|
انتباه المسرح العربي يقتل
عبد الله الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 06:15
المحور:
الادب والفن
في كل سنة تنظم هوليوود حفلا فنيا كبيرا. يستدعى اليه نجوم السينما والتلفزيون. وتوزع فيه الجوائز والهدايا والتذكارات.وترى الدموع تنهمر والتصفيقات تتعالى هنا وهناك.ولا تملك بفعل المؤثرات التي يبرعون فيها الا ان تتفاعل مع الاحداث لتجد نفسك تبكي او تصفق رغما عن انفك…لكن ما اثارني هو ظاهرة غريبة تتكرر كل سنة و لم اجد لها تفسيرا معقولا. فعدم حضور اصحاب السينما عندنا مفهوم لان سماءنا تكون دائما من غير نجوم.اما ان يغيب زعماؤنا الابرار عن الحفل الفني الكبير.فطامة كبرى واظن ان الغرب لم يعد يخجل من نفسه.لماذا لا يستدعى حكامنا لمثل هاته التظاهرات ويكرمون كسائر النجوم . ما سبب هذا الظلم والحيف الكبير الذي لحق بنا .فحسب علمي وباجماع كل نقاد العالم. لا يوجد مخلوق على وجه الارض اكثر منهم اتقانا لفن الثمتيل و الخدع السينيمائية والمغامرات الانتحارية.ويؤدون ادوارهم بحرفية وفنية عالية قل لها نظير.ولمن اراد الدليل والبرهان.اقول لهم دونكم مسرحيات الجامعة العربية وخاصة الاخيرة منها .حب الرمان في السودان.ما رايكم الم تكن في غاية الروعة والاتقان.لقد جعلت العالم كله يمسك نفسه وهو لايصدق كيف ان العرب في زمان قياسي اصبح لهم مسرحا عالميا يضرب به المثل..بل دهش النقاد انفسهم بسبب المستوى الفني الكبير الذي بلغته الدراما العربية والذي فاق كل التوقعات.. و السؤال الذي حيرني اكثر هو لماذا لم يحتجوا على هذا الفعل الشنيع لماذا لزموا الصمت هل في القضية ان واخواتها.وهل في الامر صفقة لا ندري كنهها .هل وهل...في الحقيقة حاولت ان اجد سببا واحدا مقنعا.فعجزت..وقلت لما اضناني البحث ربما هو الحياء الشديد والادب الرفيع والتواضع الجم الذي تميز به حكامنا رضي الله عنهم دائما وفي جميع المناسبات هو الذي حال دون بروزهم على الساحة الفنية . فالخجل يذوبهم وربما يقتلهم وقديما قال الشاعر ومن الحب ما قتل..الا تراهم يستخفون من الناس ولا يطلعون حتى في التلفزيون ..بل ان بعضهم اعتزل الثمتيل نهائيا ولم يشارك في المسرحية الاخيرة حفاظا على حياته وحياة شعبه ان يموت غما وكمدا لفراق زعيمه .لان اكبر مشكلة عند الممثلين النجوم هو مواجهة الجمهور وجها لوجه.واصحابنا باحساسهم الرقيق وشعورهم الرهيف سيسقطون عند اول احتكاكهم بالجمهور الذواق الذي يعشق الادوار البطولية و الاداء الرفيع ..صدقوني انا احترفت المسرح زمانا .واعرف هذا الشعور جيدا ..حتى اني في احدى المسرحيات وكان ذلك في بداية التسعينيات.كدت افقد حياتي.لان واحد من اعوان السلطة احب الدور الذي كنت اقوم بتاديته.فجاء ببندقيته واراد ان يخلصني من عذابي .لولا ان الضوء انطفا في اللحظة المناسبة.ففررت بجلدي..ومنذ ذلك الحين .اعتزلت المسرح نهائيا وحلفت الااصعد اي خشبة من جديد.الا محمولا الى قبري..انها الحقيقة.المسرح عندنا قد يقتلك واظن ان زعماءنا بفطنتهم وذكائهم وحسن توقعهم للمفاجات وهم اقدم منا في الميدان.تجنبوا الاتصال المباشرلهذا السبب .فيا له من فداء ما له مثيل لا في الاولين ولا الاخرين .فانعم بهم واكرم من ابطال ... اضف الى ذلك ان الغرب عنصري..ولم يستسيغ نجومهم وارباب السينما عندهم ان ياتي عربي من قاع الدنيا فيحصد جوائزهم وهم افنوا عمرهم وزهرة شبابهم من اجلها ..لهذا اقصي الفيلم الفلسطيني في اخر لحظة كما تذكرون.. لا يهم لا نريد جوائزا فارغة ..المهم ان المسرح اصبح عربيا خالصا مئة بالمئة .ولم نعد نحتاج لقاعات العرض حتى..فلقد اصبحت المسرحيات تعرض في الهواء الطلق .وبشكل يومي.وفي اي مكان ..في الادارة وفي الوزارة وفي البرلمان ..وفي كل مكان .ولا تحتاج لتذكرة او غيرها .يكفي ان تؤشر لك الجمارك لتجد نفسك في مسرح كبير بديكور حقيقي ومثير..ستستمتع بالمسرحيات المشوقة تعرض تباعا ومن غير توقف..فصلا فصلا..انما يخشى عليك من الجنون او الافتتان وخاصة اذا حالفك الحظ وتابعت روائع وزارات الداخلية او الشؤون العامة ..وهي على كل حال محجوبة عن العموم ولا يشاهدها الا خاصة الخاصة ...وارى انه من الواجب على المسؤولين ان يحذروا السادة المشاهدين.بوضع لافتات في كل الطرقات .مكتوب عليها بالخط العريض ..انتباه المسرح الوطني يقتل... لابراء الذمة ودفع المذمة وربما المتابعة من طرف المنظمات الدولية التي تتربص بنا وتبحث عن اي ثغرة لتتسرب الى بطوننا..وزيادة في الحيطة والحذر.يكتب على قبره.. شهيد المسرح العربي..كي لا تدول القضية ويقال ابادة جماعية..فتنبهوا رحمكم الله وكونوا في مستوى الحدث. . وكل عام وانتم بالف مسرحية...و في الختام لايسعني الا ان اقول ..قاتل الله من جعلنا مسرحا هزليا تتفرج عليه الامم وتضحك على ماسينا . والى الاخوة في فلسطين.. اهدي لكم هذا البيت الشعري للشافعي رحمة الله عليه تموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضان تاكله الكلاب
#عبد_الله_الطالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|