توق يتوالد وسط غوغاء

احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 20:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ـــ رغبة ولادة ـــ**
أُمسك طرف الحرف
ستتوالى كلمات
تتدفق كماء ساقية صافية
يكمن السر فوق اللسان
حيث يتوالد المعنى
حفنة طين رطبة
تلقفتها أياد كثيرة
الكثرة تتكاثر
هيئات لا نهاية لها
كصحف لا بداية لها
كماء كل آن له طعم
وكل حين له شكل
فقط عض بالنواجذ
لا تدع رغبة الولادة
تهرب أو تغيب عن ذاتك
ــــــــــــــــ
ــــ فرحة جوفاء ــ
رمح خشبي صلب يحفر بئرا
يمضي عميقا بعد طول انتظار
يفتت حصيات تعاضدت زمنا
يستبشر برطوبة متوهماً رواء
رائحة دماء حية تنهي فرحة جوفاء
يستفيق حالم تحت ضربات حجارة
العين والمخرز حكاية جسارة مؤتلفة
ينثال التراب مغيّبا بقايا قذى
قطرات الماء تجافي رمحا ليّنا
الماء عصي بوجه عصا
لن يفلق البحر ثانية بسهم أخضر
ـــــــــــــــ
ــــ مشهد محير ــــ
ينحسر ضباب كثيف ساخن
يتعاظم تشويش روئ مبهم
يبتعد الأفق ليغدو سدا هشا
تعيد قراءة مشهد محير
تنظر مرارا نحو الخلف
تكتشف أنك وسط غوغاء
تغمض عينيك ليسود الخيال
فوهة بركان تنفث سخاما
يهدأ البركان تبرد حمم ثقيلة
تنتظم قطعان خلف راعٍ سليط
ينفخ بمزمار يصدر حشرجات
تعاظمت قطعان خراف تتوالد
رعاة ينظرون فوق مستوى عفرة
هناك أفق آخر
لا يراه سواهم
فالقادرون على البصر
فقدوا البصيرة.
ـ تحرش ـ
يملأ العين صفاء خادع
تصطف حبات رمل متطابقة
تحدق تحملق تحتار
بين مخبوء وظاهر
في أعماق سكون مرعب
يكمن نور جليل الأجل
بين جد وحفيد
تحت خيمة جرداء
وفوق ناطحة سحاب
تتحرش بغيمة متعالية
لا يغرنك برد الرماد
فالجمر يعود مرات للحياة
ــــــــــــ
ـــ موت مجاني ـــ
سبع طبقات جهنمية
تشوي لحما طريا بضا
جحافل مزينة بكروش
مضخمات صوت هستيرية
تتباهى كعويل ذئاب
ينقضي حفل ترويحي
نحن بخير كما زعموا
مازلنا ننال هواء
وموتا مجانا
والقادم أحلك
سمعتهم يطلبون شد الحزام
أنتم تأكلون خبزا مدعوما
تشربون ماء مكلور
رخيصا كدم زلال.
ـــــــــــــ
ــ فجوة داخل العقل ــ
تطرق أبوابا مغلقة مهجورة عتيقة
لصوتك أنين أوتار
تعزف لحن هلع
تقبع خلف جدران شفافة
ترتجي زائرا
يحمل وردة أو خبزا
يحفر الانتظار فجوة داخل عقلك
تهرول خلف ساعات
تدور لتبدأ من جديد
دقات سحبتها جحافل نمل صغير
أصبحت الدائرة فارغة
بلا أرقام بلا عقارب بلا إيقاع
يتسع قطر الدائرة دون توقف
الإجابات غير معنية بالسؤال
طحالب تنمو في كل الأمكنة
لا تصلح لمأكل لا تنفع كسقاء

#احسان_طالب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات