الجامدة ، لا يبهج إلا النذر اليسير من الخارجين عن البهرجة الاجتماعية و الرافضين لاحتساء خمر السلطة و مغانمها . و لا يجد له موضعاً إلا في مخيلة من أنتجه .
التعنت الفكريُّ ثقافةٌ جماعيةٌ في مجتمعٍ يولد سلوكاً متعصباً إزاء الفكر النير و رافضاً التفاعل معه . مما يشب الطفل فيه متكلس العقل ، مقولب الذكاء ، عاقر الوعي ، منكمش الفكر . يرفض ما يخالف ذائقته الجماعية ، و بدلاً من التعاطي معه و تقبل الحقائق يحاول الإيقاع بالفكر الحر و النيل منه و نسفه .
ناسياً أن التمسك بتلابيب الحوار لبلوغ الإقتناع هو الهدف النهائيُّ لكل محادثةٍ و مناظرةٍ بصيغةٍ منطقيةٍ مرنةٍ سلسلةٍ . بعيداً عن العاطفة أو الاعتداء بالرأي أو المكابرة . و بما يتوافق المستجدات بتمرين الذات ، و ترويض الفكر للانسلاخ من سياجه شيئاً فشيئاً ، و نقائه من سلبية الأنا و تصلب الموقف .
نعم لكلٍ منا شخصيته الاعتبارية التي يعتز بها ، لكن شريطة أن يحد من تسرب الجنوح المفضي إلى التعنت و النظر بحياديةٍ ، و الاحتواء الأمثل لاختلاف وجهات النظر ، و حماية العقول و تحصينها بالانفتاح و التنوير و الإبداع .
لا أن يشوه صورة المصارحة ، و خدش خدود الشفافية ، سعياً منه لمنع الخروج من القاعدة و الذهن المسيج ، و جعل العقل فريسةً سهلةً للناهشين و السارقين و تجار الدين و بائعي الأوطان . من خلال استحواذهم على مفاتيح فك رموز أفانين اللعبة الخبيثة ، تحت مظلة منظومةٍ من القوانين التي تبيح لهم بذبح أمنيات غيرهم ، و تخنق أحلامهم ، و جعل كل عوالمهم حقول ألغامٍ .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟