100 سنة على اغتيال روزا لوكسمبورغ و كارل ليبكنيخت (الجزء الثاني)

آدم روبي
ناشط حقوقي وسياسي مغربي وباحث سوسيولوجي
(Roubi Adam)

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 02:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

في ذكرى اغتيالهما 100.. من هما روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت؟
(2)

استمرارا في سلسلة المقالات التي نكتبها في الذكرى المئة من اغتيال الرفيقة روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنيخت والتي سنصل في آخرها إلى اكتشاف تفاصيل الجريمة الكاملة لقتل هذين القائدين الشيوعيين الذين تم اعدامهما قبل 100 عام من الآن، نقدم لكم المقال الثاني الذي سنحاول فيه أن نعطي إطلالة موجزة حتى للقارئ البسيط والمبتدئ حول حياتهما ونشاطهما حتى نجعل ذكراهما فرصة للتعريف بهذين البطلين اللذين ضحيا بحياتهما في سبيل قضية الشعوب و الطبقة العاملة أمميا.
- من هي روزا لوكسومبرغ وكارل ليبكنخت؟
إنهم من أعظم الزعماء في الحركة الإشتراكية الألمانية وفي العالم، ومن أبرز النشطاء النقابيين والسياسيين خلال بداية القرن العشرين، كانت لديهم شعبية واسعة خصوصا بعدما بدأت الحرب العالمية الأولى والتي انخرطت فيها ألمانيا، بحيث عرفوا خلال هذه الحرب بمواقفهم المناوئة للحرب والمدافعة عن السلام، فقد رفضوها معبرين عن موقف الجناح اليساري داخل الحزب "الاشتراكي الديمقراطي الألماني". ومعتبرينها حربا لصوصية هدفها تقسيم ثروات العالم من طرف وبين ثلة من اللصوص الرأسماليين، يحاولون بسط سيطرتهم على العالم، مقابل تقتيل وتشريد آلاف الأبرياء من أبناء شعوب أوروبا وآسيا، الذي استعملتهم هذه البلدان الرأسمالية كأذرع بشرية لارتكاب تلك الجرائم في حق الإنسانية. هذا الموقف المشرف والذي يعبر عن الفكر الاشتراكي الحقيقي، لم يتبناه العديد من الاشتراكيين الذين استفادوا من الرشاوي والامتيازات حكوماتهم، فقد اصطف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بعد أن بدأت الحرب الى جانب الدولة في حربها، لتنسحب من الحزب روزا و ليبكنخت ويأسسان الى جانب العديد من الوسطيين فيما بعد كبرينشتاين وكاوتسكي الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل وذلك سنة 1917 والذي عبر عن التصحيحيين المناهضين للحرب، قبل أن تؤسس روزا و ليبكنيخت الحزب الشيوعي الألماني (KPD) في 1 يناير 1919.
يعدان هاذين الزعيمين في تلك المرحلة، من أبرز ممثلي الفكر الماركسي في ألمانيا، إلى جانب لينين في روسيا، بعد وفاة منظريه العظام كارل ماركس وفريديريك إنجلز في نهاية القرن التاسع عشر. واعتبرت روزا الحرب العالمية الاولى هي حرب توظف فيها الطبقة العاملة للبلدان المتمدنة من طرف برجوازيي تلك البلدان لتقتتل فيما بينها وذلك بسبب ضعف تلك الدول عسكريا، والتي أمرت عمالها بترك المعامل وأنزلتهم لجبهات القتال. وستكون هذه من الاسباب التي ستدفع روزا و ليبكنيخت لللانسحاب من الأممية الثانية وتأسيس الاممية الثالثة الى جانب العديد من الاحزاب الشيوعية في اوروبا لتتعارض مع موقفي زعماء الاممية الثانية ككاوتسكي؛ الذين وقفوا موقف داعم للحرب حينها.
أتى اعتقال روزا لوكسوبورغ خلال الاحداث السياسية التي عاشتها المانيا آنذاك والذي اعتقل خلالها كذلك رفيقها كارل لييكنيخت. وكان السبب المباشر لاعتقال روزا سنة 1914 إلقاءها خطابا أعلنت فيه : " إذا كانوا يتوقعون منا أن نقتل العمال الفرنسيين أو إخواننا الآخرين، دعونا نخبرهم : أن لا و لا بأية حال". وكذلك رفعت شعارها الشهير ساخرة من الدعاية السياسية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني "يا عمال العالم اتحدوا في اوقات السلم، واقتلوا بعضكم بعضا في أوقات الحرب".
و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا استمرت روزا وليبكنخت في التعبئة و الدعوة الى الاحتجاج في الاوساط الشعبية كمحرضين جماهيريين وقائدين ميدانيين متميزين، اعطيا دروسا لأجيال من الشيوعيين عبر العالم، وذلك في شروط موضوعية مهيئة للانقلاب الاجتماعي بحيث كانت وضعية الجماهير التي تذمرت من آثار و عواقب الحرب على الاقتصاد وعلى العنصر البشري جد مزرية. الشيء الذي لقي تجاوبا شعبيا كبيرا خاصة في أوساط الحركة العمالية. ليتمكنوا من إنشاء عصبة سبارتاكوس، وهي العصبة التي أسستها الرفيقة روزا وكارل والتي اتخذت اسمها على اسم محرر العبيد اليوناني الشهير سبارتاكوس، لتستطيع بعد ذلك في خلق انتفاضة جماهيرية سمية بانتفاضة سبارتاكوس، كان ذلك قبل أشهر من الجريمة التي ستبقى خالدة في التاريخ و في أذهان كل الإشتراكيين عبر العالم، جريمة إغتيال روزا و كارل.

#آدم_روبي (هاشتاغ)       Roubi_Adam#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات