أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكري بلعيد - قم يا حسين العلم - في رثاء المفكّر الشهيد حسين مروة














المزيد.....

قم يا حسين العلم - في رثاء المفكّر الشهيد حسين مروة


شكري بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6148 - 2019 / 2 / 17 - 11:24
المحور: الادب والفن
    




(قصيدة كتبها المناضل التونسي الشهيد شكري بلعيد في رثاء المفكّر الشهيد حسين مروة)

سقطتْ في المدى طيرُك المتعـَـبَـة ْ

لم تكن دمعتـَـاك لتروي الترابَ الحزينْ

إنما الحبر بين يديكْ، يطاول آلهة الكافرين بخير البلادْ

وبغداد نائمةٌ، تحكم الأرضَ والأرصفة

كنتَ فارسـَها.. كاشفَ السّـر.. ملحمة الدّم

مزّقتَ بكارةَ حاكمـِـها

وللفقراء السّراطْ

قم يا حسين العـَــلـَم

عربُ العربِ العاربة

جمّعتْ حقدها وأباحت دمكْ

حينما سقط المـُلك/لا مـَلك

فالزّنوج أتوا في يدكْ

ملحمة الأرض والرفض والأملحة

أشاعوا المدى والتّرابْ في ليالي العذابْ على الفئة القاحلة

وامتطوا صهوة الرّفض، في فاصل الأرض ضدّ اتّساع الخرابْ

قم يا حسين العـَـلمْ

بغداد نائمة على عرشها المستطابْ

وحمدان نادى على فقراء البلاد

أنِ اجتمعوا

هذي خمر الخليفة من تعب الموت بين يديكم

حـُلّوا مراكبكم

مدّوا الأيادي التي تعبت من جباة الخليفة والبرلمانْ

دمي صولجانْ

فاجمعوا دمكم واتبعوني

أنا التراب/ البلد / الأرض والقادمونْ

أنا الفاصل ما بين حبّكمُ والجنونْ

وأنتم بداية حزن المساءْ

حين السّنون تخونْ

قم يا حسين العلــَـم

افتح نوافذ تاريخنا المغلقة

وارفع أوراقك والقلمْ

سمِّ البلاد بأسمائها

واحرث المستترْ

لطّــِخ لحيّ الظلام بآثامهم

وانتصـــِرْ

للرّعاع الذين بنوا مجدنا

وانقضوا

سيفهم للصراعْ

فسّــِخْ تفـَسّــُـخَ كل البلاطات والطبقات

التي اشترت بدمانا الجواري

ومالت على وجهنا الجمجمة

فأقمنا الصباح

على الجسد المقبرة

ونادى المنادي

ها انّ حمدان يأتي على فرس من غضبْ

يلمّ شتات العربْ

وذاكرة المتعبين على الأرصفة

يصرخ في امّة النفط والأقنعة

أنا القرمطيّ، وأنت حسين امتدادي

أنا القرمطيّ وكل البلاد بلادي

أنا القرمطي اشعــْت ُ النخيلْ

وخيل الصحاري

ونوّارةً بالجليلْ

وأرض السّوادْ

فدوّن بكرّاسك.. والقلمْ

يا حسين العلمْ

سقط المــُـلْك حين العبيد طووا لونهم

ومدّوا السلاحْ

فأجاب العدمْ

قم يا حسين المباحْ

بين القبائل والطبقات الهجينة والميّتة

أنت كاشف عورتهم

وفاضح نزوتهم والدّليلْ

وقابر سيرة أعدائنا المظلمة

قم يا حسين العلمْ

إنّ اللّحيّ التي استوطنت تاريخ كل البلاطات

قد أرسلت تطلبكْ
جسداً أو كفنْ

قم واحتمي بدمي

استظلّ بكفّي

ودمع الملايين

والزفرة العاشقة

قم

أنت جسر الرّؤى بين ملحمتين

من شبق

في الرحلة الخالدة

ونشيد الصباحْ

قم يا حسين المباحْ

لم تمت

حينما أوفدوا طلعة الغدر تسكن جثّتك السيدة

تسعا وسبعين حولاً

وأنت تجوب البلاد التي خبّؤوها

بين القصورْ

وغانية للخليفة ترتشف نكهة العرق المتصبّب

نحو السّــُــفنْ

لم تمتْ / لا كفنْ

أنت كاتب سيرتنا

من حجر صقل الوجه في رحلة الصيد

حتّى النشيد الأخير لهذا الزّمن

لم تمت

أنت كاتب رحلتنا

مزّقت كل الطوائف

واللحية الخائنة

وانتشرْ في المدى

عــَـــرّ الخرافة

والرّؤيــة الآسنة

صلّي صلاتك يا ايّها القرمطيُّ

على امّة النفط والأقنعة

قم يا حسين العلم

نحن "المتعبون" رماد البلاد

سنستأذن الروحَ من روحها

ونودّع فيك الجسد

وليكن

للظلام ميقاته

للخليفة بيعاته والجواري الحسان

ولكنّ للضّدّ لون يؤول

سواعد ترفع ميراثها في يديك

واخرى تغطّي الحقول

ويمضي إليك

في نشيد الشمول

وبيروت أم القرى والمدن

شيّعتك شهيدا

ومالت على دمعتيها قليلا

تبكي حسين القتيلا

وتقسم بالدم

فقم يا حسين العلم

حاصر الرّدة الهائجة

انّ القبائل قد جمّعت جبّة النفط في لحية

واتت لتقتّل فينا المدى

تقاتل علم الولادة

وتنسخ حرب الإبادة

حين الطريق افتضحْ

فانكشف العهر والجارية

لم يكن لإله الطوائف

ان يستطيع بقاءك

أو يستطيب لقاءك

يا رونديّ عصر البنوك

والبرلمان

بيروت تبكي شهيد العبيد

ورائحة القرمطي بدمعتك

ملح الزنوج ببسمتك

كوفة الرّفض

صوت عليّ للفقراء

أن اتّحدوا

أنتم حطام المعارك

وتراب الممالك



#شكري_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكري بلعيد - قم يا حسين العلم - في رثاء المفكّر الشهيد حسين مروة