أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثاق بيات الضيفي - لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟














المزيد.....

لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 18:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



لست اتكلم هنا عن رواية اسطورية ولا عن قصة درامية ولا عن سيناريو لفلم هوليودي خيالي, كما اني لست معاديا للتطور التكنولوجي الذي اجتاح العالم منذ سنوات, لكنني هنا ادعوكم للصبر والتأمل في كلماتي المتقصية لفهم المستقبل على ضوء الوقائع التي تمر بنا سريعا, ولذا بداية لو ترقبنا للعبة ثقافة ما بعد الحداثة فإن المفهوم هو المفتاح وهو أكثر جاذبية من الإبداع التقليدي لذلك يعرف بذروة الإبداع والذي لم يكن من قبيل المصادفة أن ينتهج التوجه لتأهيل نفسه عبر الإبداع الحر الهادف لتقييد البشرية ولذلك نرى انه من الضروري وضع مرشحات حضارية واجتماعية وإنسانية ترتبط بكل المشاريع البشرية. فكلنا نكاد إن نتفق على انه ومع التكنولوجيا برزت تقريبا كل شرور حضارتنا ومشاكلها, ولهذا نرى إن الأساس الأولي للأمل في التطور الفعلي لا الموهوم هو الاقتناع بأن دراسة التناقضات الطبيعية والاصطناعية هي المفتاح لفهم العمليات التي تجري في كل من العالم الموضوعي والمجتمعي والافتراضي.
لمواصلة الحياة البشرية يجب علينا أن ندرك بصدق مأساة الحقبة التي ندخل فيها وحتمية العداء بين الثقافة والتكنولوجيا والدفاع عن مناطق الوجود التي يجب أن تكون موجودة بدون تكنولوجيا, وإن ما بعد الحداثة يعكس عالمًا مختلفًا لما بعد الإنسان فألاحوال لم تعد من صنع الإنسان فيها غير انه لا يريد أن يعترف بها ولا يكتفي بها، فهو يهاجم بقوة كل التطور السابق معلنا أنه خدعة وكذبة. وان المجتمع القادم كحضارة سيكون محتويا فقط لتقنيات وعلم وتكنولوجيا ولا مجال فيه للمشاعر ولا حتى للأحاسيس المأخوذة في سياق العلاقات الاجتماعية. ومن ذلك نجد إن التعليم الحديث وان كان نظري وعلمي وفني فهو أحد أسباب الأزمة الأنثروبولوجية التي يعاني منها الإنسان, ازمة اصطناعية تمتص الطبيعة وتنسفها، وإذا نظرت إلى العلوم المعرفية كظاهرة أعمق من القبول فهي ليست منطق ولا معرفة لانها هي بصورة عمليات النمذجة الرقمية للأشياء والتكوين لأساسات الواقع الاصطناعي لما بعد الإنسان.
ما يجري ألان قد أثبت أنه العالم لا تجتاحه التكنولوجيا على أنها مجرد تقنية بل نراها نوعا من الاحتلال الاجتماعي والثقافي والنفسي لدرجة إننا نكاد نجزم إن الأنسان لا يقف فوق التكنولوجيا إنما الأخيرة تعمل كموجه له, ولا يطور التقدم السيبراني هذا الواقع التكنولوجي الجديد فحسب إنما يصنع أيضًا الظروف لانتشارها في الحياة كشرط لاشتراكية العصر الجديد فيتم إعادة إنتاج التقنيات وتطويرها وصيانتها من قبل جميع المؤسسات الرئيسية في المجتمع والدولة كالتعليم والإنتاج والاستهلاك وغيرها، ليتم تشكيل شيء يمكن أن يسمى حضارة تكنولوجية و سيبرانية, وطالما أستمرت خيالاتنا تعتقد أن التكنولوجيا هي الشيء الأكثر أهمية فسنواصل المساهمة في تعميق أزمة حضارتنا.
التقنيات مصطنعة تقتل وتحل محل كل شيء طبيعي وتمسخ الطبيعة والثقافة وحتى الإنسان, لكن هل سيتم ذلك حقا؟ إذا نظرت إلى التكنولوجيا الحديثة ستجدها تعمل كشكل من أشكال الحياة الاجتماعية, والأنسان برمجته كتقنية في شخص مهندس وتقني، وتكتسب الوعي وستقاتلنا وتنتزع منا كل شيء, وكلنا ألان نعيش تحت سطوة التكنولوجيا بالتحرك والتعلم والانارة وشبكات المياه والصحة والكهرباء والاتصالات المتنقلة وما إلى ذلك, ويمكنك الذهاب أبعد من ذلك بالنظر إلى تكفل التكنولوجيا بالإنسان أنثروبولوجيا مشترطة عليه اجتماعيا وحياتيا أن يصبح هو نفسه تقنية و جعله واحدة من الهيئات التقنية, لكنني أريد أن أكون هنا مفهوما وبشكل صحيح فيا سادتي بالنسبة لها إن الأنسان ليس مجرد تقنية فقط إنما هو شكل بشري يتم التحكم به بريمونت تقني.
إننا ندعو لإعادة التفكير في دور التكنولوجيا الحقيقية ولكن بطريقة تتكيف مع الاتجاهات مع الحفاظ على الهدوء والراحة لان الظروف تتطلب النقد والنضال والمقاومة ومن لا يود الحرية لندعه يذهب إلى العالم الافتراضي لكنه لا يسحب الآخرين معه إلى هناك, وكل ذلك يتطلب منا تحولاً راديكالياً محافظاً في الرأي العام ليكون النواة الروحية لاتحاد الارادة مع الحقيقة من أجل مكافحة التعسف وتمجيد حرية العقل العلمي المبتكر الذي يحرر البشرية ولا يقيدها, وأن المحاولة الأكثر جوهرية وموثوقية للقضاء على الروح الإنسانية هي بلا شك تقاليد الحوار التكنولوجي القادم, فيجدر بنا ألان إن نستكشف الثقافة النافعة ونساعد على فهم محتواها ومعناها ونطورها لنتبين عبرها الخطر الذي سيقلب العالم رأسا على عقب.
وأنا بالتأكيد لا أدرك اغلب الدراسات الثقافية ولكن الله جل علاه خلق واوجد لنا النور والثقافة ولا أحد ينكر الخطة الثقافية التي تتشكل فيها الكثير من الأشياء بالإضافة إلى أن الانسان نفسه ساهم ويساهم في الثقافة، وإن خصوصية الواقع الاجتماعي والثقافي هي تحدد الجدلية الاصطناعية – الطبيعية, غير إن الامر هنا يتمحور بأختلاف أفكاري الخاصة حول العمل الاجتماعي فيما يتعلق بالتكنولوجيا بشكل كبير إذ هنا لا تكفي معرفة طبيعة وجوهر التكنولوجيا خاصة وأن هذه المعرفة جزئية والتقنية هي نظام عضوي معقد للغاية وعلى الرغم من أن الآليات المصطنعة مدمجة فيها فسيكون من السذاجة الاعتقاد بأنه يمكن للانسان الاستمرار في استخدامها للتحكم بها أو عبرها التحكم ببساطة في تطوير جوهرها، ولربما سيكون الحل هو تغيير نوع حضارتنا إلى نوع آخر وأكثر فائدة وأمنا, لكن الحضارة ليست هدفاً للأعمال البشرية دوما, ولذا فأين يمكننا لمشاكل مستقبلنا الحصول على الحل الصحيح؟ حتى الجهود الأبسط لمثل تلك التي تهدف إلى تفعيل المؤسسات الاجتماعية الفردية لا زالت إشكالية الأمل البشري، وكما هو الحال دائمًا سيتخبط الفرد حينما لا يغير نفسه وبذات الوقت يكون مطالبا من العالم الاسراع بالتغيير العام في الوعي !!!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
- حكاية الشتات الحديث
- تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
- الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
- محاكمة الحوكمة
- الأمن الوطني والمواطن التكنولوجي الدكتور
- الأمن الدولي برستيج قديم في ستايلات جديدة
- إرهابية الفشل الإجتماعي
- التكنولوجيا... والمخادعات الناعمة
- السياسة البيولوجية لمذاق الشعوب
- سيناريوهات الموت وايحاءات الخوف
- السيبرانية الارهابية... المشكلة والحل ؟
- استراتيجية الرياضة الناعمة
- الهدر في العقول والأرواح!!!
- الولايات المتحدة الامريكية... والاستراتيجية السيبرانية
- هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!
- ثالوث الأيديولوجية السياسية
- الإرهاب المعلوماتي... ارهاب جميع المواسم
- فاجعة الابتزاز الشرفي


المزيد.....




- -لم يفز أي من الطرفين في هذه الحرب-.. محلل يعلق لـCNN على هد ...
- ترحيب عربي بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان وسط دعوات لاتفاق ...
- هدنة لبنان.. وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لـ-التحرك بقوة ودو ...
- رئيس الإمارات يصدر عفوا عن 2269 سجينا
- الهند تخطط لإرسال مركبة علمية إلى المريخ
- انفجار في ميدان اختبار جنرال موتورز بميشيغان يتسبب في حريق و ...
- لمن الفضل في وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟ بايدن وترام ...
- كيف ينظر سكان غزة لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب ال ...
- رصد أصوات غامضة في المحيط.. من يتحدث إلى من؟
- رصد قاعدة نووية أمريكية مخفية تحت جليد غرينلاند


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثاق بيات الضيفي - لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟