|
تأبين مناضل ....الفقيد المصطفى كحيري
مليكة طيطان
الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 10:32
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تتبعت طقوس جنازة رجل ...رجل من عيار ثقيل ...لبيت نداء الواجب الذي أتاح لي هذه الفرصة ...فرصة يفرضها واجب منهج في الحياة أكثر مما هو انتماء إلى حزب أو جمعية أو أفكار ...فقط هو انتماء إلى منطق نضال شفاف وصادق في فترة طفت فيها طحاليب الخسي والدناءة والمسخ باسم صناعة نضال يتنفس رواده هواء الانتهازية وما جوارها ... قبل أن تنقلب المعايير رأسا على عقب وتبرز أشياء لم تكن على بال ...نعم بحزن بالغ اخترق وجدان الحضور تودع المدينة ذات النفحة البدوية قلعة السراغنة فقيدها وأحد أبنائها الأستاذ المحامي الأخ المصطفى كحيري ...انتظرت منذ الاثنين الماضي أن يبادر الأخ محمد الحنفي الذي وجدته في مقدمة المعزين والمستقبلين للتعازي في رفيق دربه في النضال بتطريز كلمة تنعي المناضل الفذ وينشرها في الحوار المتمدن بعد أن أعلنت الخبر في حينه ضمن حيز الأخبار المتجددة ... وأعتقد أن ظروفا حالت والأمر بخصوص هذه المبادرة ...إذن معذرة أخي محمد الحنفي على نيل هذا السبق والمجال الاعلامي الذي أتاحه لنا حماة الكلمة الصادقة ومخططو مسافات دروب الفكر المتنور إنهم مبدعو الحوار المتمدن شكرا للأقدار التي ساقت لنا منصة خطابة بكل تأكيد القوم المعلوم المتفوق في تكميم الأفواه ولي عنان حرية التعبير والفائز في التعتيم والتضليل وبكل الآليات هم الآن مشدوهون ولا يملكون إمكانية من أجل تلجيم كلام يخترق أسوار صحافتهم وصحفهم البئيسة ...معذرة ربما ملاحظ سيقول بأن الأمر يتعلق بنعي فقيد مناضل وما علاقة الموضوع بهذا الكلام ...تمهل أيها الملاحظ فالأمر يتعلق بانحراف إلى درجة صفر في لصوصية نار ودار ، معذرة أيها الفقيد الملتزم بقناعة ومبدىء تاريخ أنت أدرى بتفاصيله وحيثياته إن أنا أقحمت لغوا مصدره لسان سليط ...لا أملك زمام نفسي في كبح جماح النداء بالحقيقة وبملء في ...نعم أيها الفقيد أصفهم بمختلسي النار والدار لأنني جعلت من النار رمزا للمبدىء إلى حد العقيدة وجعلت من الدار رمزا ملموسا للممتلكات والعتاد ...هكذا أيها الفقيد الذي لم يحركك في ميدان السياسة سوى حب النضال وحده مجردا أقول هكذا يهيمن المظللون واللصوص على التاريخ ويصرون على تبني الشهداء والمضحين ويالها من سخافة أو مشهد سريالي حينما يدعون بأن الشهداء رموزهم وأن أعضاءهم الآن أباطرة المخدرات والممنوعات بما فيها البيرة المغشوشة وأن سماسرة الانتخابات في زمن كلمة الأحزاب المصطنعة من طرف الرجل القوي وعهد الاستبداد نعم رجالا ونساء انتعشوا في ضحالة تنظيم أضغاط أحزاب متخلفة وكانت سند رجال الشر في القمع والتنكيل والاستئصال هاهم الآن يتربعون على سدة هذا الحزب التحفة في أقاليمهم ومناطقهم ويالها من مفارقات عجيبة تستحق من المعاهد الدولية المعنية بدراسة الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أن تجعل منها مواضيع للمناقشة من أجل انعتاق أو بالأحرى علاج السياسة ...ألم أعبر في أكثر من مناسبة بأنهم اغتالوا السياسة ... حينما تجد نعيا في صحفهم وتأليفا يستهلك جل الصفحات في شخص هو من نكرات التاريخ ورغم ذلك أتمنى له راحة أبدية في قبره ..فقط لأن المعنى التحق وجر معه عشيرته ومساعدوه في مراكمة ثروة يسيل لها لعاب أباطرة هذه المقاولة الحزب التحفة مع العلم أنهم يعرفون مصدرها وبرواده وبتاريخه بالمقاولة الحزب في إطار تبادل الصفقات ....أنتم أيها الأعيان لا يهم ماضيكم ولو كنتم جلادين ولا من أين حصلتم على ثروتكم ولو من خلال البيرة المغشوشة أو تجارة تنشط تحديدا في شمال الوطن ...لا يهم من تكونون وكيفما كنتم ففي إطار تبادل الصفقات حللتم أهلا ونزلتم سهلا في المقاولة الحزب درجة نضالية الفقيد ونقاء سريرته هكذا أجمع الحضور ومن خلال الجنازة وطقوسها وأيضا لقراءة سريعة لحال الفقيد المادي ...رغم أن أبواب الاثراء مفتوحة على مصراعيها ...معرفتي بالرجل بسيطة جدا إلم تكن أقل من ذلك ...ثمة معطيات أستوعبها ، نضاليته في حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي ...اسهاماته في العمل الحقوقي في الجمعية المغربية لحقوق الانسان ...وبما أن الشيء باشيء يذكرأستحضر حدثا تمر عليه الآن بالضبط 27 سنة أن الشاب آنذاك سبق أن زارني بالسجن ضمن مجموعة من الطلبة المناضلين في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فرع مراكش ...أيضا لم يتخلف عن الحضور أثناء الافراج عني بتاريخ 9 / 5/1980..ولأنني لا أنتمي لحزب معين أو نقابة بعينها رغم أنني أعتبر وأحب من أحب وكره من كره في زمن المسخ هذا زمن انقلاب المعايير رأسا على عقب زمن لا يمكن أن تميز فيه المناضل الصادق من المناضل المزيف أقول أعتبر نفسي من ضمن النخبة التي أسست للفعل النقابي في المغرب وأعني المركزية النقابية الكونفدرالية الديموقراطية للشغل قبل أن يستفحل مرض الانتهازية في أوصالها ... نم مطمئنا أيها الفقيد وأكتفي بما جادت به إمكانية التعبير في كلمة المناضل أحمد بنجلون في حقك ..نعم كنت نموذجا واضحا للمناضل العضوي الذي يسعى في نضاليته إلى الارتباط بهموم ومآسي المستضعفين دون مساومة أو مراوغة .... و أعود بعد هذا الاستطراد في الكلام من أجل القول بأنه ثمة علاقة متعدية عبورية يمكن أن يتردد فيها اسمي أمام المناضل ويتعلق الأمر بالاشتراك في إخوة وأصدقاء وأعزة من قادة هذا الحزب ...نعم لا أشترك معهم في السقيفة أنا التي أعرف وأستوعب وحضرت فترة انزياحها من سقف اهترى بفعل تغيير حرفة المتجر ...نعم نلتقي في أحبة أبانت التجربة صدقهم وإخلاصهم ونقاء سريرتهم ...نعم أتقاسم مع المناضل الفقيد أخي وعزيزي الصبار محمد رئيس المنتدى المغربي لحقوق الانسان ...شخص قبل أن يتكلف بتدبير شأن هذا المعطى الحقوقي الذي غابت عني تفاصيله والحكاية تستحق مقاما أشرح فيه المعطى بفعل أنفلووانزا التهافت على منابع الرأسمال الرمزي ... بعد أن تعذر الاغتراف من المقاولات الأحزاب أو النقابات مكاتب السمسرة ...هكذا يجد الرائع الصبارنفسه وجها لوجه أمام أطياف متعددة ومتنوعة بفعل عوامل زمن اختلطت ألوانه وتشابكت خيوطه ولا يسعني إلا أن أقدم العزاء لأخي الصبار في هذا المناضل المميز ولا تنس أن تلاحظ معي أن هذه العملة سائرة في طريق الانقراض وسبحان الله أما الحبيب العزيز الثاني الذي أتقاسم مع الفقيد معرفته فهو الغالي الذي يمارس النضال مصحوبا بالايقاع الفني سواء كلمة موزونة أو لكنة تشبه لكنة إخواننا الشرقيين والأمر يتعلق بالرائع الجامع بين الوداعة والشرسة كمناولات روحية يوظف كل واحدة منهما في مقامها المناسب ...يمارس النضال مصحوبا بالرومانسية وأيضا بالواقعية ...إجتمع فيه اللطف بالشدة والاباء ...تمهلوا يا أهل الطليعةومعكم أهل الحوار المتمدن لأنه من أبرز كتابكم إنه أخي وزميلي المحجوب حبيبي إليه أيضا أرفع التعازي في رفيق دربه ...لا تفوتني المناسبة دون أن أستحضر صهر الفقيد المناضل الهادىء المسالم رشيد الادريسي إليه أيضا أصدق التعازي ...ولشرفاء وملتزمي النضال الصادق في المغرب وكيفما كان الطيف أو التوجه أصدق التعازي أيضا
#مليكة_طيطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهكذا تورد الإبل أيها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ؟؟؟
-
قراءة في خطوات إشراك النساء في المشهد السياسي المغربي
-
وزارة الصحة العمومية ....سرقتني
-
القضاء المغربي يهين ويبخس فن العيطة الشعبي ....هل وزير العدل
...
-
مباشرة معكم ...التقرير النهائي لهيئة الإنصاف والمصالحة ...كل
...
-
الجشع ...المضاربات العقارية ...المقاومة ؟؟؟
-
المقاولة الحزب .... الضحك على الذقون
-
من يملك الحق التاريخي في إحياء ذكرى اختفاء واغتيال عريس الشه
...
-
التربية والتعليم ... الإضرابات ...النقابات ... المغادرة الطو
...
-
حصص النساء في أجهزة الأحزاب بين الرفض والسكوت ...ماذا تقول ف
...
-
ورقة من ذاكرة معتقلة سابقا ؟؟؟؟؟
-
مدينة الصويرة....والسياسة
-
مقاربة النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان
-
أضغاط أحزاب ؟؟؟؟؟
-
نساء ونساء
-
صون الذاكرة من النسيان
-
الجامعة .....ذكرى جميلة
-
توظيف زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في السينما المغرب
...
-
علي المرابط والآخرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المزيد.....
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|