السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 11:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقول بودلير " انا الجرح والسكين "
يعرض هنا بودلير الذاتية المحضة المجردة عن الآخر، حيث هو الفاعل والمفعول به ، هو المضاجِع والمضاجَع هو القضيب والمهبل والصورة والمرآة والفاعل دوما مؤلم فى المفعول به والمفعول به مستلذ أكثر ، هو كيان اللذة القيومية التى لا تعتمد على الخارج واختار السكين والجرح لأن الألم به لذة عالية تأتي عند التائهين اللامنتمين واختار تلك الجسدية لأنه اختار درب الجسد وشهوته وافقه والتطرف فيه ، هو من يصنع جرحه وهو جرحه فى الابتداء وهو تعميق الجرح بعد فعل الجرح الأول ، الحرية هنا من الآخر والحرية فى اختيار الألم كتعويض عن التيه لكى يثبت وجوده بأي شىء بعد نفي عقله وجوده فلم يعد أي شىء يؤثر فيه ، هو الذاتوي المنشغل بنفسه وحسه الأقرب أي جسده والجسد أهم شىء فيه لأنه ملازم لنا طيلة الحياة أما الأفكار فاقنعة انية، عندما يؤلم الإنسان ذاته فهو استنفذ كل امدادات العزاءات من كل الدروب وبقى له شيئا يشعره إنه يشعر لأن التائه يفكر أكثر مما يشعر ، وهذا الذى يشعره إنه يشعر هو الألم الدامغ بعمق للوجود ولكن يجب أن يكون هو السكين ، هو سكين نفسه لكى يشعر بشعور الجلاد والمجلود لأنه طماع نبشيا، يريد أن يشعر بكل شىء .
شعور الألم لا يضاهى عمقا عندما اكون انا الذى اؤلم نفسي ، فى الألم الذاتي بحث عن كياني الضائع ، صرخة هى " أريد أن اكون موجود أيها الألم ، اوجدني" هى طريقة عنيفة ولكنها الوحيدة ولم يجد سوى العنف تجاه الذات بعد ضياع المُوجدات للكيان الإنساني فى ذاته ، الشعر لديه مُوجد والألم لديه مُوجد لأنه سجن نفسه فى سجانيته ومسجونيته ، كل هذه وسائل للبقاء ولكنها وسائل التائه وهو قد جرب آلام الحقيقة ، لم لا يجرب الألم على جسده ، على مادته التى يحملها ، الجرح يتصارع مع السكين فيه والسجان مع المسجون ، تجريب الألم على جسده ، على ما يعطيه أكبر لذة فى حالة بودلير، فالالم يذهب الهوة الاغترابية التى أحدثها العقل فى الكيان الانساني ويشغل الإنسان بذاته لأول مرة فهي لا تنشغل الا عندما تكون خالقة لجمال أو لالم.
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟