حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 20:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أظهر الرئيس الأمريكي ترامب في خطابه الذي ألقاه قبل يومين تهديداً صريحاً بغزو ليس فنزويلا فحسب، بل اضاف اليها جمهوريتي كوبا ونكراكوا، بل زاد في اندفاعه مهددا بمحاربة كل الأنظمة الأشتراكية في امريكا اللاتينية، وفي اية دولة في العالم، وصب تهديداته على الشيوعية، وقد اتصف خطابه هذا بالعدوانية، وكأن الرعب قد تولاه من امكانية عودة الاتحاد السوفيتي من جديد، ومن أجل هذا الكابوس الذي يلاحقه، مارس الضغوط الشديدة على دول حلف الناتو الاوربية بدفع المزيد من أجل حمايتها من الخطر الروسي المزعوم، ومارس الضغوط على دول اوربا الشرقية التي كانت ضمن المعسكر الاشتراكي المجاورة لروسيا لنصب الصوريخ المتوسطة المدى على حدود روسيا، وتمادى في سعيه لحصاره بإحداث انقلاب في اوكرانيا، وتسليمها للقوى النازية، مما أدى الى قيام صراع بين روسيا واوكرانيا أدى بدوره الى انفصال الاجزاء التي غالبية سكانها من الروس وفي مقدمتها شبه جزيرة القرم التي تم اعادتها الى روسيا، وبدأت الاسلحة الامريكية تنهال على اوكرانيا، ومحاولة ضمها الى حلف الناتو، واعلن ترامب جملة من العقوبات على روسيا في محاولة لانهاك اقتصادها وتركيعها، ومارس الضغوط على اوربا لرفض شراء الغاز الروسي عبر الأنبوب الذي اقامته روسيا عبر بلغاريا بدلاً من اوكرانيا.
لكن روسيا تجاوزت كل تلك الضغوط الاقتصادية، وتحدت الولايات المتحدة، وانذرت البلدان الأوربية المحاذية لروسيا من ان روسيا لن تتساهل في درء الخطر على حدودها، ولم ينتظر الرئيس الروسي بوتين الرد على مشاريع ترامب العدائية ضد روسيا حيث جاء خطابه في اليوم التالي لخطاب ترامب، في افتتاح المجلس الاتحادي الروسي، موجهاً إنذاراً صريحاً للرد على أي عدوان على روسيا فوراً، ليس فقط على الدول التي تنطلق منها صواريخ امريكا ضد روسيا، بل الدول التي يصدر منها قرار العدوان كذلك، في اشارة واضحة الى الولايات المتحدة الامريكية، ودعم الرئيس الروسي بوتين تحذيره بعرض لأحدث الأسلحة والصواريخ الهجومية، واشدها فتكاً، وأردف بوتين قائلاً ان روسيا لن تهدد احدا، ولن تبدأ بالعدوان، لكنها على اهبة الاستعداد للرد بكل قوة على مصادر العدوان، المراكز التي اصدرت قرار العدوان،وهو يقصد بذلك الولايات المتحدةالامريكية. .
إن الحرب الباردة القائمة اليوم بين أمريكا وروسيا باتت تشكل أعظم الاخطار على اوربا التي زرعت امريكا أراضيها بصواريخها الذرية، واسلحتها الفتاكة، تقابلها صوريخ روسيا المرعبة مما يؤدي بكل تأكيد الى تحويل الدول الاوربية الى ساحة حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر، وأن الحكمة تتطلب من دول الاتحاد الأوربي ان تسعى لعلاقات سلام وتعاون وتبادل المصالح الاقتصادية بحكم الجيرة، وحماية شعوبها واوطانها من مخاطر الحروب المدمرة والنأي بشعوبها من سياسة ترامب الخطرة التي تضع هذه البلدان بين المطرقة والسندان.
أن سياسة حافة الحرب التي يسير عليها ترامب هي لعب بالنار، في ظل تسلح الطرفين بأخطر الأسلحة ذات الدمار الشامل، وأن أي خطأ يرتكبه احد الطرفين الماسكين بالزناد ، وهما على اهبة الاستعداد والترقب يمكن ان تنطلق الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ المتوسطة المدى والتي قد تفضي الى فناء العالم.
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟