|
ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر !
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 6148 - 2019 / 2 / 17 - 14:03
المحور:
كتابات ساخرة
ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر ! كًنتُ مبتلياً ومهموماً اثناء توقيع تلك الوثيقة بين البابا وشيخ الازهر ( يمكن كان رفضت ) واليوم سأتطرق الى تلك الوثيقة وبطريقتنا البسيطة ..... الموضوع اكبر مما يعتقده البعض او يتصوره ، فالموضوع يحتاج الى فيلسوف في علم البلاغة واللغة وعالم في الآيدلوجيات وتشعباتها في السياسة ( مثل ثعلب الصحراء او احد دكاترة الموسم الجيوسيوسولوجين ) ، يحتاج الى عالم كبير كي يضع نقط تلك الاتفاقية على الحروف وسننتظر من احدهم لوضع تلك النقطة ولكن الى حين ذلك سنقوم بالشغبطة وبطريقتنا الحرفية ... شخصياً لا ادرك المغزى والحكمة من تلك الوثيقة ( إذا آني ما اعرف يعني ما احد راح يعرف ) ! ولا ادرك لماذا الآن وماهو الهدف منها ( معقولة دعاية آيدولوجية ) ولا أعلم مَن المستفيد منها ( لا هاي أعرفها ) !!! . في البدأ سنسأل هل التآخي والإنسانية هي ناتج المذاهب والاديان وتوقيع الإتفاقيات أم نتيجة العلم والتقدم الحضاري ! ألم تكتوي البشرية بحروقات الاديان وعبر العصور ! هذا نص منقول من تلك الإتفاقية وهو بالنسبة لي هو الاغرب : باسم تلك الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيدلوجية البغيضة ..... انتهى الإقتباس .. ألم تنتفض كل الاديان والرأسمالية التي انتم فيها في وجه الفلسفة الماركسية التي طالبت بالعدالة الإجتماعية والإنسانية ! ألم ينتج ذلك عشرات المنظمات الارهابية التي فتكت بالكثيرين ! أين كان التآخي المزمع مع تلك الفلسفة الإنسانية ! والاهم من هذا وذاك كيف سيأتي التآخي بين الفصائل المتنافرة إذا كان العداء بين الفصائل المتشابه هو سيد الموقف ! إذا كان السرياني يتمنى نفي الكلداني عن بكرة ابيه والآشوري يطالب بحرق السرياني والقبطي ( لا هذا مصري ) وهكذا بين الشيعي والسني والوهابي والاخواني والسلفي وهلما جر ! كيف سيأتي التآخي في ضل كل هذا التناقض والتناحر ! أليس من التآخي أن يبدأ من البيت الواحد في الاول أم الشغلة سياسية بحتة لا علاقة لها بالإنسان ! والاهم من كل هذا وذاك أين كان ذلك التآخي كل هذه القرون وماهو ذنب الذي فطسوا تحت الاقدام ( يُمكن كان الجميع مخدوعين ) !!!! الاسئلة لا تنتهي ولكن لا اعتقد سنجد الإجابة ..... كل التجارب التاريخية ومعها تجارب الأديان علمتنا بأن المذهب او الدين لا يصنع التآخي بل القيم الإنسانية والعدالة الإجتماعية هي التي تصنع ذلك الحدث المهم . ونفس التاريخ علمنا بأن المناطق التي تواجدت وتتواجد فيها الإنسانية في وقتنا الحاضر ناتجة عن العدالة الإجتماعية وليست وليدة اليدين او المذهب ( يعني شنو راح نلغيها ) ! . الشق البابوي . بالنسبة للشق المسيحي الذي وافق على تلك الإنسانية نتج عن طريق العلم والعدالة الإجتماعية ( وإن لم تكتمل او ناقصة نوعا ما ) وهذا جلي وواضح من تعامل الغرب المسيحي مع مختلف الوافدين اليه من أتباع الديانات الاخرى وحتى فلسفة دينهم او معتقدهم لا يتعارض مع تلك القيم وبالتالي فهو لا يناقض نفسه ولا يناقض كُتبهِ ولا فلسفته الدنوية ولكن ماذا عن الطرف الآخر ( خليها مستورة يا ساتر ) ! .... بالنسبة لبابا الفاتيكان فلا فرق معه ولا يرهقه كثيراً هذا المطلب ( بالعكس التأويل والاسلمة هو المطلوب والجماعة ماشين عليه بكل رحابة الصدر ) وليس عليه بذل اي مجهود في تطبيق أفكار وقيم تلك الإتفاقية لأن إنسانه وتابعيه يتعامل مع تلك الصيحة ومنذ عقود طويلة ولكن ماذا وكيف سيكون الوضع مع الطرف الثاني ! . الطرف الآخر وافق على الإتفاقية ( السياسية ) ورقياً ولكن عملياً فليس بيده حيلة او حُجة واحدة لفرض شروط تلك الإتفاقية ( لازم نزور باكستان وإفغانستان وبعدها ..... بعدها ماكو رجعها فبلا هاي الرحلة ) ! شيخ الازهر ومعه بعض السياسيين قد يوافقون على بعض المباديء التي نصت عليها شروط تلك الوقيعة ولكن هل بإمكان الازهر وشيخه في تفعيل تلك البنود مع أقرب جار له او حتى شخص جالس بجانبه ( لازم واحد منهم يُفجّر نفسه فيبقى واحد بَس ) ! . ملايين من شيوخ الازهر سوف يرفعون يدهم وصوتهم وحناجرهم بوجه شيخ الازهر ( المتورط في التوقيع على تلك الورقة ) وسيأقرون له المخالفات التي وقع فيها وكيف تناقض نص الكتاب فهل حيلة بيد الازهر لمخالفة نص وروح تلك الكُتب وما جاء بها ( خاصة إنها مُنزلة ) ! .. هنا سنعود الى نقطة الصفر ( لا هاي مو مالتي ) واعني نقطة قبل توقيع تلك الورقة .... هذه الوثيقة ستطالب الجانب الواحد اكثر واكثر في تفعيل بنودها وبالتآخي والتعاون والدعم والإسناد بالرغم من إنه مبتلي بها أصلاً ولكن مَن سيُطالب الطرف الآخر او إرغامه على تطبيق روح تلك الإتفاقية التي تتعارض مع روح ونص الكتاب وخاصة إذا ماعلمنا بأن الكلام هو من عند الرب ( لا هاي صعبة ) ! ... هل بإمكان أي شيخ لوحده حتى إذا كان متعاوناً ( لا هذا ليس متعاون تركي ) أن يقترب من روح ونص الكُتب ! إذا ستصطدم تلك الوثيقة بروح ونص هذا الكتاب والجميع يعلم ذلك ( والله الشغلة إتحيّر ! لعد ليش وقعوا عليها وهم يعلمون ذلك ) ! .. المنفعة من تلك الوثيقة : لا اعتقد بأن الفاتيكان سيستفيد من تلك الإتفاقية غير بعض الدعاية الإعلامية ( يمكن راح يبني كنيسة في الخليج بس ... خلي يحمي الموجودة بعدين يقوم ببناء كنيسة في صحراء ) ! بل ستكون الفائدة والمنفعة الكبيرة للطرف الذي لا يمكن أن يتزحزح من مكانه ( على الاقل في الحاضر والعقود القادمة والى أن يصل الجميع الى نقطة الصفر ) والى ذلك الوقت فسيتأثر الجانب الاول اكثر واكثر من نتائج تلك المعاهدة الأحادية وستزداد الهجرة ( هاي جانت ناقصة ) وسيستغل بالطبع الطرف الآخر ذلك بشكل اكبر ( ليش هاي أول مرة ) واعتقد بأن البابا يعي ذلك وشيخ الازهر كذلك ( لعد ليش ....... ! ) ولكن السياسة تتغلب حتى على المذهاب والاديان والقيم الإنسانية وعلى كل شيء ..... الحل : هناك سبيلين من وجه نظري الشخصية في تفعيل ولو جزء من روح تلك البنود وأولهما هو الوصول الى نقطة الصفر وبالتالي سنتآخى إنسانياً دون حتى تأثير أو تواجد او تدخل الاديان وبهذه الحالة سوف لا نحتاج اليه . وأما أن يتم فصل وحصر المذهب قليلاً وإزاحته في إشراكه الحياة الانسانية بالشكل الموجود حالياً وحصر ماهو موجود في كتبه بين الامكان الدينية وبين المعبد وقلب المؤمن . يعني في كلتا الحاتين لا نحتاج الى الاديان ( اشلون مصيبة هاي ) ! ... ها قد ثبت لنا علمياً بأن التآخي وكما جاء في بداية السخرية لا يأتي بالاديان بل بالعلم والإنسانية الإجتماعية والتقدم والتطور الحضاري الإنساني ( لا هاي شوية صعبة ) ... لعد ليش كل هاي الهوسة ؟ عادي سبق صحفي وإعلامي لا اكثر ولا اقل . لا يمكن للشعوب المتأخره أن يتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ! نيسان سمو الهوزي 17/02/2019
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرة اخرى تتطاير الاحذية والنْعل بِوجه جورج بوش الابن !
-
د. حميد عبدالله شوه تاريخ العراق الوثائقي بتبعيته الخارجية !
-
هل ضرب اردوغان حجر الخاشقجي برأس الاكراد ( بي كة كة ) !
-
إنتصار الجزيرة وقطر على العربية والسعودية !
-
اقتلوا اصحاب السترات الصفراء ( المجرمين ) !
-
ضِحْكة بوتن القبيحة والمتحولين المثليين اللبنانيين !!
-
لماذا يُهين الرئيس الامريكي السعودية وشعبها بهذه الطريقة الف
...
-
هل سَتَعدم السعودية خمسة اشخاص بريئين ؟
-
الشعب الباكستاني كلهُ يطالب بإعدام المسيحية آسيا بي بي !
-
شعوب لا تجيد الرقص إلا في الهالوين !
-
كُلما قامَ اردوغان بنفخ نفسه يأتي الغرب بدبوس لتنفيسه !
-
الدولة المارقة !
-
أينَ تَبَخَرَت جثة الخاشقجي !
-
الروبوت صوفيا .. هل سَيحيا الإنسان بفضلها بعد موته !
-
بعض الخواطر البسيطة عن الاخوة المسلمين المتعصبين !
-
مليون مُسلم ولا طيار اسرائيلي ... شنو أنتَ أَهبَل !
-
معركة وطيسة بين الحْمير والبغال في الغابة !
-
ماهو الهدف من التحولات والتقلبات الغريبة في السياسة الامركية
...
-
لماذا تفضحون انفسكم اكثر مما انتم مفضوحين يا ايها العرب !
-
حتى لَو فَطَست دجاجة في كوالالامبور أمريكا هي السبب !
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|