أنشودة الحياة ـ 1 ـ ( ص 16 ـ 18 )
البارحة طوالَ الليلِ
لم يتوقَّفْ
صهيلُ الأحصنة
صهيلٌ مبحوحٌ من الأوجاعِ
أريدُ أنْ أغسلَ روحي
بندى الياسمين
أريدُ أنْ أنامَ تحتَ العرزالِ
هناكَ
على ضفافِ الذاكرة البعيدة
على ضفافِ دجلة
هلْ ثمّةَ عرزال
على ضفافِ دجلاي؟
عَجَبٌ!..
ِلمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!
عندما تضيقُ بكَ الدنيا لا تيأْس
إبقَ واقفاً كأشجارِ السنديان
كن شامخاً كأشجارِ النخيلِ
تحدَّ جبابرةَ الكونِ
لا تنسَ أنَّكَ ضيفٌ عابرٌ في الدنيا!
إبتسمْ قبلَ أن تموتَ
واقفاً كالسنديان!
ارتعدَت أوصالُ النمور
واغبرَّتْ
جبهةُ
الأرض..
عجباً أرى ..
ظلمةُ الليلِ
غير حالكة!
فئرانُ الخرائبِ القديمة
فرَّتْ بعيداً
عبرَتْ في أعماقِ جحورِهَا
هل هربَتْ
من وهجِ النيرانِ
أمْ انّها لاذت بالفرارِ
من جمرِ الشظايا؟!
إسودادٌ يغمرُ حتّى الشفقِ
مطرٌ كثيفُ الغبارِ
خَفَتَ بريقُ نجمة الصباح
حزنٌ مكوَّرٌ
بينَ
خريرِ
المياهِ ..
أسطورةٌ مخرومةٌ تسطو
على أولى الحضارات
على أبجدياتِ الكونِ!
أسطورةٌ مغموسةٌ بالدم
مغموسةٌ بدموعِ الأطفالِ
مغموسةٌ بدموعِ العشاقِ
المترقرقةِ
فوقَ
شاهداتِ
القبورِ
أسطورةٌ من لونِ الجنونِ
مِنْ لونِ الهلوساتِ..
هلوساتٌ
داسَتْ في جوفِ الحيتان
في جوفِ مافياتِ
هذا الزمان!
أسطورةٌ تسطعُ شروراً
تفرِّخُ سموماً
أكثر أذىً
من سمِّ العنكبوت !
...... .... ..... ....... يُتبع
راجع ما فاتك من النص ( 1 ـ 15 ) على الحوار المتمدِّن.
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتِّفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]